الحبر الأصفر
مواقف المتفاعلين مع رؤية 2030
يَنقَسمُ النَّاس حِينَ يَستَقبلون أَي
جَديد؛ إلَى عِدَّةِ أَقسَام، فمِنهم المُرحِّب، ومِنهم الرَّافِض، ومِنهم مَن يَتحفَّظ،
ومِنهم مَن يَستَقبل بشرُوط، ومِنهم مَن يَرفُض بشرُوط، وكُلُّ هَذه الأَصنَاف كَانَت
مُتمثِّلة ووَاقِعَة أَمَام الرُّؤيَة، فعِندَمَا جَاءَت رُؤية 2030، استقبلهَا
النَّاس بكُلِّ أَنوَاع الاستقبَال المُعتَادَة، مِن حَيثُ القبُول والرَّفض، أَو
التَّرحيب والتَّحفُّظ..!
لَيس هُنَاك إحصَائيَّة حَول المُرحِّبين
أَو الرَّافِضين، لِذَلك حَاولتُ أَنْ أَقوم باستقرَاء مَوَاقِف النَّاس مِن الرُّؤيَة،
مِن خِلال المَزَاج العَام للمَجَالِس، فوَجدتُ أَنَّ هُنَاك خَمسة أَصنَاف مِن
النَّاس إزَاء الرُّؤيَة:
أوَّلاً: هُنَاك الطَّائِفَة المُرحِّبَة،
الذين آمَنُوا بسَفينة الرُّؤيَة، لِذَلك بَدَّلوا مَلابسهم، وتَفَاعَلُوا مَعهَا،
ورَكبوا فِي أوّل رَحلَاتها، لأنَّهم يُدرِكُون أنَّها الحَلّ الأَمثَل، أَو طوق
النَّجَاة، ولَيسَت رِحلَة تَرفيهيَّة أَو اختيَاريَّة، وقَد كُنتُ ومَازلتُ وسأَظلّ
مِن هَذا الصّنف..!
ثَانياً: هُنَاك الذين آمَنُوا بها ثُمَّ
تَراجَعوا، وأَعنِي بِهم أَصحَاب المَصَالِح الضيِّقَة والشَّخصيّة، الذين ظَنّوا
أَنَّ الرُّؤيَة "كِيكَة"، سيَنَالُون مِنهَا النَّصيبُ الأَكبَر، وحِينَ
خَابَت ظنُونهم، صَارُوا يُحَارِبون الرُّؤيَة عَن طَريق انتقَادهَا؛ بشَكلٍ خَفي
يُوحي بالعَقلَانيَّة، فمَثلاً إذَا دَعمَت الرُّؤيَة التَّرفيه قَالُوا: "نُريد
الإسكَان أوّلاً"، وكَأنَّ الإسكَان لَا تُحلّ مَشَاكلهَا إلَّا عَلَى أَكتَاف
التَّرفيه، ومَا عَلِمَ أُولئِكَ القَوم؛ أَنَّ التَّرفيه لَه مَسَار، والإسكَان لَه
مَسَار آخَر. وهَذا الصّنف مِن النَّاس قَليل جِدًّا، وهُم يَتنَاقَصُون ويَترَاجعُون
يَوماً بَعد يَوم، ويُؤمِنُون أَنَّ الرُّؤيَة آتيَة لَا مَحَالَة..!
ثَالِثًا: هُنَاك الذين لَم يُؤيِّدوا
الرُّؤيَة ثُمَّ آمَنوا بِهَا، وأَعنِي بِهم أُولَئِكَ الذين يَتخوَّفون مِن الجَديد،
وهَؤلاء أَدرَكُوا بَعد مرُور سَنَة أَو سَنتَين، أَنَّ الدَّولَة جَادَة فِي تَطبيق
الرُّؤيَة، لِذَلِك بَدأوا يَتنَازلون عَن قَنَاعَاتهم، ويَستَعدون لركُوب سَفينة
الرُّؤيَة، بَعد أَنْ تَخلَّصوا مِن فُوبيَا التَّغيير..!
رَابِعاً: هُنَاك الرَّافِضُون لكُلِّ شَيء،
وهَؤلاء تَنطَبق عَليهم عِبَارة "جون كيندي" التي تَقول: (هُنَاك 20% مِن
النَّاس ضِدّ كُلّ شَيء)، وهَؤلاء نَفرٌ قَليل، ومُحَاولة إقنَاعهم شَكْلٌ مِن أَشكَال
إضَاعة الوَقت..!
خَامِساً: وهُم شَريحَة كَبيرَة مِن المُجتَمع،
أَولَئِكَ الطيّبون الذين يُحبّون الحكُومَة، ويُؤمِنُون بدَولتهم، ومُتفَائِلُون
بكَلِّ تَجديد وتَغيير، ويُحسِنُون الظَّنّ بكُلّ خُطوَات الحكُومَة، ولَكنَّهم لَم
يُدركوا مَعَانِي الرُّؤيَة، ولَم يَفهَموا أَهدَافهَا بالمَعنَى الكَافِي، لأَسبَابٍ
كَثيرَة قَد يَطول شَرحهَا، ولَعلَّ مِن أَقوَى الأَسبَاب، هو أَنَّ النَّص الذي
كُتبت بِهِ وَثيقة الرُّؤيَة، كَان نَصًّا نُخبَويًّا خَالٍ مِن التَّبسيط، وقَد أَخذتُ
عَهداً عَلَى نَفسي، بأَن أُؤلِّف كِتَاباً حَول تَبسِيط الرُّؤيَة وأَنسَنتهَا،
وقَد قَطعتُ شَوطاً كَبيراً فِي هَذا الكِتَاب، وسيَرَى النّور قَبل انتهَاء عَام
2019..!
حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!
بَقَي القَول: يَا قَوم، هَذه هي الرُّؤيَة،
وهَذه مَوَاقِف النَّاس مِنهَا، ومَا عَليكَ –أَيُّهَا القَارئ وأَيَّتهَا القَارِئَة-
إلَّا تَحديد الصّنف الذي تَنتَمي إليهِ، أَو تَقتَرح أَصنَافاً جَديدَة، لَعلِّي
أَستَفيد مِنهَا، وأُضيفهَا فِي مُقدِّمة الكِتَاب..!!
أحمد عبدالرحمن العرفج
T:
Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق