الجمعة، 13 ديسمبر 2019

حتى هذه المقالة.. تسترزق من البطالة


الحبر الأصفر
حتى هذه المقالة.. تسترزق من البطالة

يَشتَكي بَعض النَّاس مِن البَطَالَة، وقَد تَكون البَطَالَة اختيَاريَّة، بمَعنَى أَنَّ العَاطِل قَد تَتوفَّر لَه وَظيفَة؛ فِي مَدينةٍ أُخرَى، ولَكنَّه يَرفضهَا..!
وقَد يَكون السَّبب فِي التَّقصير؛ رَاجعٌ إلَى مَحدوديّة فِعل الأَسبَاب.. وبَعض البَاحثِين عَن العَمَل، يَظنُّ أَنَّ فِعل السَّبب؛ يَتمثَّل فِي التَّقديم إلَى الجِهَات المَعنيَّة، وهَذا فِي الحَقيقَة أَحَد الأَسبَاب، وهُنَاك طُرق ووَسَائِل أُخرَى مِنهَا: الاستفسَار مِن النَّاس؛ الذين لَديهم خِبرَة، والذِّهَاب إلَى الأَمَاكِن العَامَّة، والتَّعرُّف عَلَى أَطيَافِ المُجتَمَع الأُخرَى، والحَديث مَعهم حَول إمكَانيّة تَوفُّر العَمَل.. وحَتَّى أُدلِّل عَلَى تَنوُّع الأَسبَاب، إليكُم هَذه القصّة:
(يُقال: إنَّ هُنَاك خَطَّاطًا أَرَاد أَنْ يُحسِّن؛ ويُزيد مِن مُستوَى دَخله، وكَان لَديه قَنَاعَة رَاسِخَة؛ بأنَّه يَستَطيع أَنْ يَجني الكَثير مِن المَال، مِن مِهنة الخَطّ، حِينهَا ذَهَبَ إلَى مَطعم، لكَي يَتنَاوَل الإفطَار فِيهِ، ثُمَّ جَلَسَ عَلَى الطَّاولَة، وأَخرَج بَعض أَورَاقه، وبَدَأَ يُمَارس هوَايته، وهي الخَطّ، وفَاجَأه صَاحِب المَطعَم وسَأله: "هَل أَنتَ خَطَّاط"؟، فأَجَابه بقَولهِ: "نَعم، هَل يُضَايقك أَنْ أُمَارس هوَايتي، وأَكتُب عَلَى هَذه الطَّاولَة؟"، فقَال لَه: "بالطَّبع لَا أُمَانِع، ولَكن أُريدك أَنْ تَعمل مَعي، لأنَّني بحَاجةٍ إلَى كِتَابة قَائِمة الطَّعَام "المنيو" للمَطعَم، مُقَابل أَنْ أَدفَع لَك بَعض الأَجر"، فوَافَق الخَطَّاط فَورًا)..!
حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!
بَقي القَول: هَذا المِثَال نَموذج مُصغَّر؛ مِن نَمَاذج فِعل الأَسبَاب، التي تَتعدَّد وتَتنوَّع؛ بمقدَار تَعدُّد وتَنوُّع الحَيَاة..!!

أحمد عبدالرحمن العرفج
T: Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

لكُلِّ مثابرٍ نصيب.. مِن دأب النجيب!