الجمعة، 13 ديسمبر 2019

هذا زمن الطيبين.. فلا تكونوا جاحدين


الحبر الأصفر
هذا زمن الطيبين.. فلا تكونوا جاحدين

هُنَاك عِبَارَات تَتَدَحْرَج إلينَا مِن أَلسِنَةِ النَّاس، ولَا نُفكِّر فِيهَا، وقَد نُردِّدها ببلَاهةٍ صَفرَاء، مِن غَير مُرَاجعتهَا، أَو إعَادة النَّظر فِي مُحتوَاهَا..!
ومِن تِلك العِبَارَات -التي أَسمعهَا لَيل نَهَار- عِبَارة: "زَمن الطيِّبين"، أَو "الزَّمن الجَميل".. لقَد جَعلَتني هَاتَان العِبَارَتَان أَكتُب عَنهُمَا نَاصية، نُشِرَت فِي "تويتر"، وحَملَهَا الطَّائِر الأَزرَق إلَى مَشَارق الأَرض ومَغَاربهَا.. تَقول النَّاصية: (عِبَارة: "زَمن الطيِّبين" كأُختهَا عِبَارة: "الزَّمَن الجَميل"، صَارت تَتَرَدَّد كَثيراً هَذه الأيَّام، وهي تَحمل فِي مَضمونهَا، أَنَّ هَذا الزَّمن مَليءٌ بالأَشرَار)..!
ولَكن وقَائع المَعرفة تَقول مَا يَلي:
أوّلاً: مَن يَقول هَذه العِبَارة قَد تَجَاوز الأَربعين، لِذَلك هو يَعيش الذِّكريَات، ولَديهِ مُشكِلَة فِي التَّعَامُل مَع الحَاضِر الذي يَعيشه..!
ثَانياً: الطيِّبُون والأَشرَار فِي كُلِّ زَمَانٍ ومَكَان، والخَير فِي الأُمَّة إلَى قِيَام السَّاعَة..!
ثَالِثاً: مَن يَقرَأ عَن "زَمن الطيِّبين"، يَجد مِئَات المُشْكِلَات والمُشَاحَنَات، بسَبَب مَلعَقَة أَو بيضَة أَو دَجَاجَة، أَو عَلَى بَقرَة، أَو حَتَّى عَلَى عَلَفِ البَقرَة..!
رَابِعاً: كُلّ زَمن ولَه أَدوَاته فِي الطِّيب والجَمَال، ففِي المَاضِي، كَان يُوجَد تَكَافُل اجتمَاعي، والآن يُوجد نَفْس الأَمر، لَكن تَطوَّر فَقَط نَفس المَفهوم الإنسَاني، فأَصبَح "العَمَل التَّطوُّعي"..!
حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!
بَقي القَول: يَا قَوم، لَا تَجلدوا الحَاضِرين بسِيَاط الغَائِبين، ولَا تَمدَحُوا المَاضِي لكَي تَشتَمُوا الحَاضِر، واعلَمُوا أَنَّ كُلّ زَمنٍ؛ فِيهِ مِن الطيِّبين مَا يَكفِي، ومِن الأَشرَار مَا يَفيضُ عَن الحَاجَة..!!

أحمد عبدالرحمن العرفج
T: Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

لكُلِّ مثابرٍ نصيب.. مِن دأب النجيب!