الحبر الأصفر
رد الجميل.. واجبٌ
نبيل!
فِي العَالَم العَربي،
يَنقصنَا الكَثير مِن ثَقَافة رَدّ الجميل، ولَعلَّ أوَّل أَبوَاب هَذه الثَّقَافَة
هِي: ثَقَافة الشُّكر والامتنَان..!
مُنذُ البِدَايَة دَعونَا
نَقول: إنَّ شُكر النِّعم يَجعلها تَدوم وتَزدَاد، وفِي ذَلِك قَال الحَقّ عَزَّ
وجَلّ: (ولِئن شَكرتُم لأَزيدنّكم)..!
والشُّكر يَنبَغي أَنْ
يَتوجَّه؛ إلَى كُلِّ مَن صَنع مَعروفاً، بغَضِّ النَّظَر عَن دِينه، ولَونه وسِنّه،
وفِي ذَلِك يَقول "عبدالله بن عباس": (لَو أَنَّ فرعون مِصر؛ أَسدَى
إليَّ يَداً صَالِحَة، لشَكرتُه عَليهَا)..!
إنَّ الشُّكر ثَقَافَة؛
يَجب أَنْ نَتدرَّب عَليهَا، وفِي مَرَّة مِِن المَرَّات، قَرأتُ تَحقيقاً فِي إحدَى
الصُّحف البِريطَانيَّة؛ عَن أَكثَر 10 أَشيَاء تُزعج المُجتَمَع، وكَانَت الإجَابَات
مُتعدِّدة، ومِن أَبرزهَا أَنَّ أَحدهم يَقول: (أَشعُر بالغَضَب؛ عِندَمَا أَفتَح
البَاب لأَحدِهم، ولَا يَقول لِي شُكراً)..!
إنَّ الشُّكر يَسدُّ
خَانة رَدّ الجَميل، ومِن هُنَا قَال أَهل المَجَر فِي أَمثَالهم: (إذَا قَصُرت يَدك
عَن رَدّ المَعروف، فأَطِل لِسَانك بالشُّكر)..!
حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!
بَقي القَول: قَد يَعتَقد
البَعض؛ أَنَّ النَّاس لَا يَحتَاجون إلَى الشُّكر، وهَذا اعتقَادٌ خَاطئ، مِن هُنَا
قَال الفُقهَاء: إنَّ الإنسَان محتَاج إلَى الشُّكر، ولَا يَستَغني عَنه، وقَد أكَّد
هَذه الحَاجة المَاسَة للشُّكر؛ الشَّاعِر "محمود بن الحسن الورّاق"، فقَال:
فلَو كَان يَستَغني
عَن الشُّكر مَاجِدٌ
لعزّةِ ملكٍ أَو
علوِّ مَكَانِ
لمَا نَدبَ الله
العِبَاد لشُكرهِ
فقَال اشكرُوني أيُّها
الثّقلَان!
أحمد عبدالرحمن
العرفج
T:
Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق