الجمعة، 13 ديسمبر 2019

الأشياء الثمينة.. تجذب المطامع الدفينة!


الحبر الأصفر
الأشياء الثمينة.. تجذب المطامع الدفينة!

السَّفَر –كَمَا تَقول العَرب- كَلِمَة جَاءَت مِن الإسفَار والإضَاءَة، بمَعنَى أنَّك تَفتَح نَافِذَة جَديدة؛ مِن نَوافِذ عَقلك عَلَى الدُّنيَا..!
والسَّفَر هو شَكلٌ مِن أَشكَال قِرَاءة الكَون، لَيس عَبر صَفحَات الكِتَاب، وإنَّما عَبر صَفحَات المُدن..!
لقَد سَافرتُ إلَى أَكثَر مِن 100 دَولَة، وفِي كُلِّ مَرَّة؛ أَكتَشف مِئَات المَعلُومَات، وأَتعرَّف عَلَى عَشرَات الأَمَاكِن، وتَخطُر ببَالي آلَاف الأَفكَار. ومِن أَهم هَذه الأَفكَار التي تَوصَّلتُ لَهَا، هي فِكرة "الابتعَاد عَن شِرَاء الأَشيَاء الثَّمينَة"..!
لِمَاذَا أَبتَعد؟، هَذا سُؤال وَجيه.. لأنَّ الأَشيَاء الثَّمينَة هي التي تَتعرَّض للغش، ويَستَهدفهَا النَّصَّابون بالتَّزييف والتَّزوير، وحَتَّى يَتَّضح مَفهوم المَقَال، دَعونَا نَضرب هَذا المِثَال:
لَو ذَهبتَ إلَى مِصر مَثلاً، فقَد يغشّك بَعض البَائِعين للسَّمَك؛ أَو اللَّحم أَو العَسَل، ولَكن لَا أَحَد يغشّك فِي الفُول، لأنَّه سِلعَةٌ رَخيصَة، ولَيس فِيهَا مَا يُشجِّع عَلَى الغشِّ والتَّدليس، فِي حِين أنَّ بَقيّة الأَصنَاف مِن اللّحُوم قَد تُغري..!
مِثَالٌ آخَر: لَو ذَهبتَ إلَى إفريقيَا، فقَد يغشّك بَعض البَائعين للذَّهَب، والفضّة والأَلمَاس، لأنَّهَا مُجوهرات ثَمينَة تُشجِّع عَلَى الغشِّ، وفِيهَا مَطَامع للطَّامِعين، أَمَّا لَو أَردتَ أَنْ تَشتَري الفُول السُّودَاني مِن إفريقيَا، فلَن تَجد مَن يغشّك، وهَذا الكَلام –أَعنِي الغشش فِي السِّلع الثَّمينَة- يُمكن أَنْ يَنطَبق عَلَى العَسَل والعُود، والبخُور والمَشروبَات الرُّوحيَّة، وزيت الزّيتون، وكُلّ هَذه الأَشيَاء ثَمينَة، لِذَلِك هي تُغري صَاحبها بالغشش، والتَّدليس والتَّزوير..!
حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!
بَقَي القَول: إنَّني أَحرص -دَائِماً- حِينَ أُسَافر إلَى أَي بَلد، أَنْ أَبتَعد عَن الأَشيَاء الثَّمينَة، أَمَّا مَا يَخصُّ اللّحُوم، فأَنَا –ولله الحَمد- نَبَاتِي، وقَد حَسَمتُ هَذا الأَمر مُنذ سَنوَات..!!

أحمد عبدالرحمن العرفج
T: Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

لكُلِّ مثابرٍ نصيب.. مِن دأب النجيب!