الجمعة، 13 ديسمبر 2019

فن العوم في ساعات اليوم


الحبر الأصفر
فن العوم في ساعات اليوم

دَائِماً تُلاحقني الأَسئِلَة؛ حَول ضَبط الوَقت والمُحَافظَة عَليه، وكَيفية تَوزيع سَاعَات اليَوم، وهَذه الأَسئِلَة حِينَ تَأتِي، تُشعرك بالفَرح، لأنَّها تَعنِي أَنَّ النَّاس بَدَأَت تُفكِّر؛ بإعَادة تَرتيب أَوقَاتها، والبَحث عَن صِيَغٍ جَديدة؛ لاستغلَال كُلّ دَقيقَة وثَانية..!
فِي البِدَايَة دَعونَا نَقول: إنَّ العُقلَاء يُوزِّعون أَوقَاتهم إلَى ثَلاثةِ أَقسَام، عَلَى النَّحو التَّالِي:
القِسم الأوَّل للنَّوم، ويَضم ثَمان سَاعَات، والقِسم الثَّانِي للعَمَل، ويَضم أَيضاً ثَمَان سَاعَات، أمَّا القِسم الثَّالِث فهو للتَّسليَة والتَّرفيه، ويَضم الثَّمان سَاعَات البَاقية مِن سَاعَات اليَوم..!
وإذَا قُلنَا: إنَّ سَاعَات النَّوم ثَمان، فإنَّنا نُدخِل فِيهَا وَقت تَفريش الأَسنَان، والاستحمَام الصَّبَاحي أَو المَسَائي، والدَّردَشَة التي تَسبق النَّوم بَين الزّوجين.. إلخ!
وفِيمَا يَخصُّ سَاعَات العَمَل الثَّمان، فنَحنُ نُدخِل فِيهَا تَنويع العَمَل، ومَشَاويره ومُتطلَّباته، مِن استعدَادٍ وتَهيؤ وتَدريب..!
أمَّا إذَا أَتينَا إلَى سَاعَاتِ التَّرفيه البَاقيَة، فهي لَا تَعني الذِّهَاب إلَى الحَديقَة، والاستمتَاع بالمَرَاجيح، بَل هي أَكبَر مِن ذَلك، إنَّها تَعني قِرَاءة كِتَاب، أَو مُشَاهدة مُبَاراة كُرة قَدَم أَو فِيلم، أَو زِيَارة صَديق، أَو استجَابة لوَليمَة، أَو القيَام بوَاجب اجتمَاعي.. كُلّ هَذه تَدخُل فِي حَقل التَّرفيه، الذي يُمكن أَنْ نُعرِّفه بأَي نَشَاط يَقوم بِهِ الإنسَان، مِن أَجل التَّرويح عَن النَّفس، وإدخَال السّرُور عَليهَا..!
إنَّ هَذا التَّقسيم، تَقسيمٌ مَبدئي، قَد يَعتَريه النَّقص هُنَا أَو هُنَاك، ولَكن التَّعويض مَطلوب، وكُلّ الذين يُطبِّقون هَذا الجَدوَل بصَرَامة، يُحقِّقون -تَقريباً- أَكثَر مِن 80% مِن أَهدَافِهم، وهَذا يَعني أَنَّ التَّفوُّق حَليفهم، والإنجَاز صَديقهم، والنَّجَاح شَريكهم..!
حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!
بَقي القَول: يَا قَوم؛ إنَّني أُحَاول مُنذ زَمنٍ بَعيد، إنزَال جَدول السَّاعَات عَلَى تَطبيق حيَاتي، وقَد عَملتُ لَه download، وبَعد تَنزيل التَّطبيق تَغيَّرت حيَاتي، وأَصبَحتُ أُنفق كُلّ دَقيقَة مِن وَقتي؛ حَسَب جَدول الاقتصَاديين؛ عِندَما يَتحدَّثون عَن الإنفَاق الذَّكي للمَال..!!

أحمد عبدالرحمن العرفج
T: Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

لكُلِّ مثابرٍ نصيب.. مِن دأب النجيب!