أحلام البنات والبنين على طاولة قمة العشرين.

الحبر الأصفر

أحلام البنات والبنين على طاولة قمة العشرين

لَم تَعُد السّعوديَّة حَديث السّعوديين فَقَط، بَل أَصبَحت -بقَفزَاتها وحِرَاكهَا اليَومي- حَديث العَالم كَله، هَذا الحِرَاك نَتَج عَنه ثِقة المُجتمَع الدَّولي، ولَم تَكُن هَذه الثِّقَة مُجرَّد كَلَام، بَل تَحوَّلت إلَى فِعلٍ، مِن خِلال استضَافة المَملَكَة لقمّة العِشرين، هَذا التَّجمُّع الاقتصَادي العَالَمي الكَبير، وستَكون الاستضَافَة فِي تَاريخ مُميَّز، وهو 2020.
وبالتَّأكيد، فإنَّ الحكُومَة بَدَأَت مُنذ صدُور القَرَار، بالاستعدَاد لهَذه القمَّة التَّاريخيَّة، حَيثُ صَدَر مَرسوم مَلكي، بهَدَف الاستعدَاد والتَّحضير لرِئَاسة قمّة العِشرين، وتَضمَّن المَرسُوم إنشَاء لَجنَة عُليَا، وإنشَاء لَجنَة تَحضيريَّة، وأَمَانَة عَامَّة.

ومَا يَهمنا هُنَا هو الاستفَادَة مِن هَذه القمّة، واستثمَارهَا فِي أَحسَنِ صُورَة، وبالتَّأكيد فإنَّ الإجرَاءَات والتَّخطيط لَهَا لإنجَاحها؛ قَائِمٌ عَلى قَدمٍ وسَاق، ويَتم لَيلاً ونَهَاراً، لأنَّ العُقلَاء يَعرفون أنَّ مَا نَعيشه الآن، هو ثَمرة خِطَط المَاضِي، ومَا نُخطِّطه اليَوم، هو مَا سنَقطفه فِي المُستقبَل.

وهُنَا، دَعونَا نَطرَح هَذا المَوضُوع، وهو مُشَاركة الطُّلَّاب والطَّالِبَات -فِي كُلِّ مَرَاحِل التَّعليم- بإيجَاد أَفكَار ومُبَادَرَات إبدَاعيَّة، تَخدم مَسَارَات وقَضَايَا العَالَم، التي تَتكفَّل بِهَا أَجندة ومَهام دول العِشرين.

مَثلاً: مِن المُمكِن أَنْ نَبدَأ الآن بمُرَاقبة قمّة العِشرين؛ التي ستُقام هَذه الأيَّام فِي اليَابَان، وكَيف يَعمل اليَابانيّون، بحَيثُ نَأخذ أَفكَارهم ونُطوِّرها، ونَضع عَليهَا النَّكهَة السّعوديَّة الخَلَّاقَة.

ومِن جِهةٍ ثَانية، مِن المُمكن أَنْ نَطلُب مِن الطُّلَّاب والطَّالِبَات -فِي كُلِّ مَدَارس المَملَكَة- المُشَارَكَة، لإغنَاء فِكرة واستثمَار؛ استضَافة المَملَكَة لقمّة العِشرين، ومَن يَدري، لَعلَّ طَالِباً نَجِيباً مِن شَرق البِلَاد أَو شَمَالِهَا، أَو غَربِهَا أَو جَنوبهَا، يَأتي بفِكرةٍ؛ تَلبس ثيَاب النَّجَاح، وتَنطَلق إلَى العَالميَّة، وأَنَا وَاثِق مِن النَّجَاحَات؛ التي تَأتي مِن الطُّلَّاب والطَّالِبَات، المُبدعين والمُبدعَات.

إنَّ لَدينَا فِي قمّة العِشرين؛ مَسَاراً يُسمَّى "مَجمُوعَات التَّواصُل"، ويَشمَل الشَّبَاب والمَرأَة والعلُوم والأَعمَال، وكُلّ هَذه فَضَاءَات ومسَاحَات؛ مِن المُمكِن أَنْ يَتحرَّك فِيهَا الطُّلَّاب والطَّالِبَات، لتَقديم الأَعمَال؛ التي تَجعلنَا نُفَاخِر بِهَا وبِهم بَين الأُمَم، فِي قمّة العِشرين.

حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!

بَقي القَول: إنَّني أَشعُر بسَعَادَةٍ كَبيرَة، ونَحنُ نَبدَأ مِن الآن بالتَّخطيط، مِن أَجل قمّة ستُقَام بَعد سَنَة، لأنَّ العَمَل الذي يُطبَخ عَلَى نَارٍ هَادِئَة، ومُخطَّطَات مُحكمَة، يَأتي مُكتملاً ونَاضِجاً، ويَصل إلَى أَعلَى مَرَاتِب الجَودَة.

أحمد عبدالرحمن العرفج

T: Arfaj1

Arfaj555@yahoo.com