الجمعة، 13 ديسمبر 2019

كل تطبيق.. خير من ألف رفيق!


الحبر الأصفر
كل تطبيق.. خير من ألف رفيق!

مِن الأمُور التي أَحرِصُ عَليهَا، ويَسأَل عَنهَا الأَصدِقَاء والأحبَاب، مَا أُسمِّيه #قصّة_للعَرفج، وهي فِكرَة تَأتِي عَلَى شَكل قصّة قَصيرَة، تَبدأ بسُؤال، وتَنتَهي بإجَابَة، فتَفتح الأَبوَاب للأَسئِلَة، أَكثَر مِمَّا تُغلقه مِن نَوافِذ..!
تَقول القصّة، سَأَلَني أَحدُهم: هَل زَمَن الصَّحَافَة انتهَى؟، وهَل السّنَاب أَلغَى تويتر؟، وهَل الوَاتس أَب قَلَّل مِن فَاعلية التّلغرَام؟، وهَل الانستغرَام دَمَّر الفِيس بُوك..؟!
بَعد هَذه الأَسئِلَة، أَخذتُ نَفسَاً عَميقَاً، وكُنتُ مُضطجعاً ومُرتخياً، فجَلستُ وتَحمَّستُ، وقُلت -بَعد الاستعَاذَة بالرَّحمن الرَّحيم، مِن الشّيطَان الرّجيم-: (اعْلَم أَيُّهَا السَّائِل الكَبير -رَحمَني الله وإيَّاك والقَارئين والقَارِئَات- أَنَّ هَذه الوَسَائِل كُلّها زِينَةٌ مِن الله، ونِعمَةٌ مِنه، تَستَحقُّ الشُّكر، وتَتطلَّب الامتنَان، واعْلَم -أَيضاً- أَنَّ هَذه مُجرَّد وَسَائِل، والوَسَائِل تَتعَاوَن ولَا تَتَقَاتَل، وتَتَنَافَس لتَتَكَامَل.. فَهِي -كَمَا تُسمَّى فِي الغَرب- platform، أَي أَنَّها مُجرَّد منصَّة، والمنصَّات هي -باختصَار- أَرضيَّات للانطِلَاق، ولَيسَت سَاحَات للنَّفي والإقصَاء والانغِلَاق..!
إنَّ المنصَّات مِثل: (تويتر، وفيس بوك، وانستغرام، وواتس أب، وتليغرام)... وغَيرهَا مِن المَواقِع والمُدوّنات عَلَى الشَّبكَة، كُلّها تَتَكَامَل وتَتَجَاوَر، وتَتَنَاغَم وتَتَحَاوَر، فتَخدم بَعضها تَحت شِعَار: "وتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ والتَّقوَى". إنَّها كُلّها -باختصَار- جَاءَت لخدمةِ المَعرِفَة، وأَتعجَّب مِمَّن يَقول: "الفِيس بُوك مَا دَخَل مَزَاجي"، أَو مِمَّن يَقول: "تويتر هَذا مَا أَطيقه"، ودَعوني أَهمِس فِي أُذن مَن يُطلق هَذه الأَحكَام، لأَقول: "والله مَا حَد درى عَنك لَا أنتَ ولَا مَشَاعرك"..!
بَعد هَذا أَقول: إنَّني مُستَقِرٌ ومَوجود فِي كُلِّ هَذه الوَسَائِل والتَّطبيقَات، فحَيثمَا وَلَّيتَ وَجهك شَطر أَي تَطبيق، ستَجد لِي فِيهِ خيمَة وكِتَاب..!
أَكثَر مِن ذَلك، نَفسي ظَامِئَة، وشَهيّتي مَفتُوحَة، لاستقبَال أَي وَسيلَة جَديدَة تَأتِي بِهَا الأيَّام..!
حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!
بَقي القَول: يَا قَوم، أَنَا عَارض أَزيَاء وسِلع ثَقافيَّة، ومَندوب مَبيعات مَعرفيَّة، ومُسوِّق للمُنتجَات الفِكريَّة، لِذَلك أَستَغل كُلّ وَسيلَة مِن وَسَائِل نَقل المَعرِفَة، لأنَّ هَدفي هو نَشر هَذه السِّلع، ولَن أُضيّع وَقتي، وأَدخل فِي صِرَاع الوَسَائِل، أَو الجَدَل الدَّائِر حَول أَيُّهمَا أَفضَل: هَذا التَّطبيق أَو ذَاك؟، فكُلّ التَّطبيقَات تُؤدِّي إلَى بَثِّ المَعَارِف، والأَفكَار والثَّقَافَات..!!

أحمد عبدالرحمن العرفج
T: Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

لكُلِّ مثابرٍ نصيب.. مِن دأب النجيب!