الحبر الأصفر
كلما انفرجت أسارير السماحة.. اتَّسعت
نواصي المساحة
تَغمرني موجَةٌ مِن السَّعَادَة؛ حِينَ أقرَأ عَن التَّسَامُح، لأنَّ
هَذه الفَضيلَة تُحيي فِي الإنسَان؛ قِيَم العَفو والصَّفح والغُفرَان، وتَجعله -بشَكلٍ
مِن الأَشكَال- مُسيطراً عَلَى عَوَاطفه، ومُدركاً لأَحَاسيسه، ولَكن هَل التَّسَامُح
لَه تَعريف آخَر؟، أَمْ أَنَّ العُلمَاء المُختَّصين انقَسموا –كالعَادَة- فِي تَعريفَاتهم
إلَى عدّة أَقسَام...؟!
وإذَا أَردنَا الجَواب، سنَذهب إلَى أَهل
الاختصَاص، وأَقرَبهم هَذه اللَّحظَة أَصحَاب كِتَاب: "التَّسَامُح- النَّظريَّة
والبَحث والمُمَارسَة"، حَيثُ يَقولون: (مِن الوَاضِح أَنَّ بحُوث التَّسَامُح
فِي ازديَاد، ومَع ذَلك؛ فإنَّ الصِّيَاغَات التي قَدَّمها البَاحثُون للتَّسَامُح؛
مُختَلِفَة تَمَاماً، حتَّى وَقت كِتَابة هَذا الفَصل، فبوَجهٍ عَام لَا يُوجد تَعريف
مُتَّفق عَليه للتَّسَامُح، (worthington, 1988)، ويُفسِّر البَعض
افتقَاد هَذا الاتِّفَاق فِي التَّعريفَات المُقدَّمة للتَّسَامُح، عَلَى أَنَّه وَاحِد
مِن أَكثَر المُشكِلَات الضَّارَة فِي المَجَال اليَوم، (Elder,
1988; Enright, Coyle 1988 Enright Freedman,
Riqe, 1988; Enright, Gssin)..!
ويَتَّفق مُعظم المُنظِّرين والبَاحِثين مَع إينريت Enright، وكويل Coyle، فِي أَنَّ التَّسَامُح
يَختلف عَن العَفو pardonin، الذي يُعدُّ مُصطَلحاً
قَانونياً.. والصَّفح condoning الذي يُعدُّ ضمنيًّا؛
تَبرئة المُسيء مِن فِعل الإسَاءَة.. والتَّبرير excusing، ويَعني ضِمنيًّا
أَنَّ المُسيء لَديه مُبرِّر حَقيقي لارتكَاب الإسَاءَة.. والنِّسيَان، ويَعني ضِمنيًّا
أَنَّ تَذكُّر الإسَاءَة يَتضَاءَل تَدريجيًّا؛ مِن الوَعي الشّعُوري للفَرد.. والإنكَار
denying، ويَعني ببَسَاطَة عَدَم رَغبة المُسَاء إليهِ؛
فِي إدرَاك الأَذَى الجَائِر الذي تَعرَّض لَه..!
ويَتَّفق مُعظم البَاحثين -أَيضاً- عَلَى أَنَّ التَّسَامُح يَختلف
عَن التَّصَالُح reconciliation، ويَعني استعَادة
العَلَاقة بَين المُسيء والمُسَاء إليهِ، وفِي الحَقيقَة لَم يُقدِّم أَي بَاحِث مُنَاقَشَات
جَادَّة؛ حَول هَذه التَّصنيفَات، ويُوحي هَذا أَنَّنا أَحرزنَا تَقدُّمًا نَظريًّا
فِي فَهمنا للتَّسَامُح)..!
حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!
بَقي القَول: هَذه بَعض الأَصنَاف التي لَا تُعتبر مِن التَّسَامُح،
لِذَلك لَابُدَّ مِن التَّركيز عَلَى مَاهيَّة التَّسَامُح وأَسَاسيَّاته؛ مِن خِلال
التَّعريفَات المُتعدِّدة التي سنَذكرها فِي مَقَال الغَد..!!!
أحمد عبدالرحمن العرفج
T:
Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق