الحبر الأصفر
التداوي بالكتابة العلاجية خطوة
استراتيجية
عِندَما تَأتي سِيرة الكِتَابَة
العِلَاجيَّة؛ أَهتَزُّ وأُطْرَب، وكَأنَّني عُصفُور أَصَابَته حبَّات المَطَر،
فانتَفض مِن الفَرَحِ والانتِعَاش..!
وكُلُّ يَومٍ أَعثَر عَلَى نَصٍّ هُنَا
أَو هُنَاك، يُؤكِّد أنَّ الكِتَابَة شَكلٌ مِن أَشكَال العِلَاج، وبالذَّات إذَا
كُنتَ مُصَابًا بالقَلَق، أَو الاكتِئَاب أَو الحُزن، أَو الاضطرَاب..!
يَقول شَيخنَا وأُستَاذنَا "برايان
تريسي" فِي كِتَابه: "لَا أَعذَار" (عِندَمَا تَشعُر بالقَلق حيَال
أَمرٍ مَا، قُم بكِتَابة "تَقرير كَارثي" عَن المَوقِف، وسَوف يَمحو هَذا
الإجرَاء؛ مَخَاوفك وقَلقك عَلَى الفَور. وعَادةً مَا يُسمَّى هَذا
التَّقرير "مُروِّض القَلق"، ويَتكوَّن التَّقرير الكَارثي، مِن أَربَعة
أَجزَاء:
أوَّلاً: حَدَّد أَبرَز مَا يُثير
قَلقك بوضُوح، وذَلك مِن خِلَال كِتَابة مَا يُقلقك بالضَّبط، فالكِتَابَة تَجعلك
تَتَعَامَل مَع المُشكِلَة برُؤيَةٍ وَاضِحَة، وأَثنَاء الكِتَابَة ستَبدَأ الحلُول تَتَقَافَز إلَى ذِهنك..!
ثَانيًا: حَدِّد أَسوَأ الاحتمَالَات،
فكُلِّ مُشكِلَةٍ ولَهَا سِينَاريو، وفِي دَاخِل هَذا السِّينَاريو تَتَّضح الخَسَائِر،
لِذَلك مِن الجيِّد أَنْ يَتوقَّع الإنسَان أَسوَأ الاحتمَالَات، مِثل خسَارته لوَظيفتهِ،
أَو خسَارته لرَأسِ مَاله، وهَذا التَّوقُّع سيُخفِّف مِن حدِّة الصَّدمَة، ويُسَاعد
الإنسَان عَلَى النّهُوض، والبدء مِن جَديد..!
ثَالِثاً: اعْقِد العَزم عَلَى تَقبُّل
أَسوَأ النَّتَائِج المُحتملَة، وهَذه نُقطَة مُهمَّة، لأنَّ القبُول جُزء مِن الحَلّ،
وأَغلَب المَشَاكِل والتَّوتُّرَات تَأتِي مِن إنكَار المُشكِلَة، أَو عَدم تَقبُّل
مَا حَدَث، ولَكن إذَا عَقَدتَ العَزم عَلَى تَقبُّل الأَسوَأ، والرِّضَا بِهِ، ستَنطَلق
إلَى النُّقطَة التَّاليَة، وهي تَحسين مَا يُمكن تَحسِينه..!
رَابِعاً: ابْدَأ فِي إدخَال التَّحسينَات؛
عَلَى ذَلِك الأَمر السّيئ فَوراً، وقُم باتّخَاذ الخُطوَات اللَّازِمَة لتَحسين مَا
حَدَث، أَو لإصلَاح مَا فَسد، واستَمِر فِي العَمَل، وتَصرَّف بسُرعَة، حَتَّى
تُصلِح وتُنقِذ مَا يُمكن إنقَاذه..!
حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!
بَقَي القَول: هَذه وَصفَة سَريعَة مِن
وَصفَات المُصلِح "برايان تريسي"، تَدلّنَا عَلَى أَنَّ الكِتَابَة وَسيلَة
عِلَاج، وهَذه الوَسيلَة لَهَا خُطوَات وتَعلِيمَات، لَو طَبَّقنَاهَا، لجَنينَا مِنهَا
الفَوَائِد والعَوَائِد النَّافِعَة..!!
أحمد عبدالرحمن
العرفج
T:
Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق