الجمعة، 13 ديسمبر 2019

تسمين التركيز بطعام الفول والتميز


الحبر الأصفر
تسمين التركيز بطعام الفول والتميز

يَشتَكي كَثيرٌ مِن النَّاس؛ مِن عَدم القُدرَة عَلَى التَّركيز، وهَذه القَضيَّة لَهَا عِدّة اتّجَاهَات وأَسبَاب، وطُرق للعِلَاج، ولَن نَستَطيع الإلمَام بكُلِّ تِلك المَوضُوعَات، لِذَلك دَعونَا نُركِّز عَلَى طُرق تَقوية التَّركيز، وطَرد عَوَامِل التَّشتيت..!
فِي البِدَاية، تَقول القَاعِدَة: إنَّ تَركيزك يَكون حَيثُ تَكون أَفكَارك، بمَعنَى أَنَّ مَا تُفكِّر فِيهِ ستُركِّز عَليه، لِذَلك مِن الجيِّد تَحديد الأَفكَار التي نُريدهَا، حَتَّى نُركِّز عَليهَا..!
لنَأخُذ مِثَالاً: إذَا أَرَدتَ أَنْ تَقرَأ، فعَليكَ بتَهيئة الجَو العَام للتَّركيز، مِثل إغلَاق الجوَّال، أَو أَي وَسيلَة إلهَاء تُبعدكَ عَن جَوِّ القِرَاءَة..!
أَكثَر مِن ذَلك، عَليكَ الابتعَاد عَن الإنتَرنت والكمبيُوتر والتِّلفَاز، وإذَا أَنجَزتَ سَاعة قِرَاءَة مُفيدَة، فلَا تَنسَى أَنْ تُكَافئ نَفسك؛ ولَو بقِطعةٍ مِن الشُّوكُولَاته، أَو ارتشَاف كَأس مِن الشَّاي العَدني المُنعِش..!
وإذَا نَسيتُ، فلَن أَنسَى أَهميّة الكُرسي المُريح، والإضَاءَة الجيِّدة، والتَّهويَة الطَّازِجَة، وتَحضير الأَدوَات والأَقلَام؛ التي يَجب أَنْ تَكون بجَانبك، حَتَّى تَستَخدمهَا إذَا دَعَت الحَاجَة..!
هَذا مِن جِهَة، ومِن جِهةٍ أُخرَى، هُنَاك التَّعَامُل مَع عَوَامِل التَّشتيت، وأَخصُّ بالذِّكر؛ أَنْ يَكون بجوَار القَارئ دَفتراً صَغيراً، يُسجِّل فِيهِ أَي فِكرة تَخطر فِي بَاله، وهَذا يَمنَع الاستطرَاد والتَّوغُّل؛ دَاخَل أَعمَاق الفِكرَة..!
كَمَا أَنَّ تَقسيم وَقت المُذَاكَرَة والقِرَاءَة إلَى أَجزَاء، فِكرَة جَديرَة بالتَّطبيق، لأنَّهَا تُعطي الحَوَافِز للإنسَان، وتَجعله يَتنفَّس بَين فَترةٍ وفَترَة..!
وأَخيراً، مِن الجيِّد الاستغرَاق والتَّفَاعُل والتَّعَايُش مَع الكِتَاب؛ الذي بَين يَديك، بحَيثُ تَبدو وكَأنَّ عَلَى رَأسِكَ الطَّير.. ولَا نَنسَى عِبَارة ذَلك الفَيلسوف حِينَ قَال: (ذَاكِر درُوسك بمُتعَة، كَأنَّك تَقرَأ كِتَاباً تَعشقه، واقرَأ بجديَّة، كَأنَّك تَدرس بدَأب)..!
حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!
بَقي القَول: هَذه بَعض عَوَامِل التَّركيز، ودَعونَا نَختم المَقَال بطُرفة طِبيّة تَقول: إنَّ الفُول يَحتَوي عَلَى مَادَة مِن أَكثَر المُوصِّلات العَصبيَّة، التي تُنظِّم فَترَات النَّوم، وتُقلِّل مِن حَالَات القَلق، إلَى جَانِب مَادة "إستييل كولين"، التي تُسَاعِد عَلَى تَكوين الذَّاكِرة، وتُحَافظ عَلَى قوَّتهَا، وعَلَى مَادة الدَّوبامين والإدرينالين، ومِن هُنَا تَأتِي أَهميّة طَبق الفُول المدمِّس، الذي تَتوَافَر فِيهِ العَنَاصر الثَّلَاثَة، لضَمان مُسَاعدة الجِسم؛ عَلَى تَكوين مُوصِّلات السَّعَادَة، وتَحقيق قوّة الأَدَاء، والتَّقليل مِن سُرعة الشّعُور بالإجهَاد والتَّوتُّر، كَمَا أَنَّ أَكْل الفُول، يُؤدِّي إلَى الشّعُور بالسَّعَادَة، لأنَّه يُحفِّز المُخ عَلى إفرَاز مُوصِّلات عَصبيَّة تُؤدِّي إليه..!!

أحمد عبدالرحمن العرفج
T: Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

لكُلِّ مثابرٍ نصيب.. مِن دأب النجيب!