الجمعة، 13 ديسمبر 2019

ضرورة خروج الأمثال.. إلى دائرة الأفعال!


الحبر الأصفر
ضرورة خروج الأمثال.. إلى دائرة الأفعال!

الأَمثَال هِي ذَاكِرة الشّعُوب، ومُستَودع أَسرَارهَا، وخَير مَن وَصَف الأَمثَال وقوّتها ومَكَانتهَا، هو النَّاقِد الكَبير "مارون عبّود"؛ حِينَ قَال: (المَثَل هو أَدَب الشّعب، وعنوَان ثَقَافته، والدَّليل عَلَى عَقليَّة الأُمَّة الخَام، والمَواد الكُليّة فِي كِتَاب "قَانون الحيَاة")..!
لَن أَتحدَّث هُنَا عَن قِيمة الأَمثَال، النَّافِع مِنهَا والضَّار، لأَنَّني كَتبتُ كَثيراً عَن هَذا المَوضُوع، ولَكن سأَتحدَّث اليَوم عَن ظَاهرتين وَجدتهمَا، بَعد قِرَاءة عَشرَات الكُتب عَن الأَمثَال:
أوَّلاً: إنَّ الأَمثَال دَائِماً تَتوَشّح بالحُزن، والتَّعَاسَةِ واليَأس، وقَليلاً مَا تَطرح التَّفَاؤل والسَّعَادَة، وقَد كَان هَذا الأَمر لُغزاً بالنّسبَةِ لِي، حَتَّى قَرَأتُ عِبَارة للمُفكِّر "ساشا غيتري" يَقول فِيهَا: (لَا تَعجبنَّ إذَا اتّشَحَت الخَوَاطِر والحِكَم والأَمثَال، بوشَاح الكَآبَة والتَّشَاؤم، فالإنسَان قَلّما يُفكِّر عِندَما يَكون سَعيداً)..!
ثَانياً: مِن الظَّوَاهر التي لَاحظتُها فِي كُتب الأَمثَال، أَنَّ المُجتمعَات لَا يَنقصهَا الوَعي، بَل يَنقصهَا نَقل الأَمثَال الصَّحيحَة التي تَعرفهَا، وتُدركها جيِّداً، مِِن حَيِّز النَّظريَّة والمَعرفَة؛ إلَى حَيِّز التَّطبيق والتَّنفيذ، وقَد صَاد هَذَا المَعنَى المُفكِّر الكَبير "باسكال"، حَيثُ قَال: (كُلُّ الحِكَم والأمثَال الصَّالِحَة قَد كُتبت، ولَم يَبقَ سوَى وَضعها مَوضع التَّطبيق)..!
حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!
بَقي القَول: دَعونَا نَتحدَّث بصَراحَة، ونَعتَرف أَنَّ أَغلَب الأَمثَال تَمرُّ عَلينَا ونَحنُ نَعرفهَا، ونُؤمن بهَا، ولَكن المُشكِلَة الكُبرَى أَنَّ هَذا الاعترَاف والإيمَان، لَا يَتجَاوزَا اللِّسَان، وكَان المَأمُول مِنَّا أَنْ نَنقِل هَذه الأَمثَال، مِن حَيِّز الأَقوَال إلَى حَيِّز الأَفعَال..!!

أحمد عبدالرحمن العرفج
T: Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

لكُلِّ مثابرٍ نصيب.. مِن دأب النجيب!