سُكَّر زيادة من يوميات السعادة
الإنسَانُ يَميلُ إلَى التَّبسُّم؛ حِينَ يَتحدَّث مَعه
أَحَد عَن السَّعَادَة، حَتَّى لَو كَان مزَاجه عكرًا، لأنَّ السَّعَادَةَ أُمنيَةٌ
وأُغنيَة، ولَيسَت تَورية ولَا أُحجية، فهيَّا نَفتَح سَويًّا مَلف يَوميَّات السَّعَادَة،
لَعلَّنا نَأخُذ إجَازَة مِن المُنغّصات؛ التي قَد تَتربَّص بِنَا، هُنَا أَو هُنَاك:
(الأحد): إذَا أَردنَا أَنْ نَكون سُعدَاء –عَلَى
ذمّة شَيخنا الأَديب السَّاخِر "أنيس منصور"- فعَلينَا أَنْ نُطعم العَواطِف،
والأَذَان والبطُون، حَيثُ وَضعَ نَظريَّة تَقول: (السَّعَادَة كَلِمَة، ولُقمَة..
وقُبلَة أَيضًا)..!
(الاثنين): السَّعَادَة لَيسَت ضيفَة ثَقيلَة، بَل
هي زَائِرَة خَفيفَة، تَأتِي قَائِلَة لمُضيّفها: "الجُود مِن المَوجود، فأَطعمني
مِمَّا تَيسَّر لَديك"، وهَذا المَعنَى بَسَّطه الأَديب "كولريدج"
حِينَ قَال: (سَعَادة العُمر تَتوفَّر –غَالِباً- فِي أَشياءٍ بَسيطَة: قُبلَة، أَو
ابتسَامَة، أَو نَظرَة)..!
(الثلاثاء): التَّعميم لَا يُضعف مصدَاقيّة المُتحدِّث
فَقَط، بَل يَدفع أَيضًا المُستَمعين، للتَّشكيك فِي أَي مَعلُومَة يَنقلهَا
إليهم، ولَو كَانَت صَحيحَة ومَوثُوقَة، مِثل ذَلك الأَديب؛ الذي أُصيب بانفصَامٍ
ثَقَافي حَادّ، حِينَ أَرَاد نَفي تُهمة التَّعَاسَة عَن الفُقرَاء، وإلصَاقهَا بكُلِّ
الأَغنيَاء، قَائِلاً: (لَيس الفَقر هو السَّبَب الوَحيد للتَّعَاسَة، وإلَّا فلِمَاذَا
كُلّ الأَغنيَاء لَيسُوا سُعدَاء)..؟!
(الأربعاء): السَّعَادَة قَد تَكون فِي رَاحةِ البَال،
وقَد تَكون فِي كَلِمَةٍ جَميلَة نَسمعهَا، بَل إنَّ السَّعَادَة غَير مُكلِّفة،
فقَد تَكفينَا قُبلَة وَاحِدَة لنَكون سُعدَاء، حَيثُ يَقول أَحَد الحُكمَاء:
(القُبلَة طَريق الضَّالين عَن طَيفِ السَّعَادَة، وهي مُفتَاح الطَّريق إلَى النَّعيم
والهنَاء، وهي التي ستَبقَى -أَبدًا- جُزءاً مِن مَتَاعِي فِي أَسعَد أَوقَاتِي)..!
(الخميس): كَم مَرَّة طَرحتُ عَلَى نَفسي سُؤالاً يَقول:
هَل مِن الضَّروري أَنْ نَكون سُعدَاء فِي حَيَاتِنَا؟، أَم أَنَّ قِطَار الحيَاة؛
قَد يَسير خَارج قُضبَان السَّعَادَة؟.. ويُجيب عَن هَذا السُّؤال الأَديب "جون
ستيوارت ميل" قَائِلاً: (مِمَّا لَاشَكَّ فِيهِ، أَنَّ الحَيَاة مُمكِنَة دُون
سَعَادَة، فالأَغلبيَّة العُظمَى مِن البَشريَّة؛ يَفعَلُون ذَلك رَغماً عَنهم)..!
(الجمعة): الصحّة مِن أَسبَاب السَّعَادَة، فتَوفُّر
العَقل السَّليم قَد يَكون مِن أَسبَاب السَّعَادَة، فمَاذَا يَحدُث إذَا اجتَمع
العَقْل والصحّة؟.. تَطوّع الأَديب "جون لوك" بالإجَابَة قائلاً: (عَقلٌ
سَليمٌ فِي جِسمٍ سَليم، هو وَصفٌ قَصير، لَكنَّه شَامِل، لحَالةٍ سَعيدَة فِي هَذا
العَالَم)..!
(السبت): هَل تَتوفَّر السَّعَادَة عِندَ المُتزوِّجين،
أَم عِندَ العُزَّاب؟.. وهُنَا لَا يُمكن أَنْ نُجزم بالإجَابَة، لَكن شَيخ الكِتَابَة
السَّاخِرَة "أوسكار وايلد"؛ أَجَاب عَن ذَلك فقَال: (عَلَى الدَّولَة أَنْ
تَرفع الضَّرائِب عَن العُزَّاب، فلَيس مِن العَدل أَنْ يَكون بَعض النَّاس؛ أَكثَر
سَعَادَة مِن غَيرهم)..!
أحمد
عبدالرحمن العرفج
T:
Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق