الجمعة، 13 ديسمبر 2019

لكُلِّ مثابرٍ نصيب.. مِن دأب النجيب!


الحبر الأصفر
لكُلِّ مثابرٍ نصيب.. مِن  دأب النجيب!

فِي الإبدَاع، يُؤمِن النَّاس أَنَّ الدَّفْقَة الأُولَى؛ أَو المسوَدّة الأُولَى، التي تَحمل خَربَشَات البدَايَة، تُعتبر ذَهبيَّة، ولَكنَّها تَحتَاج إلَى التَّنقيح، والتَّصحيح والمُرَاجَعَة، وقَد أَثبَتَت الأَيَّام، أَنَّ كُلّ مُرَاجَعَة مُفيدَة، وتَجعَل الإنسَان يُضيف شَيئاً جَديداً إلَى العَمَل، الذي أَنجَزه فِي المَرَّةِ الأُولَى..!
حَسنًا، إليكُم هَذه القصّة، التي كَتَبْتُهَا فِي نَاصيَة، عَلَى جِنَاح الطَّائِر الأَزرَق "تويتر"، حَتَّى نُطبِّقهَا عَلَى كُلِّ مَن يَعمَلون مَعي، وبإمكَانِكُم أَنْ تُجرِّبوها؛ مَع مَن يَعمَلون مَعكُم..!
تَقُول النَّاصيَة: (هُنَاك طَريقَةٌ فَعَّالَة؛ طَبّقتُها مَع كُلِّ مَن يَعمَلون مَعي.. إلَيكُم الطَّريقة: إذَا كَلَّفتُ أَحدَهم بعَملٍ، ثُمَّ قَدَّمه لِي فِي المَرَّةِ الأُولَى، قُلتُ لَه: أَنتَ تَستَطيع أَنْ تُقدِّم أَفضَل مِن هَذا.. وبَعد أَيَّام، يُقدِّم لِي العَمَل مَرَّةً ثَانيَة، فأَرفُضه وأَقُول لَه: أَنتَ باستَطَاعَتَك تَنفيذ العَمَل؛ بشَكلٍ أَجمَل وأَكمَل.. وبَعدهَا فِي المَرَّةِ الثَّالِثَة، إذَا أَحضَر لِي العَمَل قَبلته، وبَدَأتُ أَطّلع عَليه.. لِمَاذَا؟، لأنَّ كُلّ إنسَان لَديه قُدرَات هَائِلَة، ولَكنَّه لَا يَستغلّها.. وقَد تَعلّمتُ ذَلِك مِن شَيخنا الفَيلسوف "هنري فورد"، صَاحب شَركة فُورد للسيَّارَات، حَيثُ يَقول: "لَا يُوجد شَخص حَي؛ لَا يُمكنه فَعل أَكثَر مِمَّا يَظنّ؛ أنَّه قَادِرٌ عَلَى فِعله"..!
لقَد جَرّبتُ ذَلِك مَع نَفسي، ووَجدتُ أَنَّ مَخزُوني أَكبَر بكَثير؛ مِمَّا كُنتُ أَتوَقَّع)..!
حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!
بَقي القَول: يَقول شَيخنا "المزني" صَاحِب "الشافعي": (لَو عُرِض كِتَاب سَبعين مَرَّة، لوَجدنَا فِيهِ خَطَأ، وأَبَى الله أَنْ يَكون كِتَابٌ صَحيح، غَير كِتَابهِ العَزيز).. وهَذَا يَدلُّ عَلَى أَنَّ العَمَل؛ كُلَّما خَضعَ للمُرَاجَعَة، كُلَّما تَمَّت الإضَافَة إليهِ..!!

أحمد عبدالرحمن العرفج
T: Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com


من نواصي أبي سفيان العاصي - 57

الحبر الأصفر
من نواصي أبي سفيان العاصي - 57

العِبَارَاتُ المُختَصرَة التي تَحْمِل مَعنَىً كَبيراً، عَرَفهَا التُّرَاث العَربي بشَكلٍ كَبير، لدَرجة أنَّ العَرَب أَسَّسوا -فِي القَرن الرَّابِع- فَنًّا أَدبيًّا يُسمَّى "فَنّ التَّوقيعَات"، والنَّواصِي التي بَين أَيديكم، هي مُجرَّد امتدَاد لِذَلِكَ الفَن. وإليكُم أَحدَثهَا:
* بالأَمس كُنتُ حَزيناً، والآن أَنَا سَعيد سَعَادَة تُلَامِس السَّمَاء, إنَّني مَسرورٌ كسرُور الطُلَّاب الكسَالَى؛ فِي يَومِ الخَميس..!
* لَا أَتَّبعُ سيَاسِة "خَالِف تُعرَف"، ولَكن إِنْ وُجِدَ خَطأ بالصّورَة أَو الكِتَابَة، فذَلك يُشجِّع النَّاس عَلَى الرَّد والأَخْذ والعَطَاء..!
* لَم أَكُن أُصدِّق أَنَّ الحَديث قَد يَتأثَّر بالغُبَار، حَتَّى سَمعتُ العَرَب تَقول: (هَذا الحَديث لَا غُبَار عَليه)..!
* لَا أُحبُّ أَنْ أَكُون "خَلوقاً جِدًّا"، لأنَّ هَذَا يَعنِي أَنَّني "سَيء جِدًّا"، فمَا زَاد عَن حَدّه انقلَب إلَى ضِدّه..!
* أُحَاول دَائِماً أَنْ أَعمَل، لأَنَّ العَمَل أَرخَص أَنوَاع الأَدويَة، وهو عِلَاجٌ فَعَّال يَطرد نَوبَات القَلَق والهمُوم..!
* أُريدُ تَقليل أَكلِي لَا عَقلِي، وأَحتَاج تَخفيف وَزنِي لَا فَنِّي، وأَتطلَّع إلَى تَقليص بَدنِي لَا سَكنِي، وأَتمنَّى التَّحكُم فِي طَعَامِي لَا أَحلَامِي..!
* أُريدُ مِن الدُّنيَا خَمس كَافَات: كَأسُ شَاي أَخضَر يُنعشُنِي، وكُوبٌ مِن المَاء يُبلِّل عرُوقِي، وكِتَابٌ يُجدِّد عَقلي، وكَرَامةٌ أَحيَا بِهَا، وكِتَابَةٌ أُعبِّرُ بِهَا عَن نَفسِي..!
* تَسَامرتُ فِي الدَّار مَع بَنَاتِ أَفكَاري، فقَالُوا: هَذه خُلوَة مُخلَّة، ولَابدَّ أَنْ تُحضِر لَهنَّ مَحْرَماً، لِذَلك جَعلتُ القَلَم هو المَحْرَم..!
* لِمَاذَا نَستَخدم "الوَاسطَة" فِي مَصَالِحنَا؟ ولَا نَستَخدم "الوَسطيَّة" فِي أَفكَارنَا..؟!
* نُدرِك جيِّداً التَّعريف العِلمِي والحَقيقي لكَلِمَة "مُشكِلَة"، ولَكنَّنا أَسرَفنَا فِي استخدَام عِبَارة: "مَا عِندَك مُشكِلَة"، فلَيتنَا نَتَخلَّص مِن هَذه العِبَارَة..!
* زَارني شَيطان الشِّعر، فقُلت:
الصُّبحُ مصبَاحُ الأَمَانِي كُلّهَا
فازْرَعْ طمُوحكَ عِندَ كُلِّ صَبَاحِ!
* يَقُولُون: "القَانُون لَا يَحمي المُغفَّلين"، وأَنَا أَقول: إنَّ القَانُون جَاء لحمَاية المُغفَّلين، أَمَّا الأَذكيَاء فيَحمون أَنفُسهم..!
* كُلُّ شَيءٍ يَنمُو ويَتغيَّر.. حَتَّى الكَلَام الذي كُنَّا نَتنَاقله بالوَشوَشَة والهَمْس، أَصبَحنَا نَتدَاوله بالحَرَكَات واللَّمْس..!
حَسنًا.. مَاذَا بَقِي؟!
بَقِي أنْ نُودِّعكُم؛ لنَلقَاكُم في النَّواصِي القَادِمَاتِ، عَبرَ الجُمَلِ والكَلِمَات..!!

أحمد عبدالرحمن العرفج
T: Arfaj1

Arfaj555@yahoo.com

نواصي عربية بنكهة عرفجية ..!

نواصي عربية بنكهة عرفجية ..!

مَازَالَت النَّواصي تَحتلُّ مَكانة كَبيرة في قلُوب المُحبِّين، لذَا هَا هي بَعضها "الطَّازج"؛ الذي وَصلني هَذا الأسبُوع عَبر "الأثير":
* الاتّحاد، رواية مَائيّة حَدّها الشَّرقي "الأصفَر العَسلِي"، وحَدّها الغَربي "الأسود" كـ"لون النفط".. حتَّى اللون فيهِ شِفَاء الآمَال وغِنَى المَال..!
* كُلُّ الفِرَق تَلعب بـ(١١) لاعباً، إلَّا الاتّحاد يَلعب بـ(١٣).. فلَديه لاعبَان إضافيّان هُمَا (الجمهور، والرّوح الاتّحادية)..!
****
* كَما أنَّ لكُلِّ شَيء ظِلًّا يَتبعه ويَمشي مَعه، فالاتّحاد هو الفَريق.. وبَقيّة الفِرَق ظِلال لَه..!
* حَاولتُ أن أكتُب عَن مَارد عَنيد يُسمَّى (الاتّحاد)، فوَقفتُ احتراماً لَه.. وبَدأتُ الكِتَابة.. ولَكن الأبجديّة أصغَر مِن أن تَضم الاتّحاد..!
****
* في عَصر التَّواصُل الدَّائِم مَع التَّقنية؛ فَقَدَ السَّفر لذّته، حيث النَّاس حَولي في السَّفر يُداعبون أجهزتهم، ولا يَلتفتون لجمَال المَكَان.. فلمَاذا إذَن يُسافرون..؟!
* المُوَاطنَة لا تَعني أن أقف مَع السّعودي الرَّديء؛ وأُحارب الأجنبي الجيّد، بَل المُواطنة أن أُدرِّب المُواطن ليُصبح أفضَل مِن الجيّد، ثُمَّ أقف مَعه..!
****
* قَالت العَرب: (لا يَتكبَّر إلَّا كُلّ وَضيع.. ولا يَتواضَع إلَّا كُلّ رَفيع)..!
* قَال جدِّي "الأحنف بن قيس": (مَا تَكبّر أحدٌ إلَّا مِن زلّة يَجدها في نَفسه)..!
* قَال حَكيم: (جرّبْ صَديقك بأكذوبَة.. فإذَا حَفظها فبُحْ لَه بالسِّر..)..!
****
* دَخلتُ لعَالَم التَّغريد.. أحسب العُمر تَغريدة! لَقيتُ إنِّي بلا تَحديد.. أُسدِّد فِيك تَسديدة! تُجدّدني بلا تَجديد.. وحرفي مِنك تَجديده..!
* أشعُر أنَّ بَعض المُغرِّدين بـ"تويتر"؛ يُغرِّدون عَن الأُم مِن بَاب المُزايدة وكَسب الشَّعبيّة، فهو يَرفض أن يوصل أُمِّه للسّوق، لأنَّه مَشغولٌ بالتَّغريد عَنها..!
****
* أُمَّاه جِئتُكِ باسم الشِّعر أعتذرُ... فإن فَشلتُ.. فحَسبي أنَّني بَشرُ..!
* يُقال: ورَاء كُلّ رَجُل عَظيم امرَأة..! وأقول: ورَاء كُل رَجُل عَربي رَفيع المَنصب وَاسطة! ولا عَجب، فكلا المُفردتين تَنتهي بتَاء التَّأنيث..!
حسناً.. ماذا بقي؟!
بقي القول: إن أفضَل أنوَاع الرّجيم، أن تَمتنع عَن أكل حقُوق الآخرين..!!!

أحمد عبدالرحمن العرفج
تويتر: Arfaj1

Arfaj555@yahoo.com

ويبقى الشباب.. ما بقي الأحباب!


الحبر الأصفر
ويبقى الشباب.. ما بقي الأحباب!


مَن يُتَابع الوقَائِع ويَقرَأ الوَاقِع، يُلَاحِظ اهتمَامًا كَبيرًا بالطَّاقَات الشَّابَة، والقُدرَات الشَّبابيَّة، وهَذا مَحمُود ومَمدُوح، لأنَّ الشَّبَاب شُعبَة مِن الإبدَاع، والانطلَاق والعَمَل، والإنجَاز والشَّغَف..!
ولَكن -ومَا بَعد لَكن مُهمّ أَحيَانًا- دَعونَا نَقبض عَلَى مَفهُوم الشَّبَاب، فهو فِي عَيني غَامِض، وفِي ذِهني حَائِر، وسأُدخلكم مَعي فِي الحيرَة، مِن خِلَال التَّغريدَة التَّاليَة، التي كَتبتُها قَبل أيَّام، وطَارَت فِي سَمَاء "تويتر"..!
تَقول النَّاصية: (لَم أَستَطع أَنْ أَستَوعب "مَفهوم الشَّبَاب"، فحِين كُنتُ فِي الثَّلَاثين، رُشِّحتُ لمَنصبٍ مُرتَفِع، فقَالوا مُعتَرضين: "إنَّ أَحمَد مَازَال شَاباً، ولَم يَنضُج بَعد، ولَا يَتمتَّع بالخِبرة"، وحِينَ بَلغتُ الـ45، رُشِّحتُ لمَنصبٍ آخَر، فقَالوا: "إنَّ أَحمَد كَبير فِي السِّن، ولَيس لَديه رُوح الشَّبَاب")..!
إنَّ الشَّبَاب مَفهومٌ حَائِر، فهَل هو يَبدَأ بَعد الأَربعين، حَيثُ قمّة النُّضج؛ كَما ذَكر القُرآن الكَريم، حِينَ قَال: "ولَمّا بَلغ أَشدّه وبَلغ أَربعين سَنَة"؟، أَم هو تَحت الأَربعين، كَمَا تَقول حِكَايَات الوَاقِع، وشَوَاهِد الحَال، ومَلاعب كُرة القَدَم، التي تُؤكِّد؛ أَنَّ لَاعِباً مِثل "سعود عبدالحميد"، البَالِغ مِن العُمر 18 سَنَة، قَد مَلَأ الخَانَة التي لَم يَستَطع أَنْ يَمْلأها؛ "حسن معاذ، وعدنان فلاّتة"..!
حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!
بَقي القَول: صَدّقُوني أَنَّه مِن الحَمَاقَة؛ أَنْ نُعطي هُنَا إجَابَة، لأنَّ كُلّ جَانِب يَحمل مِن الأَدلّة القَويَّة مَا يَكفي، لِذَلك دَعونَا نَتنَاقَش هُنَا، ونَتحَاور فِيمَا بَيننَا؛ للبَحث عَن الأَصلَح والأفلَح، والأَملَح والأَنجَح والأَرجَح، للحصُول عَلَى المَعنَى الوَافِي، والكَافِي والشَّافِي؛ لمَفهوم الرَّجُل الشَّاب..!!

أحمد عبدالرحمن العرفج
T: Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com


هل نُفكِّر بالعقاب.. أم بفعل الصواب؟!


الحبر الأصفر
هل نُفكِّر بالعقاب.. أم بفعل الصواب؟!

إذَا سَمِعَ النَّاس عَن العقُوبَات، بَدَأوا يُفكِّرون بطُرقٍ مُختَلِفَة، بَعضهم يُفكِّر فِي غَرَامَة العقُوبة وتَكاليفهَا، وبَعضهم يُفكِّر بأنْ لَا يَكون صَيداً رَخيصاً، للوقُوع فِي فَخِّ هَذه المُخَالَفَة..!
بالتَّأكيد أَنَا مَع النّوع الثَّاني، وهو أَنَّ التَّفكير؛ يَجب أَنْ يَنصبّ عَلَى تَجنُّب أَو تَلَافِي؛ أَو الابتعَاد عَن الوقُوع فِي مَصيدة العقُوبَة، حَتَّى لَا أَضطرُ إلَى التَّفكير فِي الخرُوج؛ مِن نَفق العقُوبَات..!
دَعونَا هُنَا نُنَاقِش النّوع الأوّل، الذي يُجَادِل فِي قِيمة الغَرَامَة، وتَكَاليف العقُوبَة.. إنَّه مِثل الذي لَا يُفكِّر فِي الوقُوف عِندَ الإشَارَة الحَمرَاء، بَل يَتجَاوزهَا، ثُمَّ يَأخذ بالبَحث عَن طَريقة أَو وَاسطَة، للخرُوج مِن هَذا المَأزق الذي وَقَعَ فِيهِ، وهَذه سِمَة مِن سِمَات النَّاس الأَغبيَاء..!
يَعرف العُقلَاء أَنَّ العقُوبَات لَم تُوضَع؛ إلَّا حُبًّا وتَنظيمًا لسِير المُجتَمع، والتَّحفيز عَلَى النَّجَاح، فالأَب الذي يَضع عقُوبَات عَلَى ابنه المُهمِل، بالتَّأكيد هو يُريده إنسَانًا صَالِحًا، والرَّجُل الذي يَستَخدم منبّه السيَّارة "البوري"، يَدفعكَ إلَى الانتبَاه، خَوفاً عَليكَ، وطَمْعاً فِي سَلامتك.. كَمَا أَنَّ المُدرّس الذي يُهدِّد بمُعَاقبة المُهمِل، يَطمح إلَى تَحفيز الطُّلَّاب لصعُود المَعَالي، وتَحقيق النَّجَاح..!
حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!
بَقي القَول: يَا قَوم، لقَد تَدبّرتُ كَثيراً مِن العقُوبَات والقَسَائِم، ووسَائِل التَّأديب، فوَجدتُها جَميعاً مَا هِي إلَّا مُحَاوَلَة؛ لتَحفيز الإنسَان، لكَي يَفعل الأَشيَاء الصَّحيحَة، ويُمَارس الأَعمَال السَّليمَة، بكُلِّ مَحبَّةٍ وسَلَامَة، وقَد كَتبتُ نَاصية أَقول فِيهَا: (النَّاس تُنَاقِش ارتفَاع قَسَائِم المُخَالَفَات، ولَكن مَن مِنَّا يُفكِّر فِي عَدم ارتكَاب المُخَالَفَة؟، أَمَّا العقُوبَات التي فِي الأَنظِمَة، فهي فِي نَظري شَكلٌ مِن أَشكَال الحُب، والاهتمَام بالإنسَان..!!

أحمد عبدالرحمن العرفج
T: Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com



هل من الحكمة والذكاء.. رفع فواتير الماء؟!


الحبر الأصفر
هل من الحكمة والذكاء.. رفع فواتير الماء؟!

قَبل أَيَّام، طَالَبْتُ فِي بِرنَامِج "يَا هَلَا بالعَرفَج"، والذي يَأتِي مَسَاء كُلّ أَربعَاء؛ عَلَى قَنَاة "روتانا خليجيَّة"، برَفع وزيَادة فَواتير الميَاه، مِن بَاب المُحَافَظَة عَليهَا، ولَم تَكد الحَلقَة تَنتَهي، حَتَّى جَاءَني سَيلٌ مِن المُعَارِضين، وسَيلٌ مِن المُؤيِّدين، لِذَلك سأَنتَقي رِسَالَة مِن أَكَادِيمي قَدير، وأُستَاذ جَامعي نَبيل، هو الصَّديق الدكتور "حسن جابر الفيفي"، لِنَشرهَا، وهَذَا نَص الرِّسَالَة:
(عَزيزي د. أحمد، فِي بِرنَامج يَا هَلَا بالعَرفج، سَمعتُكَ تَقتَرح رَفع تَسعيرة الميَاه بنِسبة 30%، للحَدِّ مِن هَدر الميَاه، ثُمَّ رَدّ عَليك الأُستَاذ "مفرح الشقيقي"؛ مُقدِّم الحَلقَة، بأنَّه يَرجو ألَّا تَزيد رِيَـالاً. لَفَتَت هَذه اللَّقطَة نَظري؛ إذ يَجد كَثير مِن العُقلَاء أَنفسهم بَين سِندَان الوَاجِب، ومَطرقة المُجتَمع. فالعُقلَاء والسَّاسَة والعُلمَاء حَول العَالَم، يَعرفون خطُورة تَصرُّف مُعيَّن، ولَكنَّهم قَد لَا يَقتَرحون الحلُول، لأنَّ المُجتمَع قَد يَشنّ عَليهم حَملَة شَعوَاء. فهُم بَين وَاجِب الضَّمير والمَسؤوليَّة، وبَين الخَوف مِن الإرهَاب المُجتَمعي. وأَنَا لَا أَلوم الأُستَاذ "الشقيقي"، فلَو كُنتُ مَكانه فَقَد أَقول بقَوله. بَل إنَّ اقترَاحك -يَا دكتُور- نَفسه؛ كَان خَافِتاً ومُتوَاضِعاً، بدَليل أَنَّك أَعلَنتَ؛ عَدم جدِّيتك فِي الاقترَاح، وإنَّما طَرحتَه للتَّخويف، ولإظهَار حَجم المُشكِلَة..!
فِي مَارس 2018، نَشر مَوقع "دويتشه فيله" (Deutsche Welle)، المُختَصر بـ(DW) الإعلَامي الأَلمَاني، تَقريراً بعنوَان: (مُستقبَل الأَمن المَائِي العَربي.. كَارثة يُمكن تَفَاديهَا)، جَاء فِيهِ: (أَنَّ مَعهد المَوَارِد الدَّولي ومَقرّه وَاشُنطن، صَنّفَ فِي تَقرير صَدَر فِي 2015، أَكثَر مِن 33 دَولة مُتضرِّرة مِن نَقص المَوَارِد المَائيَّة، وبالطَّبع، تَصدَّرت دول الخَليج تِلك القَائِمَة..! المَقَال طَويل، وفِيهِ تَفَاصيل مُرعِبَة، ولَكن عَلَى الرَّغم مِن أَهمّيته، فنَحنُ نُدرك، بدونهِ، أَنَّ دَولةً لَا يُوجد فِيهَا أَنهَار، ولَا بُحيرَات عَذبة، مَع تَزايُد كَبير فِي عَدَد السُّكَّان والمُنشآت، وإهدَار هَائِل للميَاه، لَن تَكون بخَير عَلَى المَدَى القَريب. فمَدينة الرِّيَاض مَثلاً، التي يَقترب عَدَد سُكَّانها مِن 6 مَلايين نَسمة، تَقع وَسَط صَحرَاء، ومَصدرهَا الأَهم للميَاه العَذبة، هو ميَاه مُحلَّاة قَادِمَة مِن أنبوب فِي الخَليج، وهَذا الشُّريَان لَيس مَضمونًا مَدَى الحيَاة، فلَو حَدَثَت حَرب -لَا قَدَّر الله-، فيَكفي أَنْ يُصَاب هَذا الأَنبوب، ليَموت المَلَايين عَطشًا، دُون رُصَاصة وَاحِدَة..!
رَفع تَسعيرة الميَاه 500%، لَن يُوقِف الكَارِثَة، ولَكنَّه قَد يُؤجِّلها، إلَى حِين البَحث عَن حلُول أَكثَر نَجَاعَة..!
وإذَا كَانت الجِهَات المَسؤولَة، حَريصَة عَلَى مَصلَحة الوَطَن والمُوَاطِن، وعَلَى إيقَاف العَدو فِي الوَقت نَفسه، فلتَرفَع فَوَاتِير الميَاه، وتُخفِّض فَوَاتير الكَهربَاء وبَعض الخَدمَات الأخرَى، لتَضمن سَلَامة جِيب المُوَاطِن، والحَدّ مِن الهَدر. فلَيس مَعقُولاً أَنْ يَكون المَاء أَرخَص بكَثير مِن النَّفط..!
النَّاس يَتضرَّرون مِن انعدَام النَّفط والكَهربَاء، ولَكنَّهم لَا يَمُوتون إلَّا إذَا نَفِدَ المَاء! ولَن يَتقلَّص الهَدر ويَتوقَّف؛ إلَّا كَمَا تقلَّصت الحَوَادث المرُورية، باستخدَام نِظَام سَاهِر، الذي قَلَّل مِن الحَوَادِث، وحَدَّ مِن مَجَازر الطُّرق بشَكلٍ لَا لَبس فِيهِ..!
التَّفكير فِي المَال المَدفوع يَكون جَدْيًا وعَامًا، والتَّفكير فِي التَّوعيَة والإخلَاص مَحدُود جِدًّا).. انتَهَت الرِّسَالَة!!
حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!
بَقي القَول: هَذا مَا لَدينَا، فمَاذَا لَديكم أيُّها القُرَّاء والقَارِئَات..؟!!

أحمد عبدالرحمن العرفج
T: Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com


هل الكتابة سخطٌ وكآبة؟!


الحبر الأصفر
هل الكتابة سخطٌ وكآبة؟!

الكِتَابَة شَكلٌ مِن أَشكَال الرَّفض والاحتجَاج، هَذا مَا تَسرَّب إلَى ذِهن بَعض الكُتَّاب؛ حِينَ بَدأُوا يَتعَامَلون مَع الوَرقَة والقَلَم، ولَكن مِن أَين جَاءُوا بهَذا المَبدَأ؟، أَعنِي مَبدَأ الاحتجَاج والرَّفض، الذي طُرِحَ مِن الكَاتِب والمُفكِّر: "زكي نجيب محمود"، حَيثُ جَاء فِي كِتَابه: "جَنّة العَبيد"، أَنَّ الكَاتِب يَجب أَنْ يَكون سَاخِطاً بوَعيٍ، عَلَى مُشكِلةٍ أَو قَضيَّةٍ؛ يُعَاني مِنهَا المُجتمَع، فهَذا أَدْعَى أَنْ يَجعَل الكَاتِب مُتحمِّساً فِي طَرحه..!
ومِن طَبيعة الكِتَابَة عمُوماً، أنَّها فِعل مُعَارَضَة، تِلك المُعَارضة التي تُعالِج القَضَايَا الاجتمَاعيَّة، والمُعَارضَة هُنَا لَا تَعني المُعَارضة السِّيَاسيَّة، بَل تَعنِي المُقَاومَة والمُمَانَعَة فِي وَجه المُشكِلَات، بِمَا يَخدم المُجتمع، ويَرفع مِن شَأنه..!
ويَقول المُفكّر "زكي محمود" أَيضاً: (إنَّ الكَاتِب يُشبه الفَأر؛ الذي هَدمَ سَدّ مَأرب، فهو يَبحَث عَن الفَجوَات فِي الهَيكل الاجتمَاعي، الذي غَالِباً مَا يَكون ظَاهريًّا، مُعتداً بنَفسه، نَافياً عَنها أيَّة نَقيصَة أَو عَيب)..!
إلَى أَنْ يَصل لنَتيجَة مَفَادهَا: (أنَّ الرَّأي العَام الذي يُخَاطبه كَاتِب المَقَالَة، هو المُجتَمَع بعَينه، والمَقَالَة هِي أَكثَر أَدوَات التَّعبير تَأثيراً فِي الرَّأي العَام، وهي التي تُشكِّل -غَالِباً- إجمَاعاً فِي هَذا المُجتَمع؛ حَول قَضيَّة بعَينهَا، وتُوجِّه الكُتلة البَشريَّة لاتخَاذ هَذا المَوقف أَو ذَاك، ولِذَلك يَبدو للكَثيرين؛ أَنَّ الكَاتِب يَقوم بعَمليّة تَخريب، مِن خِلال مَا يَطرحه مِن أَفكَارٍ وقَضَايَا، وهو بهَذا المَعنَى "صَحيح"، ولَكنَّه "تَخريب خَلَّاق"، إذْ يَقوم الكَاتِب؛ بالضَّغط عَلَى الخُرّاج المَرضِي فِي المُجتمَع، ويَنبش فِي فَجوَات الهَيكل الاجتمَاعي، كَي يَرَى المُجتَمع "ذَاته المَريضَة" التي يُخفيها، ليَقوم بالتَّالِي بعلَاجهَا)..!
حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!
بَقي القَول: يَا قَوم، هَذا رَأي الدّكتور "زكي نجيب محمود"، وأَعتَقد أَنَّ رَأيه انتقَل مِن المَقَالَة إلَى "تويتر"، لأنَّ كميّة السَّخَط والتَّذمُّر، تَظهَر فِي "تويتر"، أَكثَر مِن ظهُورهَا فِي أَي مَكَانٍ آخَر..!!

أحمد عبدالرحمن العرفج
T: Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com


هذا زمن الطيبين.. فلا تكونوا جاحدين


الحبر الأصفر
هذا زمن الطيبين.. فلا تكونوا جاحدين

هُنَاك عِبَارَات تَتَدَحْرَج إلينَا مِن أَلسِنَةِ النَّاس، ولَا نُفكِّر فِيهَا، وقَد نُردِّدها ببلَاهةٍ صَفرَاء، مِن غَير مُرَاجعتهَا، أَو إعَادة النَّظر فِي مُحتوَاهَا..!
ومِن تِلك العِبَارَات -التي أَسمعهَا لَيل نَهَار- عِبَارة: "زَمن الطيِّبين"، أَو "الزَّمن الجَميل".. لقَد جَعلَتني هَاتَان العِبَارَتَان أَكتُب عَنهُمَا نَاصية، نُشِرَت فِي "تويتر"، وحَملَهَا الطَّائِر الأَزرَق إلَى مَشَارق الأَرض ومَغَاربهَا.. تَقول النَّاصية: (عِبَارة: "زَمن الطيِّبين" كأُختهَا عِبَارة: "الزَّمَن الجَميل"، صَارت تَتَرَدَّد كَثيراً هَذه الأيَّام، وهي تَحمل فِي مَضمونهَا، أَنَّ هَذا الزَّمن مَليءٌ بالأَشرَار)..!
ولَكن وقَائع المَعرفة تَقول مَا يَلي:
أوّلاً: مَن يَقول هَذه العِبَارة قَد تَجَاوز الأَربعين، لِذَلك هو يَعيش الذِّكريَات، ولَديهِ مُشكِلَة فِي التَّعَامُل مَع الحَاضِر الذي يَعيشه..!
ثَانياً: الطيِّبُون والأَشرَار فِي كُلِّ زَمَانٍ ومَكَان، والخَير فِي الأُمَّة إلَى قِيَام السَّاعَة..!
ثَالِثاً: مَن يَقرَأ عَن "زَمن الطيِّبين"، يَجد مِئَات المُشْكِلَات والمُشَاحَنَات، بسَبَب مَلعَقَة أَو بيضَة أَو دَجَاجَة، أَو عَلَى بَقرَة، أَو حَتَّى عَلَى عَلَفِ البَقرَة..!
رَابِعاً: كُلّ زَمن ولَه أَدوَاته فِي الطِّيب والجَمَال، ففِي المَاضِي، كَان يُوجَد تَكَافُل اجتمَاعي، والآن يُوجد نَفْس الأَمر، لَكن تَطوَّر فَقَط نَفس المَفهوم الإنسَاني، فأَصبَح "العَمَل التَّطوُّعي"..!
حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!
بَقي القَول: يَا قَوم، لَا تَجلدوا الحَاضِرين بسِيَاط الغَائِبين، ولَا تَمدَحُوا المَاضِي لكَي تَشتَمُوا الحَاضِر، واعلَمُوا أَنَّ كُلّ زَمنٍ؛ فِيهِ مِن الطيِّبين مَا يَكفِي، ومِن الأَشرَار مَا يَفيضُ عَن الحَاجَة..!!

أحمد عبدالرحمن العرفج
T: Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com


ها أنا بالسرِّ أبوح.. المعنى حياة الرُّوح!


الحبر الأصفر
ها أنا بالسرِّ أبوح.. المعنى حياة الرُّوح!

فِي الحيَاة، قَد تُشَاهِد شَخصاً مَفتُوناً بمَزرعتهِ، حَيثُ يُنفِق عَليهَا أَكثَر أَموَاله، ويُعطِيهَا أَغلَب وَقته، ومَع هَذا لَا تَردّ لَه المَزرَعة؛ إلَّا القَليل مِن الفَائِدَة والرِّبح، وتَجد أَهله يَقُولُون: (لَيتَ فُلَان يَبيع المَزرَعَة ويَرتَاح، لأنَّه لَم يَجنِ مِنهَا إلَّا الخسَارةِ والتَّعَب)..!
إنَّ مَن يَقُولُون هَذَا الكَلَام، لَا يَعرفُون مَعَانِي الحيَاة الحَقيقيَّة، تِلك المَعَانِي التي لَا تَربط العَمَل بالرِّبح، بَل تَربط العَمل بتَحقيق الذَّات، وإعطَاء مَعنَى للحيَاة..!
إنَّ هَذا المُزَارع الذي يَتلهَّف كُلّ صَبَاح، أَو كُلّ عَصريَّة، للذِّهَاب إلَى مَزرعتهِ، يَشعر أنَّ هَذه المَزرَعَة؛ تُعطِي المَعنَى لحيَاتهِ، وتُشعره بقِيمة نَفسهِ، بغَضِّ النَّظَر عَن المَردُود المَالِي، أَو المَكَاسِب التي يَجنيهَا مِن وَرَاء هَذا الحَقْل، وهو يَعرف -قَبل غَيره- أَنَّ صَندوق الطَّمَاطِم الذي يَزرعه عَامًا كَامِلاً، يُمكن أَنْ يَشتَريه مِن السّوق بـ10 رِيَالَات، ولَكنَّه يَبذل وَقته فِي المَزرَعَة ويَتعب؛ مِن أَجلِ أَنْ يُعطي قِيمة لنَفسهِ، ومَعنَى لحيَاتهِ..!
إنَّ كَثيراً مِن النَّاس يَقُولُون لِي: "أَنتَ تُضيّع وَقتك فِي نَشر ثَقَافة القِرَاءَة، فالنَّاس لَا تَقرَأ، والقِرَاءَة لَيسَت مِن الأَفعَال التي تُحبّها الجَمَاهير، فابحَث عَن هِوَايَة جَمَاهيريَّة تَجلب لَكَ النَّاس، وتُحقِّق لَكَ المَردُود الكَبير"..!
إنَّ مَن يَقُولون هَذا الكَلَام، يَقيسون الحيَاة بالكَمِّ ولَيس بالكَيف، فأَنَا أَشعُر بقِيمَتي، عِندَما أَتلقَّى كُلّ صَبَاح؛ رِسَالة مِن شَابٍ أَو فَتَاة، يَقولَان فِيهَا: "شُكراً لأنَّك شَجّعتنَا عَلَى القِرَاءَة"..!
حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!
بَقَي القَول: إنَّ الرَّجُل الذي يَذهب كُلّ يَوم ليَشتري برِيَـال صَامولي لأُسرتهِ، يَعرف القِيمَة الكَبيرَة التي يَتطلَّع إليهَا؛ بإضفَاء المَعنَى الذي يُشعره بالامتنَان عَلَى النِّعَم العَظيمَة.. تِلكَ المَعَانِي التي يَبني بِهَا المُتفَائِلون؛ صَرْح الأَمل طُوبَة طُوبَة..!!

أحمد عبدالرحمن العرفج
T: Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com


مواقف المتفاعلين مع رؤية 2030


الحبر الأصفر
مواقف المتفاعلين مع رؤية 2030

يَنقَسمُ النَّاس حِينَ يَستَقبلون أَي جَديد؛ إلَى عِدَّةِ أَقسَام، فمِنهم المُرحِّب، ومِنهم الرَّافِض، ومِنهم مَن يَتحفَّظ، ومِنهم مَن يَستَقبل بشرُوط، ومِنهم مَن يَرفُض بشرُوط، وكُلُّ هَذه الأَصنَاف كَانَت مُتمثِّلة ووَاقِعَة أَمَام الرُّؤيَة، فعِندَمَا جَاءَت رُؤية 2030، استقبلهَا النَّاس بكُلِّ أَنوَاع الاستقبَال المُعتَادَة، مِن حَيثُ القبُول والرَّفض، أَو التَّرحيب والتَّحفُّظ..!
لَيس هُنَاك إحصَائيَّة حَول المُرحِّبين أَو الرَّافِضين، لِذَلك حَاولتُ أَنْ أَقوم باستقرَاء مَوَاقِف النَّاس مِن الرُّؤيَة، مِن خِلال المَزَاج العَام للمَجَالِس، فوَجدتُ أَنَّ هُنَاك خَمسة أَصنَاف مِن النَّاس إزَاء الرُّؤيَة:
أوَّلاً: هُنَاك الطَّائِفَة المُرحِّبَة، الذين آمَنُوا بسَفينة الرُّؤيَة، لِذَلك بَدَّلوا مَلابسهم، وتَفَاعَلُوا مَعهَا، ورَكبوا فِي أوّل رَحلَاتها، لأنَّهم يُدرِكُون أنَّها الحَلّ الأَمثَل، أَو طوق النَّجَاة، ولَيسَت رِحلَة تَرفيهيَّة أَو اختيَاريَّة، وقَد كُنتُ ومَازلتُ وسأَظلّ مِن هَذا الصّنف..!
ثَانياً: هُنَاك الذين آمَنُوا بها ثُمَّ تَراجَعوا، وأَعنِي بِهم أَصحَاب المَصَالِح الضيِّقَة والشَّخصيّة، الذين ظَنّوا أَنَّ الرُّؤيَة "كِيكَة"، سيَنَالُون مِنهَا النَّصيبُ الأَكبَر، وحِينَ خَابَت ظنُونهم، صَارُوا يُحَارِبون الرُّؤيَة عَن طَريق انتقَادهَا؛ بشَكلٍ خَفي يُوحي بالعَقلَانيَّة، فمَثلاً إذَا دَعمَت الرُّؤيَة التَّرفيه قَالُوا: "نُريد الإسكَان أوّلاً"، وكَأنَّ الإسكَان لَا تُحلّ مَشَاكلهَا إلَّا عَلَى أَكتَاف التَّرفيه، ومَا عَلِمَ أُولئِكَ القَوم؛ أَنَّ التَّرفيه لَه مَسَار، والإسكَان لَه مَسَار آخَر. وهَذا الصّنف مِن النَّاس قَليل جِدًّا، وهُم يَتنَاقَصُون ويَترَاجعُون يَوماً بَعد يَوم، ويُؤمِنُون أَنَّ الرُّؤيَة آتيَة لَا مَحَالَة..!
ثَالِثًا: هُنَاك الذين لَم يُؤيِّدوا الرُّؤيَة ثُمَّ آمَنوا بِهَا، وأَعنِي بِهم أُولَئِكَ الذين يَتخوَّفون مِن الجَديد، وهَؤلاء أَدرَكُوا بَعد مرُور سَنَة أَو سَنتَين، أَنَّ الدَّولَة جَادَة فِي تَطبيق الرُّؤيَة، لِذَلِك بَدأوا يَتنَازلون عَن قَنَاعَاتهم، ويَستَعدون لركُوب سَفينة الرُّؤيَة، بَعد أَنْ تَخلَّصوا مِن فُوبيَا التَّغيير..!
رَابِعاً: هُنَاك الرَّافِضُون لكُلِّ شَيء، وهَؤلاء تَنطَبق عَليهم عِبَارة "جون كيندي" التي تَقول: (هُنَاك 20% مِن النَّاس ضِدّ كُلّ شَيء)، وهَؤلاء نَفرٌ قَليل، ومُحَاولة إقنَاعهم شَكْلٌ مِن أَشكَال إضَاعة الوَقت..!
خَامِساً: وهُم شَريحَة كَبيرَة مِن المُجتَمع، أَولَئِكَ الطيّبون الذين يُحبّون الحكُومَة، ويُؤمِنُون بدَولتهم، ومُتفَائِلُون بكَلِّ تَجديد وتَغيير، ويُحسِنُون الظَّنّ بكُلّ خُطوَات الحكُومَة، ولَكنَّهم لَم يُدركوا مَعَانِي الرُّؤيَة، ولَم يَفهَموا أَهدَافهَا بالمَعنَى الكَافِي، لأَسبَابٍ كَثيرَة قَد يَطول شَرحهَا، ولَعلَّ مِن أَقوَى الأَسبَاب، هو أَنَّ النَّص الذي كُتبت بِهِ وَثيقة الرُّؤيَة، كَان نَصًّا نُخبَويًّا خَالٍ مِن التَّبسيط، وقَد أَخذتُ عَهداً عَلَى نَفسي، بأَن أُؤلِّف كِتَاباً حَول تَبسِيط الرُّؤيَة وأَنسَنتهَا، وقَد قَطعتُ شَوطاً كَبيراً فِي هَذا الكِتَاب، وسيَرَى النّور قَبل انتهَاء عَام 2019..!
حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!
بَقَي القَول: يَا قَوم، هَذه هي الرُّؤيَة، وهَذه مَوَاقِف النَّاس مِنهَا، ومَا عَليكَ –أَيُّهَا القَارئ وأَيَّتهَا القَارِئَة- إلَّا تَحديد الصّنف الذي تَنتَمي إليهِ، أَو تَقتَرح أَصنَافاً جَديدَة، لَعلِّي أَستَفيد مِنهَا، وأُضيفهَا فِي مُقدِّمة الكِتَاب..!!

أحمد عبدالرحمن العرفج
T: Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com


من نواصي أبي سفيان العاصي - 61


الحبر الأصفر
من نواصي أبي سفيان العاصي - 61

النَّوَاصِي زَادٌ شَهري، يُحَاول أَنْ يَكون مُشبِعاً بالفِيتَامينَات، والبُروتينَات، والدُّهنيَّات، وأَجمَل الكَلِمَات والمُفردَات والعِبَارَات، لِذَلك هَا هِي النَّواصِي تُجدِّد الكِتَابَات:
* يَقول أَحَد البَاحثِين الاجتمَاعيِّين: (لَا تُعلِّموا أَطفَالكم كَيف يَكونوا أَغنيَاء، بَل عَلّموهم كَيف يَكونوا سُعدَاء، وبذَلك يَكبرون، ويَتعرَّفون عَلَى قِيمة الأشيَاء، لَا ثَمنهَا)..!
* احذَر دَائِماً مِن الذي يَقول: "إذَا نَطقَ السَّفيه فلَا تُجبْه"، لأنَّه يَسكت وهو يَضمر الحِقد، فمَن لَا يَقول شَيئاً دَائِماً، يُخفِي أَشيَاء فِي دَاخِله..!
* صَحيح أَنَّ الأَقوَال أَفضَل أَلف مَرَّة مِن الأَفعَال، ولَكن الأقوَال هي "الأَبقَى"، فالآثَار تُهدَم، وأقوَال الهَدَّامين لَم تَزل بَاقية..!
* لَن أَموت مِن أَجل الوَطن، لأنَّ مَوتي سيَجعل الوَطن مُستودَعاً للجُثَث، ولَكن سأَعيش لَه ومِن أَجله، ليَكون حَقلاً للعَمَل والرُّقي والبِنَاء..!
* يَقول "غاندي": (رَمَانِي النَّاس بالحجَارة فجَمعتُهَا، وبَنيتُ مِنهَا بَيتاً)..!
* فِي اللُّغَة العَربيَّة؛ نَحنُ نُحَاصَر بـ28 حَرفاً، وفِي تويتر؛ نَحنُ نُقيَّد بـ140 حَرفاً.. كَيف نَكسر هَذا الحصَار، ونُحطِّم تِلك القيُود..؟!
* الوَظيفَة الحَضَاريَّة للشِّعر؛ هي صيَاغة الدّهشَة، ورَسم الجَمَال، ودَعم الخَير، ولَا تَسمَح هَذه الوَظيفَة النَّبيلَة، بتَحويلهِ إلَى نَشرِ القُبح والتَّعصُّب، والدَّعوَة إلَى الإسفَاف..!
* تَنميط النَّاس؛ ووَضعهم فِي قَوَالِب مُحدَّدة، هو شَكل مِن أَشكَال كَسَل العَقل، وقلّة قُدرته عَلَى التَّفكير والتَّمييز..!
* قَال العَالِم النّوبلي "أحمد زويل": (الغَرب يُدعمون الفَاشِل حَتَّى يَنجَح، أَمَّا العَرَب فيَقمَعون النَّاجِح حَتَّى يَفشَل)..!
* فِي طفُولتي، كُنتُ أَتمنَّى أَن أَشبَع مِن المطبّق، لَكن "المَصروف" كَان شَحيحاً، وحِينَ أَصبَح المَال وَفيراً، تَلَاشَت الرّغبَة شَيئاً فشَيئاً، ولَم تَعُد الصِّحّة تَسمَح؛ إلَّا بالقَليل مِن الطَّعَام..!
حَسنًا.. مَاذَا بَقِي؟!
بَقِي أنْ نُودِّعكُم، لنَلقَاكُم في نَواصِي قَادِمَاتِ، عَبرَ الجُمَلِ والكَلِمَات..!!

أحمد عبدالرحمن العرفج
T: Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com


من الخطأ الفادح.. العجز عن التسامح!


الحبر الأصفر
من الخطأ الفادح.. العجز عن التسامح!

هُنَاك مَثَل أَو مَقولَة؛ تَكَاد أَن تَجدها عِند كُلِّ الشّعُوب؛ بصِيَغٍ مُختَلِفَة، ومُختَصر هَذَا المَثَل يَقول: (مَن يَعرف كَثيراً، يُسَامح كَثيراً)، وفِي رِوَايَة أُخرَى (يَغفر كَثيراً)..!
هَذه العِبَارَة الخَطيرَة، أَوحَتْ لِي بتَغريدةٍ؛ كَتبتُها عَلَى جِنَاحِ الطَّائِر الأَزرَق "تويتر"، حَاولتُ فِيهَا أَنْ أَشرَح مَا كَان مُجمَلاً فِي المَثَل، الذي بَدَأتُ بِهِ المَقَال، فقُلت: (عِندَما نَمَتْ المَعرفَة بدَاخلي، وتَفتّح ذِهني، ونَضَجتْ مَشَاعري، أَصبَحتُ قَادِراً عَلَى التَّسَامُح والعَفو، والتَّسَامي عَلَى الجرَاح.. صِرتُ أُحبّ السَّفَر والقِرَاءَة والكِتَابَة، بَل صِرتُ أَبكِي حِينَ أَحتَاج البُكَاء؛ دُون خَوفٍ أَو خَجلٍ مِن الآخَرين)..!
إنَّ التَّسَامُح مِهنَةٌ نَبيلَة، وفَضيلَةٌ أَصيلَة، ولَا يَستَطيع أَنْ يُمَارس هَذه المِهنَة؛ ويَتعَاطَى هَذه الفَضيلَة، إلَّا مَن تَمتَّع بقَدرٍ كَبير مِن المَعرِفَة، ودَرجَةٍ عَاليَة مِن الحِكمَة، ومَرتَبةٍ مُهمَّة مِن نُضج المَشَاعِر، وإحسَاسٍ كَبير بالتَّسَامي، ولَا يَستَطيع أَنْ يَقول المُسَامح للمُخطئ: "سَامحتك"، إلَّا إذَا كَان يَتّكئ عَلى كومَةٍ مِن الحِكمَة والمَعرِفَة، ونُضج المَشَاعِر..!
حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!
بَقي القَول: لَم يَعُد التَّسَامُح مُجرَّد فَضيلَة، يَتغنَّى بِهَا الإنسَان، بَل مَوهبة يُمكن الوصُول إليهَا؛ عَبر التَّمرينَات والتَّطبيقَات، والأَدوَات والتَّقنيَّات..!!

أحمد عبدالرحمن العرفج
T: Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com


ليس من الذكاء.. تعميم القول في النساء


الحبر الأصفر
ليس من الذكاء.. تعميم القول في النساء

مُشكلة الثَّقَافَة العَربيَّة والعَالَميَّة؛ أَنَّها تَضَع النِّسَاء فِي سلَّةٍ وَاحِدَة، وتَنظر إلَيهنَّ ككُتلة وَاحِدَة مُشكَّلة مِن عُنصرٍ وَاحِد، مَع أَنَّ النِّسَاء مُتعدِّدات ومُختَلِفَات، شَكلاً وعَقلاً وفِكراً، وحُبًّا وكُرهًا..!
نَعم، هُنَاك مَشتَرَكَات، فمَثلاً أَغلَب النِّساء يُحبِبْنَ الحُبَّ، ويَطمَحْنَ إلَى الأمُومَة، مِثلَمَا أَنَّ الرِّجَال يَميلون إلَى النِّسَاء، ويُحبُّون المَال.. هَذه قَوَاعِد عَامَّة، لَا يُمكن أَنْ نَخصُّ بِهَا أَحَد، أَو نَستَبعد مِنهَا مَن نُحب، أَو مَن نَكره..!
خُذ مَثلاً: يَقول الفَيلسوف "درامون": (للنِّساء مَيلٌ شَديدٌ إلَى الرِّيَاضيَّات، فهُنّ يُقسِّمْنَ أَعمَارِهنّ عَلَى اثنَين، ويُضَاعِفنَ أَسعَار مَلَابِسهُنَّ، ويَضرِبنَ رَوَاتِب أَزوَاجهنَّ فِي ثَلَاثَة، ويُضفْنَ خَمس سَنوَات؛ إلَى أَعمَار أَقرَب الصَّديقَات إليهنَّ)..!
هَذا الكَلَام مِن المُمكن أَن يَنطَبق عَلَى الرِّجَال أَيضاً، وإنْ كَانت المَرأَة تُطبِّقه أَكثَر، فهو مُشتَرَك إنسَاني، وقَد مَرَّ عَليَّ -كَمَا مَرَّ عَليكُم- فِي الحيَاةِ، رِجَالٌ كُثر، يُمَارسون مَا تُمَارسه المَرأَة، التي تُتّهم بمَيلِهَا كُلّ المَيل إلَى الرِّيَاضيَّات..!
إذَا تَحدَّثنا عَن العُمر، فالرَّجُل يَكذب أَيضاً، وقَديماً قَالت العَرَب: (إذَا أَرَدتَ الرَّجُل أَنْ يَكذب، فاسأَله عَن عُمره)..!
أمَّا مَسأَلة أَسعَار المَلَابس، فليسَت خَاصَّة بالنِّسَاء، بَل حَتَّى الرِّجَال يُحبّون "الهياط" والتَّفَاخُر بالأشيَاء؛ التي يَلبسُونهَا أَو يَستَخدمونهَا، وهَكَذَا بَقيّة الصِّفَات..!
إنَّ الرَّجُل والمَرأَة يَتشَابَهَان، فهُمَا فِي هَذا العَصر؛ أَصبَحَا ضَحيّة الموضَة، وإذَا كَانَت المَرأَة تَبحَث عَن آخِر صَيحَات المَلَابس، فالرَّجُل أَيضاً يُلَاحِق أَحدَث الجوَّالات الجَديدَة..!
حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!
بَقَي القَول: يَقول أَحَد الفَلَاسِفَة: (إنَّ المَرأَة الصَّادِقَة هي التي لَا تَكذب؛ إلَّا فِي ثَلاثةِ أمُور: وَزنهَا وسِنّها ورَاتب زَوجهَا). و #سؤال_العرفج هُنَا: هَل المَرأَة -فَقَط- هِي مَن تَكذب فِي هَذه الحَالَات، أَم أَنَّ الرَّجُل يُشَاركهَا فِي نَفس البِضَاعَة، والاتِّجَاه والمَوضُوع..؟!!

أحمد عبدالرحمن العرفج
T: Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com


لن يسامحك الله.. قبل أن تتسامح مع عباد الله!!


الحبر الأصفر
لن يسامحك الله.. قبل أن تتسامح مع عباد الله

للتَّسَامُح تَعرِيفَات كَثيرَة، ومِن الصَّعْب حَصرهَا فِي هَذه الزَّاوية؛ التي لَا تَستَوعب أَكثَر مِن 300 كَلِمَة، لِذَلك سأَقتَصر عَلَى أَهمِّ التَّعريفَات، التي تُفيد القَارئ، وتُعطيه فِكرَة كَامِلَة عَن فَضيلة التَّسَامُح..!
لقَد ذَكر فَريق البَاحثين؛ الذين ألَّفوا كِتَاب: "التَّسَامُح- النَّظريَّة والبَحث والمُمَارَسَة"، أَنَّ تَعريف التَّسَامُح عِند إينريت Enright وتَلَاميذه هو: الرَّغبَة فِي التَّخلِّي عَن حَقِّنَا فِي الامتعَاض، والحُكم السَّلبي، والتَّصرُّف باعتدَال؛ تِجَاه مَن آلمنَا عَلَى نَحوٍ جَائِر، وتَعزيز أَخلَاق الشَّفقَة والسَّمَاحَة، وحَتَّى الحُب، عَلَى الرَّغم مِن أَنَّه قَد لَا يَستَحقه "أَو لَا تَستَحقّه"..!
بَينَمَا يُعرِّف كويل Coyle وتَلَاميذه؛ جَوهر التَّسَامُح بأنَّه: حدُوث تَغيُّرات اجتمَاعيَّة إيجَابية؛ فِي دَافعيّة الفَرد تِجَاه المُسيء إليهِ، عَلَى الرَّغم مِن أَنَّ هَذه التَّغيُّرات؛ قَد يَنتج عَنهَا كَثير مِن التَّغيُّرات المَعرفيَّة والسّلوكيَّة، التي صَاغهَا إينريت وتَلاميذه، عَلَى أَنَّهَا جُزء مِن التَّسَامُح ذَاته. ويُعرِّف هارجراف وسيلز التَّسَامُح -مِن مَنظور العِلَاج الزَّوَاجي والأُسري- بأنَّه: (السَّمَاح للمُسيء بأنْ يَستَعيد الثِّقَة؛ فِي العَلَاقة المُتبَادلَة بَينه وبَين المُسَاء إليهِ، مِن خِلَال التَّصرُّف بأسلُوبٍٍ، يَجعله جَديراً بالثِّقَة، وتَعزيز المُنَاقَشَة المَفتُوحَة؛ حَول العَلَاقة بَين المُسيء والمُسَاء إليه، وبهَذا يَستَطيع المُسَاء إليهِ والمُسيء؛ أَنْ يَتَّفِقَا عَلَى العَمَل مَعًا، لتَحسين العَلَاقَة المُتبَادلَة بَينهمَا)..!
حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!
بَقي القَول: هَذه حِزمة مِن التَّعريفَات، ومَازَال بَاب البَحث العِلْمِي مَفتُوحاً للمَزيد؛ الذي سأُوافيكم بِهِ حِينمَا أَصلُ إليهِ..!!

أحمد عبدالرحمن العرفج
T: Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com


لا ندم مَن سامَح.. ولا خاب مَن صافَح!


الحبر الأصفر
لا ندم مَن سامَح.. ولا خاب مَن صافَح!

مُعتَكِف هَذه الأيَّام؛ عَلَى قِرَاءة البحُوث والدِّرَاسَات والكُتب، التي تَتَنَاوَل فَضيلة التَّسَامُح، وأَرَى -والرَّأي الأَتَم لعَقليَّاتِكُم- أنَّنا بحَاجةٍ إلَى ضَخِّ مَفَاهيم التَّسَامُح، ومُصطلحَاته وأَدوَاته، في عرُوق وشَرَايين؛ وأَوردَة ومَفَاصِل المُجتَمَع..!
قَبل أيَّام كَتبتُ نَاصية "تويتريَّة" أَقول فِيهَا: (لَم يَعُد التَّسَامُح مُجرَّد أَفكَار وأُمنيَّات أَو آمَال، بَل هو مَوهِبَة تَحتَاج إلَى تَنميَةٍ ورِعَايَة.. نَعم، هو مَوهِبَة بحَاجةٍ إلَى صقلٍ، ولَهَا أَدوَاتهَا وإجرَاءَاتهَا ووسَائِلهَا، مِثلها مِثل أَي مَوهِبَة أُخرَى، ومَن يَدخُل فِي عَالَم "اللاّتسَامح"، سيُدرك أَنَّ الوصُول إلَى التَّسَامُح؛ لَن يَتم إلَّا بتَطبيق هَذه الأَدوَات، وتِلك الإجرَاءَات)..!
إنَّني اكتَشفتُ -بَعد قِرَاءَاتٍ طَويلَة فِي مَفهوم التَّسَامُح- أَنَّه مَوهِبَة، مِثلها مِثل مَوهِبَة الكِتَابة، ومَوهِبَة العَزف عَلَى البيَانُو، ومَوهِبَة الرَّسم، حَيثُ لَا يَكفي أَنْ تَقول: إنَّني سَامحتُ نَفسي، أَو سَامحتُ هَذا الشَّخص، أَو تِلك الجِهَة، بَل يَجب أَنْ تُزيل الآثَار المُترتِّبَة عَلَى الخَطَأ، أَو الحَدَث، الذي جَعلك تَسمُو وتَرتَقي إلَى فَضيلة التَّسَامُح..!
حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!
بَقي القَول: إنَّني مُغرَم بالتَّسَامُح وبمَفَاهيمه، وبالدِّرَاسَات التي تَتَنَاوَله، حَتَّى أَصبَح بَعض أَصدقَائي يُنَادُونَني "أحمد تَسَامُح"، ويَهدُونَني أُغنية "سَامحتَك كتير.. إلَى أَنْ تَقول "أصالة": بقَلبي الكبير".. لِذَلك سأَزور مَدينة التَّسَامُح بَين فَترةٍ وأُخرَى، وأَقطِف لَكُم مِن حَدَائِقهَا مَا يَنفَع النَّاس؛ مِن الأَنَانَاس..!!

أحمد عبدالرحمن العرفج
T: Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com


مشاركة مميزة

لكُلِّ مثابرٍ نصيب.. مِن دأب النجيب!