الجمعة، 13 ديسمبر 2019

الإيجابيات.. في ظاهرة الجروبات


الحبر الأصفر
الإيجابيات.. في ظاهرة الجروبات

يَحمل تَطبيق "الوَاتس أَب"؛ بَعض المَزَايَا السَّلبيَّة، مِثل نَشر الشَّائِعَات، وإزعَاج النَّاس وإرهَاق جوَّالاتهم، ولَكنَّه فِي الجَانِب الآخَر، أَعطَانَا -أَو عَلَى الأَقَل أَعطَاني؛ عَلَى الجَانِب الشَّخصي- طَريقة لتَنظيم عَقلي، وجَعله عَلى شَكلِ مَلفَّات، بحَيثُ يَكون لكُلِّ مَجموعةٍ أَو جَمَاعَة؛ مَلف خَاص..!
دَعونَا فِي البَدايَة نُعرِّف كَلِمَة  Group، وهي كَلِمَة إنجليزيَّة طَارَت فِي الآفَاق، بَعد مَجيء تَطبيق "الوَاتس أَب"، وتَعني حَسب القَاموس الإنجليزي: "جَمَاعَة، مَجمُوعَة، زُمرَة". كَمَا أَنَّها تَأتي عَلَى شَكل فِعل، مِثل: يَضمُّ ويُصنِّف ويَتجمَّع..!
مِن هَذَا المَعنَى، انتشَرَت مَجموعَات "الوَاتس أَب"، وأَصبَح -غَالِباً- لكُلِّ مَجموعةٍ خَيطٌ يَنتَظمهَا، وهَذه المَجمُوعَات جَعَلَت عَقلي مُنظَّماً، فمَثلاًً الآن أَتصفَّح جَوَّالي، فأَجد –الجَمَاعَة- "الجرُوب" الأوَّل، -ويُسمَّى جرُوب المُستَأجرين- يَتحدَّث فِيهِ أَصحَاب العِمَارَة؛ عَن مَشَاكلهم اليَوميَّة، وقَد رَكَّز الجَار "أبوأسعد" عَلَى تَعطُّل المصعَد، بَين وَقتٍ وآخَر..!
أمَّا الجرُوب الثَّاني، فهو جرُوب الأُسرَة، وفِيهِ وَضعَت إحدَى القَريبَات وَصفَة طَبق كُنَافة، تَسرُّ الآكلين..!
وإذَا نَظرنَا إلَى الجرُوب الثَّالِث، نَجده يَحمل اسم جَمَاعَة المُشَاركين؛ فِي دَورةِ فَنّ كِتَابة المَقَالَة، وفِيهِ وَضَعَت إحدَى الأَخوَات؛ مِن صَاحِبَات الإعَاقَة البَصريَّة، مَقالاً لَهَا، ثُمَّ طَلَبَت مِن الأَعضَاء الآرَاء..!
أمَّا الجرُوب الرَّابِع، فهو عَن الحوَار فِي بِيئةِ العَمَل، وقَد طُرِحَ فيه؛ كَيفيَّة التَّحَاوَر مَع المُدير "العَصبي"..!
وآخر الجرُوبَات، يُسمَّى "عَالَم الكُتب"، وفِيهِ أَخبَار عَن كِتَابٍ جَديد؛ بعنوَان: "حمار أعمال" Business Donkey، للأَديب السَّاخِر "مطانيوس قيصر ناعسي"..!
حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!
بَقي القَول: كَمَا تُلاحِظُون، فإنَّ الانتقَال مِن مَجموعةٍ إلَى مَجموعَة، يَقتَضي الانتقَال مِن مَلفٍ إلَى مَلف، ومِن طَريقةِ تَفكير إلَى طَريقةٍ أُخرَى، وهَذا بالتَّأكيد يُعطي المرُونة والتدُّرب للعَقل؛ لكَي يَتحوَّل مِن نَشاطٍ إلَى نَشاطٍ بكُلِّ مرُونَة..!!

أحمد عبدالرحمن العرفج
T: Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

لكُلِّ مثابرٍ نصيب.. مِن دأب النجيب!