الحبر الأصفر
العاملات المنزليات..
بحاجة إلى إرشادات
تَحدَّثتُ مَرَّات عَديدَة
عَن خطُورة هَدْر الميَاه، ولَن تَكُن هَذه هِي المَرَّة الأَخيرَة، لأنَّ المَاء شُريَان
الحيَاة.. ووَاقِع حَال النَّاس مَع المَاء اليَوم، يُشير إلَى الزِّيَادَة اليَوميَّة فِي استهلَاك الميَاه، وهَذا
بدَوره يُؤدِّي إلَى هَدر المَوَارِد الحيويَّة، واستنزَافهَا بِلَا حدُود..!
وحَتَّى نَأخُذ الأمُور
بشَكلٍ جَاد، دَعونَا نُفعِّل أوَّلاً؛ دور الأُسَر فِي نَشر التَّوعية بأَهميَّة الميَاه،
بصُورةٍ تَنسَجم مَع مُتطلَّبَات الحيَاة، وأَعنِي هُنَا -بشَكلٍ خَاص- تَوعية العَامِلَات
المَنزليَّات، بضَرورة الحِفَاظ عَلَى المَاء، والاقتصَاد فِي استخدَامِهِ..!
قَبل أَيَّام، نَشرتُ
مَقطعاً لإحدَى الفَتيَات؛ بولَاية "سورابايا" الإندونيسيَّة، وهي تُفرِط
فِي استهلَاك كميَّات كَبيرة مِن الميَاه، دُون مُبَالَاة مِنهَا، ويَعود ذَلك لكَثرة
مَصَادر الميَاه فِي بِلَادهَا، وقَد قَارن أَحَد المُتَابعين الكرَام؛ بَين مَشهَد
تِلك الفتَاة، وبَين إحدَى الوَافِدَات مِن إفريقيَا، وكَمَا تَعلَمون أَنَّ القَارة
الإفريقيَّة؛ تُعَانِي مِن نَقصٍ كَبير فِي الميَاه، فقَد لَاحَظ صَاحِب المَنزل؛ بأنَّ
العَامِلَة عِندَمَا فَرغت مِن أَعمَالهَا، وَجَدَت أَحَد الصَّنَابير يُسَرِّب بَعضاً
مِن قَطرَات المَاء، فقَامَت بوَضع وَعَاء حَتَّى يَمتَلئ بالمَاء، ويَتم الاستفَادَة
مِنه لَاحِقاً.. فالفَرق كَان مُلاَحَظاً بَين المَشهَدين..!
أَصبَحَت مُرَاقبة العَامِلَات
فِي المَنَازل؛ وَقت استخدَام الميَاه، ضَرورة حَتميَّة، ولِزَاماً عَلَى الأُسرَة؛
وَضع خطّة عَمل لَهم تَشمَل: تَنظِيف الأَرضيَّات بالمَكنَسَة الكَهربَائيَّة، وهَذا
يُسَاهم فِي نَظَافتها، والتَّقليل مِن استهلَاك المَاء المُستَخدَم فِي مَسحهَا، ومَسح
الأَرضيَّات بالمَمَسَحَة بَدلاً مِن سَكب المَاء عَلَى الأَرض.. واستعمَال الميَاه
فِي الغَسَّالة بمُستوَى مُنَاسِب، فإنَّ الإكثَار مِن الميَاه؛ لَا يَعنِي نَظَافَة
أَكثَر..!
وبجَانب مُرَاقبة العَامِلَات؛
يَجب مُرَاقَبة سلُوكيَّات أَفرَاد الأُسرَة، وهُنَا يَقع عَلَى الأُم؛ العَاتِق الأكبَر
فِي تَرشيد استهلَاك المَاء، فهي التي تَقوم بدور المُعلِّم المَنزلي؛ فِي تَوعية أَبنَائها
لاستعمَال المَاء، وفقًا للحَاجَة فَقَط، وهَذا يُعزِّز لَديهم تَقدير قِيمة الميَاه
فِي الحيَاة، ومِن ذَلك تَعليمهم بَعض السّلوكيَّات الخَاصَّة بدَورة الميَاه، ومِنهَا:
عَدم استغرَاق وَقت طَويل فِي الاستحمَام، لتَقليل الفَاقِد مِن المَاء، واستخدَام
الدّش بَدلاً مِن ملء البَانيو، وكَذَلك عَدم تَرك صَنبور المَاء مَفتُوحاً؛ أَثنَاء
غَسْل الأَسنَان..!
لقَد أَجمَع كَثيرٌ
مِن الخُبرَاء؛ عَلَى أَنَّ الحرُوب القَادِمَة؛ هي حرُوب مِن أَجل الميَاه، فالوَاجِب
يُحتِّم عَلَى كُلِّ فَرد؛ يَعيش فِي هَذا الوَطن، أَنْ يُحَافِظ عَلَى الثَّروَة الغَالية
النَّادِرَة.. نَعَم، نَحنُ بحَاجةٍ إلَى وَعي، للحِفَاظ عَلَى الميَاه، ونَشر ثَقَافة
مُعَاصِرَة تُساهم فِي تَرشيد استهلَاك الميَاه، وعَلَى كُلِّ فَرد أَنْ يُطبِّقها
بدَافعٍ ذَاتي، مَبْعَثَهُ الشّعور بتَحمُّل المَسؤوليَّة..!
حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!
بَقي القَول: أَقتَرح
سَنّ قَانون؛ لمَن يُسرف فِي إهدَار الميَاه، ويَستخدمه فِي غَير مَحله، وذَلِك تَفادياً
لمَخَاطِر شُح الميَاه، فالمُستقبَل يَفرض أَنْ نُفكِّر -بجديَّة- فِي خطُورة جَريمة
إهدَار الميَاه..!!
أحمد عبدالرحمن
العرفج
T:
Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق