الجمعة، 29 نوفمبر 2019

المَرأة المُتوارية.. أو "كُلّه مَامَا مَا فِي" ..!

المَرأة المُتوارية.. أو "كُلّه مَامَا مَا فِي" ..!

رَكبتُ مَرَّة مَع سَائِق تَاكسي، فسَألني بلُغتهِ العَربيّة وفق القَواعد الهِنديّة، قَائلاً: (كُلّه بَلد مَغسلة، مَطاعم، شَغَّالة، مَحل خياطة، حُرمة إيش سَوّي في البَيت)..؟! هَذا السُّؤال رَغم لُغته المكسّرة، وكأنَّه سَقط مِن جَبل، زَرَع سُؤالاً آخر عَن دور النِّساء في القَرن الوَاحد والعشرين..؟! تَأمَّلوا حَياة أكثَر النِّساء اليَوم، إنَّها عِبارة عَن سلسلة مِن «الخَرجَات»، التي لَيس فِيها إلَّا التَّلهُّف خَلف أنوَاع الجَوَّالات، وأحدَث المُوديلات، والمَطاعم التي تُقدِّم أكلاً لَذيذاً.. لقد تَوقَّف دور المَرأة عَن الإنتَاج، وأصبح كُلّ هَمّها تَفعيل خَاصيّة «الاختيَار والتذوُّق»، بحيثُ تَصف هَذا بأنَّه جَميل، وذَلك بأنَّه حلو، وذَلك الطَّعام بأنَّه لَذيذ.. ولَم تُفكِّر يَوماً بأن تَكون هي صَانعة هَذا الطَّعام، أو مُحاولة إيجَاد مِثله.. رَحم الله مَن قَال: (المَرأة شرٌّ كلُّها، وشرُّ مَا فِيها أنّه لابد مِنها).. فلَو عَاش في عَصرنا لقَال: (إنَّها شَرٌّ ويُمكن الاستغنَاء عَنها).. مَا أغبَى المَرأة عِندما تَنازلت عَن دَورها في بناء الأُسرَة، ووكَّلت كُلّ مَهامها للشغَّالة، لتُصبح وَعاء لإنجَاب الأطفَال، الذين سيَكون مَصيرهم إلى أيدي «الخَادِمَات الآسيويّات»، الأمر الذي يَطرح سُؤالاً عَن مَدى البِرّ الذي يَجب أن يَردّه هَؤلاء الأطفال لأمَّهاتِهم عِندما يَكبرون، وهُنَّ اللواتي لَم يَبذلن أي جُهد في رعاية صِغارهن..؟! وقد سَمعتُ مُؤخَّراً أنَّ أحد هَؤلاء الأطفَال -الذين تَربُّوا عَلى أيدي (نِساء شَرق آسيا)- عِندَما كبر أحضر لأمّه عَشر علب مِن الحَليب قَائلاً: (هَذا كُلّ مَا لَكِ في ذمَّتي).. لقَد كَان الشَّاعر "علقمة بن الفحل" شُجاعاً، عِندما وَصف النِّساء بأنَّهن (نَفعيّات) يَركضن - بذَرائعيّة نَادرة- خَلف مَصالحهن، حيثُ يَقول في ذَلك:
فإنْ تَسألُونِي فِي النِّسَاء، فإنَّني
بَصيرٌ بأدوَاء النِّسَاء طَبيبُ
إذَا شَاب رَأسُ المَرء، أو قَلَّ مَالَهُ
فَلَيس لَه فِي وُدِّهن نَصِيب
وبالتَّأكيد فإنَّ المَرأة التي يَصفها الشَّاعر كَانت امرأة الزَّمن المَاضي، أمَّا المَرأة المُعاصرة فهي لا تَنظر إلى شِعر الرَّجل أو مَاله.. بَل تَحوّل دَورها إلى فَراغٍ عَريض، فَراغ جَعل حياتها حَياة مُملَّة، ليست أكثَر مِن التَّسكُّع في الأسواق، والاعتلاف مِن المَطاعم، والتَّفنُّن في صَرف الأموَال، ونَثرها في الجِهَات الأربع.. أعلم أنَّ هُناك نِساءً مُكافحات، يُصارعن قَسوة الزَّمن، ووحشة المَكان، نِسَاء قَصدهن الفيلسوف "سقراط" عِندما قَال: (أعظم امرأة هي التي تُعلّمنا كيف نُحبّ ونَحنُ نَكره، وكيف نَضحك ونَحنُ نَبكي، وكيف نَصبر ونَحنُ نَتعذَّب).. لمَاذا تَنازلت المَرأة عن دَورها في الحياة الاجتماعيّة، وكأنَّها تلك التي صَوّرها "جان جاك روسو" عِندما قَال: (المَرأة كَائِن طَويل الشَّعر، قَصير التَّفكير)..؟! لمَاذا صَارت المَرأة غَبيّة للحدِّ الذي يَنطبق عليها المَثل البُرتقالي القَائِل: (لا تَحزن المَرأة عَلى قلّة مَا عندها، بَل عَلى كَثرة مَا عند غَيرها)..؟! لقَد قَال الفيلسوف "جورج برنارد شو": (المَرأة ظِلُّ الرَّجُل، عَليها أن تَتْبعه لا أن تَقوده).. مسكين جورج هذا، ليته يَعلم أنَّ المَرأة الآن لَم تَتبع الرَّجُل، ولَم تَقُده، بَل تَركت لَه الجَمَل بِمَا حَمَل، وأصبحت مُتفرِّغة هي لقَضايا الخروج والشّراء والأكل..!.

أحمد عبدالرحمن العرفج
Arfaj555@yahoo.com


المَرأة الرّيحانَة أم المَرأة الشّيطانَة ..؟!

المَرأة الرّيحانَة أم المَرأة الشّيطانَة ..؟!

لَم يَنشغل الكَون بقضيّة مِثل مُحاولة فَهم المَرأة، ودِرَاسة طَريقة التَّعامُل مَعها، أو فهم أفعَالها مِن جِهة، وردود أفعالها مِن جهةٍ أُخرى..!
لذلك أطنَب وأسهَب، وأطالَ وشمّخ، وشَرَّق وغرَّب الرِّجَال، في مُحاولة سَبك مَقولات، أو إصدَار إشارَات، أو إنتَاج مُخطَّطات تُساعد عَلى فَهم التَّركيبة النَّفسيّة والعَقليّة، والعَاطفيّة والذهنيّة للمَرأة، فأحدهم يَقول: أحسن طَريقة لتَجعل المَرأة تُغيّر رَأيها أن تُوافق عَليه.. وهنا يَظهر أنَّ المَرأة تَتبع سياسة "خَالف تُعرف"..!
ورَجُلٌ آخر يُرشدنا -لَيس إلى الطَّريق المؤدِّية إلى وَاشنطن-، بَل إلى رَغبة المَرأة، حيثُ يَقول: تُفضِّل المَرأة أن تَكون جَميلة أكثر مِن أن تَكون ذَكيّة، لأنَّها تَعلم أنَّ الرَّجُل يَرى بعينيهِ أكثَر ممَّا يُفكِّر بعَقله.. وهَذا الادّعاء يَبقى تَحت مظلّة التَّجربة، فكُلّ رَجُل مَسؤول عَن نَفسه..!
وثَالث يُمجِّد المَرأة في حَيائها، فيَقول: حَياء المَرأة أشدّ جَاذبيّة مِن جَمالها.. ومِثل هَذا المَنطق يَتَّفق مَع الأديان التي تَرفع مِن شَأن الحَياء عِند المَرأة..!
ومِن بَاب التَّغرير، فليس الإرهابيّون وَحدهم مَن غُرّر بِهم، بَل الرِّجَال وَقعوا في نَفس الفخّ، حيثُ يَقول وَاحدهم: كَثيرون مِن الرِّجَال إذا أحبّوا شَيئاً في وَجه المَرأة أخطأوا وتَزوّجوا المَرأة كُلّها..!
أمَّا بخصوص تَبادل المَهام والأدوَار بين المَرأة وابنتها، فالقضيّة مُعقَّدة إلى حَدٍّ مَا، حيثُ يَقول الرَّجُل: الأم تَأمل أن تَجد لابنتها زَوجاً أفضل مِن أبيها، وتُؤمن بأنَّ ابنها لَن يَجد زَوجة مِثل أُمّه..!
وفي مَسألة الحُبّ والكُرْه، يَتداخل الأمر ويَختلط حَابل الكُرْه بنَابل الحُبّ، لذلك يَقول رَجلٌ خَبير: عندما تَكره المَرأة رَجُلاً إلى دَرجة المَوت، فإنَّ ذَلك يَعني بأنَّها كَانت تُحبّه إلى دَرجة المَوت..!
وإذا كَان لهَذا القَلم أن يَتمدَّد ويَبسط حبره، -كَما بَسط الإمام أبوحنيفة رجليه-، خَاصَّة في حَضرة المَرأة، لعلَّه يَحصل عَلى شَيء مِن "المَساج"، فإنَّ صَوت المَرأة الذي التبس الفُقهَاء فيه وقالوا بأنَّه عَورة، وقِيل غَير ذَلك، هَذا الصَّوت لَه قِراءة أُخرى عِند الرَّجُل، حيثُ يَقول أحد الخُبراء في الأصوَات النِّسائيّة: إذا خَفضت المَرأة صَوتها فهي تُريد مِنك شَيئاً، وإذا رَفعت صَوتها فهي لَم تَأخذ هَذا الشّيء.. ولَكن اعترض رَجُل آخر عَلى ظَاهرة الأصوَات، في تَصريحٍ لمَصدر رِجَالي مَسؤول، حِين قَال: البيوت السَّعيدة لا صَوت لَها..!
حَسناً.. مَاذا بَقي..؟!
بَقي القَول: يَا قَوم لَن أُطيل عَليكم، فكُلّ وَاحد مِنكم حَوله مِن الإنَاث أكثَر ممَّا حَوله مِن الهموم، فليَفتح "كَتالوج" كُلّ وَاحدة مِنهنَّ، ويَبدأ في قراءة هَذا الكُتيّب الإرشادي، ويَضغط "الأزارير"، ليَعرف المَرأة التي بجواره مِن أي الأنوَاع هي، وإذا كَان لابد مِن الاستعانة بصَديق، وأنا لَكم مِن الأصدقَاء، فسأُعطيكم بَيتين مِن الشِّعر مُتناقضين مَعنىً ومُتفقين مَبنى، أمَّا الأوّل فيَقول:
إِنَّ النِّسَاءَ شَيَاطِينَ خُلِقْنَ لَنَا
أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شرِّ الشَّيَاطِينِ
أمَّا الآخر فيَقول:
إِنَّ النِّسَاءَ رَيَاحِينَ زُرِعْنَ لَنَا
وَكُلُّنَا نَشْتَهِي شَمِّ الرَّيَاحِينِ

أحمد عبدالرحمن العرفج

Arfaj555@yahoo.com

المَرأة البَقرة ..!

المَرأة البَقرة ..!

قبل سنوات، أكَّد القلم –هنا- على أن الاسْتِعْدَاء على الحيوان، لا يأخذ شكل التِهَام لَبنه ولَحمه، وغَزل صَوفه، واستغلال حواشيه وتوابعه، ومهاراته وجَريه، بل يتجاوز ذلك إلى استغلال ذكائه أو غبائه، وإن شِئت قُل «فِطرته» لصياغة التَّعابير، واشتقاق الأوصاف، ثُم شحنها بلُغة لاذعة، ورَميها في وجوه البَشر بوَصفها شتيمة في أكثر الحالات، أو فضيلة في حالات قليلة!
وغني عن القول أنَّ الحيوانات يصعب عليها الدِّفاع، ومِن ثَمَّ سكوتها لا يعني الرِّضا.. خُذ مَثلاً: تَعبير «شريعة الغاب».. فِي ظن الحبر الأصفر أنَّ الحيوان لا يَرضى؛ أن يزج بشريعته وقانونه في سِياق الأفعال البشريَّة، لأنَّ الحيوان بفطرته الصَّافية لا يَصيد، أو بالأحرى لا يَفترس، إلَّا عند الحاجة، فِيما ترى البشر يَصيدون ويَفترسون بعضهم بعضاً دون حاجة، أو قُل إنَّهم يُمارسون ذلك من باب «التَّسلية وقتل الوقت»!
هذا كله بات في حُكم المَعلوم، ولكن عندما تَقترن المرأة بالبقرة -كما تَفضح ذلك الأدبيّات الشّعبيّة والعربيّة، بل لا أُبالغ إذا قُلت والمقولات الإنجليزيّة- فإنَّ الأمر يأخذ شكل التَّنافُس حول أيّهما أنفع، وأمتع وأرفع، المرأة أم البقرة..؟!
وإذا جاءت سيرة المَرأة البَقرة، فلابد أن تَحضر سيرة الرَّجُل الثّور، وللأمانة فإنَّ أوّل مَن تَنبَّه إلى هذه الثُّنائيّات، -أعني المَرأة البَقرة، والرَّجُل الثّور- هو شيخنا المُفكِّر الكبير "الصادق النيهوم"، حيث يقول: (إنَّ أكثر البَقرات غَباءً تَعرف مَعرفة أكيدة أنَّها ليست تَابعة لثورها، بل جزء ضروري منه، وهي لن تُطالب بالتَّحرُّر مِن سيطرته، لأنَّ ذلك الثّور ليس فيلسوفاً، ولم يحاول السّيطرة عليها)!
أمَّا في الجانب النِّسائي، فقد كَتَبَت إحدى النِّساء الفاضلات في مُذكِّراتها قائلة: (أكره المَرأة البَقرة، وأكره كذالك المَرأة المُستذئبَة، كما أكره المرأة التي تُحاول الخروج مِن قَالبها عَمداً، وأحقد كَثيراً على المرأة التي تُحاول قَلب قوانين الطَّبيعة!
ولكن مع هذا وذاك، أعشق المَرأة المُتمرِّدة.. وأعشق –أيضاً- المَرأة الثَّائِرة الفَائِرة المُتناثرة).. إلى أن تقول: (لو أنَّ العَلاقة بين الرَّجُل والمَرأة تَأخذ نفس سياق العَلاقة بين الثّور والبَقرة.. لما احتجن النِّساء إلى الثّورة على التَّقاليد، والأعراف وقوانين الأديان.. ولو أنَّ الرَّجُل تَشبّه بالثّور فعليًّا.. لما تَسلّط على المَرأة)!
حَسناً.. في النّهاية ماذا بقي..؟!
بقي القول: إنَّ هُناك مَن يَتحسَّس مِن هذا التَّشبيه أو ذَاك، والقلم –هنا- يرى غباء هذه الحساسيّة، خاصَّة وأن أطول سورة في "القرآن الكريم" تحمل اسم البقرة -وجاءت بصيغة المُفرد-، في حين أنَّ كُلّ النِّساء في الدُّنيا وَردن -بصيغة الجَمع- في سورة النِّساء، كما أنَّ الحيوانات تَشترك مع البشر -أو لِنَقُل إنَّ البَشر يَشتركون مع الحيوانات- في خَصائص ومزايا كثيرة، فما المانع أن نُشبِّه امرأة ببقرة، أو رجلٌ بثور، وها هي كُتب التُّراث والأدبيّات الشّعبيّة تَطفح؛ بمثل هذه التّشبيهات والصّور، فهناك باحثون بريطانيون يقولون: (البشر أصابوا البقر بـ"الجنون")..!
وقبل أن أُغلق النَّافذة حين كِتَابة هذا المَقال، وَصلتني "الآن الآن" هذه الرِّسالة؛ والتي تقول: إنَّ أحدهم استقدم مُربّية أطفال مِن شبه القارّة الهنديّة، فلاحظ رَبّ المَنزل أنَّ هذه المُربّية؛ دائماً تُلاحق زَوجته في البيت، فشَكَّ وخَاف، ثُمَّ اتّصل على مكتب الاستقدام، يَستفسر عن سبب هذه المُلاحظة، فقالوا له لا تَعجب، فهي مُربّية هندوسيّة مِن عَاداتهم إجلال البَقرة وإكبارها!.

أحمد عبدالرحمن العرفج

Arfaj555@yahoo.com

الضرر حين نُشبِّه المرأة بالشمس والقمر

الضرر حين نُشبِّه المرأة بالشمس والقمر

مَن يُطالع كُتب التُّراث والمَوروث الشَّعبي، يَجد أنَّ هنَاك تَشبيهاتٌ سَاذجة لا تُقبل، ولكنَّها انْطَلَت عَلى النَّاس قروناً وقروناً.. ولَم يُفكِّر أحدُهم بنَقدها وشَجبها.. ويَبدو – والله أعلم – أنَّ الله قيّضني لأُعيد للجمَال معنَاه، وللحُسن مبنَاه..!
خُذ مَثلاً: تَشبيه المَرأة بالشَّمس أو القمَر.. هو تَشبيهٌ سَاذج وتَوصيفٌ مَارج.. كَما أنَّه تَشبيه تَطفح بهِ قصَائد الشُّعراء، كَما تَطفح السيّارات بشَوارع الرّياض.. يَقول "عنترة العبسي" في وَصف حَبيبته:
أَشارَت إِلَيها الشَّمسُ عِندَ غُروبِها
تَقولُ إِذا اسوَدّ الدُّجَى فَاطلِعِي بَعدي
وَقالَ لَها البَدرُ المُنيرُ أَلا اسفِري
فَإِنَّكِ مِثلِي فِي الكَمالِ وَفِي السَّعدِ
هَذا مِن الفَصيح.. أمَّا مِن الشِّعر الشَّعبي فيَقول أحدُهم:
مَا أحدٍ بنِصفِ الليل سلّم عَلى الشَّمس
إلَّا أنَا سَاعة لَمحتك بعيني
هَذان فَقط شَاهدان، أذكُرهمَا هُنَا للاستشهَاد.. ولَولا ضِيق المسَاحة لكَتَبتُ دِيوَاناً في تَشبيه المَرأة بالشَّمس والقمَر..!
إنَّ تَوصيف المَرأة ووَصفها بأنَّها كالشَّمس لا يَليق، فالشَّمس كَوكبٌ وهَّاج يعمي العَين، كمَا أنَّ الشَّمس تَغرب وتَذهب وتَختفي -خَاصَّة "في الليل"- وهَذا لا يَليق بامرَأة مُحترمَة.. أمَّا القمَر فهو يَسهر بالليل، وهذا أيضاً لا يَليق بفتَاة مُهذَّبة، كَما أنَّ القمَر خدّاع، خَدع نبيّنا إبراهيم -عليه السّلام- مِن قَبل.. إضافةً إلَى أنَّ النَّقص يَعتريه كُلّ شَهر.. وإذَا شبّهنا المَرأة بهِ فسنَعترف بأنَّها مِثله "سريعة الذّوبان" وتَعود كالعرجُون القَديم..!
إنَّ أكبَر تَشبيه ضَحك فيهِ الرِّجال عَلى النِّساء؛ هو تَشبيه المَرأة بالشَّمس والقمَر.. ولا أدري أهو "لُؤمٌ" مِن الرَّجُل، أم "سَذاجةٌ" مِن المَرأة..؟!
حَسناً.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: إنَّ الأسَاطير تَقول: إنَّ القَمَر خَطَبَ الشَّمس، وأرَاد الزَّواج مِنها، فقَالت الشّمس: لا! وحِين سَألوها عَن "سَبَب الرّفض"، قَالت: لأنَّ القَمَر يَسهر بالليل، ولا يَأتي إلَّا في وَجه الفَجر، هَذا مَا كَان مِن أمر الشَّمس والقَمَر.. فمَاذَا عَن المرأة التي تُشبه الشَّمس والقَمَر..؟!!!

أحمد عبدالرحمن العرفج
تويتر: Arfaj1

Arfaj555@yahoo.com

الثور أم المرأة ؟!

ناصية العرفج
الثور أم المرأة ؟!

يقول الأديب الروسي "أنطون تشيخوف"؛ في مسرحيته "الشقيقات الثلاث":
(كم هو جميل أن يكون المَرء عاملا، يصحو في الفجر؛ يُكسِّر الأحجار ليُعبِّد الطريق، أو يعمل مُدرِّسا يُعلِّم الأطفال، أو أن يكون راعيا، أو سائق قطار.. ليس هذا فقط، بل خيرٌ للمَرء أن يكون "ثورا" أو مُجرَّد "حصان" -لا يهم- طالما كان قادرا على العمل، خيرٌ من أن يكون "امرأة شابة"؛ تصحو في الثانية عشرة ظهرا، وتشرب قهوتها في الفراش، وتُنفق ساعتين في ارتداء ثيابها).
حَسنًا.. بعد هذا النص، سأتجاوز "النظرة الدونية" للحيوان، التي ألمح إليها الكاتب، لأدخُل في صُلب الموضوع، وهو "المرأة المُتْرَفَه".. تلك التي تستيقظ في منتصف النهار، ولا تشعر بقيمة اليوم.
في البداية يجب التأكيد على أن: هناك "طائفة كبيرة من النساء العاملات"، اللواتي يشعر الرِّجَال بالخجل عند المقارنة معهن، لأنهنَّ يَفْعَلْنَ أعمالاً لا يستطيع أن يفعلها أقوى الرِّجَال وأعتاهم.
إن النساء اللائي يستهدفهنَّ المقال، هُنَّ أولئك اللواتي سمّاهن الشاعر الجاهلي "امرؤ القيس": "نؤوم الضُّحَى"، أو تلك اللواتي تظهر عليهنَّ "عافية الخليج"، كما هي مفردة شاعرنا الجميل "حمد الثبيتي"، وهي المرأة "المربربة اللحيمة المكتنزة"، كما هي تعابير لغة "الضاد".
تصوّر تلك المرأة –وما أكثر أشباهها- التي تصحو في الواحدة ظهرا، بعد أن نامت وهي تبدو أمام نفسها: "أكل ومرعى وقلّة صنعه"، تستيقظ –فقط- لتشرب القهوة، ثم تأكل، ثم تذهب لدورة المياه.. وكل أعمالها لا تتجاوز إصدار الأوامر "للشغّالة"، -كما تُسمِّيها-، أو "مساعدة ربّة البيت"، كما هي التسمية الحقيقية واللائقة.
مثل هذه السيّدة كثير كثير، تبدو ضائعة بين عادتي "الأكل والنوم"، وبينهما عادات متعبة للرَّجُل، مثل "التسوّق والتسكّع، والتردُّد على المقاهي"، ومع كل هذه العادات؛ هناك عادات أصغر، مثل "الرغي في الجوّال"، و"الحديث عن اللاشيء"، و"الحش في النساء الأُخريات".. إلخ، ومتى عادت لمنزلها، فهي أكبر مُستهلك للجلوس وقضم الحلوى، وبيدها "الريموت كنترول" لتُقلِّب في سماء الفضائيات.
لقد أوصاني شيخنا "أبوسفيان العاصي" وصية ثمينة، حين قال: (يا بُني، المرأة كالطفل، إذا لم تشغلها أشغلتك، لهذا اجعلها مشغولة، عامِلَة ومُسْتَهْلَكَة، حتَّى لا تُصبح أنتَ شغلها، أو حتَّى يستبد بها الفراغ؛ فتأتي بالأعاجيب).
في نهاية الناصية أقول: إن الحرف ليحزن، والقلب ليسخن، حين نجد نساء بهذا الشكل، لا هَمّ لهنَّ إلا الأكل والشرب، حتى تتكوّر إحداهن لتُصبح "كومة لحم"، أو تتورَّم "عافية" من غير فائدة، فتكون مثل القطط تأكل كثيرا، وتعيش في "شحمٍ ولحم"، يأتيها رزقها رغدا من كل جزّار، فتأكل ولا تعمل، لتظهر -بعد سنين قليلة- قطط لا فائدة منها، عالة على نفسها وعلى مجتمعها.. لذلك تتحوّل حياتها السعيدة؛ إلى أغلالٍ وعُقَد أكيدة.
يا قوم، ويا معشر النساء.. تأكَّدوا أن الثور العامِل، والبقرة المنتجة، أفضل بكثير من "امرأة" تصحو بعد الظهر، وتشرب قهوتها، وتُلوِّث البيئة بمخرجاتها.

أحمد عبدالرحمن العرفج
T: Arfaj1

Arfaj555@yahoo.com

البَرَكَة في البنات "المُمرِّضات" ..!

البَرَكَة في البنات "المُمرِّضات" ..!

عمل المرأة جَدَل لا ينتهي، واختلاطها مع الرِّجَال -في العمل- حديث لا ينقضي، ومثل هذه الموضوعات باقية، -بل يجب أن تبقى-، لأنَّ هناك مَن يعيش على الدِّفاع عنها، وفيها ومنها وحولها، -وفي الطَّرف الآخر-، هناك مَن يعيش للرَّد عليها، وعنها وفيها وحولها –أيضاً-، "ولا يزالون مُختلفين"!
وقبل عشرات السِّنين، دار جَدَل في ناحية خاصَّة، تتمثَّل في "عمل المرأة بوصفها مُمرّضة"، لأنَّها أدرى وأعلم، وأكثر دقّة وأكبر نعومة... إلخ هذه الصِّفات؛ التي لا تتوفَّر إلَّا في المرأة، ذلكم "الجنس اللطيف"!
حسناً.. ماذا لو تم تأصيل هذه المسألة تُراثيًّا، أعني مدى ارتباط المرأة بمهنة التَّمريض..؟!
في شذرات "الغزَّاوي" والعلم -كما يُقال- بَحر، أورد تحت عنوان "البَرَكَة في البَنات" النَّص التَّالي:
(عن ابن عباس -رضي الله عنه- قال: دخل "أوس بن ساعدة الأنصاري" على رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- فرأى في وجهه الكراهية، فقال: يا ابن ساعدة ما هذه الكراهية التي أراها في وجهك؟!، قال: يا رسول الله إن لي "بنات"؛ وأنا أدعو الله عليهنَّ بالموت، فقال: يا ابن ساعدة لا تدعُ، فإنَّ البَرَكَة في البنات، هُنَّ المُجمّلات عند النّعمة، والمنيعات عند المصيبة.. وروى مِن وجهٍ آخر وزاد فيه: والممرِّضات عند الشِّدَّة، ثقلهنَّ على الأرض، ورزقهنَّ على الله عزَّ وجلّ).. أخرجه أبوموسى!
ثم يُعلِّق الشيخ الغزَّاوي على هذا النَّص بقوله:
(صدق رسول الله -صلّى الله عليه وسلم-، وإنَّها لعِظَة وتبصرة، ونصيحة وتذكرة، وبارك الله في "البنات"، وحفظهنَّ مِن الهنَّات، وصرف قلوبهنَّ إلى التَّقوى بالهُدى، وجعل منهنَّ قُرَّة أعين لذويهنَّ وأزواجهنَّ، ووقاهنَّ شر التَّقاليد الفاسدة الدَّخيلة، وبلاء التَّحضُّر المشين، وأرشدهنَّ إلى كُلِّ خير، وكفاهنَّ كُلّ شرّ، وألهمهنَّ الرُّشد والقصد، فهُنَّ ولاشك الرّياحين، والورد والياسمين، إلَّا أن يندمجنَّ في الأغلاط والأسخاط، والأرقاط والأقماط، ومتى ما صلحنَّ، أصلح الله بهنَّ كُلّ فساد، والعكس بالعكس، ولا حول ولا قوة إلَّا بالله العلي العظيم)!
حسناً.. ماذا بقي..؟!
بقي القول لنتخيَّل العَالَم الطّبي مِن غير هؤلاء الفتيات؛ اللاتي يعملنَّ ممرِّضات.. وخاصَّة الجنس الفلبّيني.. لنتخيّل العَالَم مِن غيرهنَّ، إنَّها حقاً كارثة عالميّة، اللَّهمَّ أَبْقِ طائفة مِن البنات مُمرِّضات، محافظات شريفات، يجمعنَّ بين العمل الشَّريف وخدمة البشريّة؛ ولقمة العيش النَّقيّة!.

أحمد عبدالرحمن العرفج

Arfaj555@yahoo.com

الخميس، 28 نوفمبر 2019

الأسلم أن تتصفح المرأة النت بوجود محرم

المرأة والنت: الشوافي في المحرم الثقافي
الأسلم أن تتصفح المرأة النت بوجود محرم

قَبل سَنوات، صَدَرَت فَتوَى مِن بَعض طُلَّاب العِلْم تَقول: بتَحريم الإنترنت عَلَى المَرأة بسَبَب خُبث طويّتها، ولا يَجوز فَتحه إلَّا بحضُور مَحْرَم؛ مُدرك لمَكْر المَرأة... إلخ..!
وللأمَانة.. فإنَّني قَرأتُ في موقع "المَنْهَج"، وهو المَوقع الرَّسمي للشَّيخ "عثمان الخميس"، تَصريح يَقول فيهِ: ببُطلان نسبة هَذه الفتوَى لَه، وكُلّ هَذا الخِلاف لا يَهم، لأنَّه مِن بَاب النِّقاش العِلمِي؛ الذي قَد يَثبت، وقد لا يَثبت ..!
والسُّؤال الذي يهمني هُنا هو: هَل مِن حَقِّي بصِفتي شَيخٌ سَابق -حَسب وثَائق الجَامعة الإسلاميّة التي تَخرَّجت فِيها- أن أدعو لتَجديد هَذه الفِكرة نَظراً للحَاجَة إليهَا، ولَكن مِن مِنظَار آخَر..؟! وإليكُم الحِكَايَة:
يَجب عَلى المَرأة ألا تطّلع عَلى النِّت، أو الوَاتس أب، أو تويتر أو الفيس بوك، إلَّا بوجُود مَحْرَم "ثَقافي"، أو لِنَقُل "رَئيس تَحرير" يُرشدها إلى الصَّواب والخَطَأ، أو بالأحرَى التَّثبُّت مِن صحّة مَا تَقرأه المَرأة في "المِيديَا الجَديدة"، التي فيهِا مَا هَبَّ ودَبّ مِن الأخبَار..!
حَسناً.. لنُعطِ أمثلَة عَلى مَا أقول:
يَستقبل الرِّجَال والنِّسَاء عَن طَريق وسَائل تَواصلهم؛ مِن "فيس بوك" و"تويتر" و"واتس أب"، عَشرَات الأخبَار يَوميًّا.. فِيها الصَّح والخَطَأ، والكَذِب والصَّواب، والدَّجل والخيّال، ولأنَّ المَرأة بطَبعها عَاطفيّة، "نَاقصة عَقل بَعد نَقص الدّين"، فإنَّها تُصدِّق كُلّ مَا يَصل إليهَا مِن مَعلومَات، وتَفترض أن مَا يُنشر في شَبكات التَّواصُل الاجتمَاعي صَحيح –كَامل الصحّة-، وكَأنَّه مِن روَايَات البُخاري أو مُسلم.. ومَا دَرَت أنَّ الفَبرَكة والكَذِب، والدَّجل وتَشويه سُمعة الآخرين؛ هي الصّفة الغَالبَة عَلى هَذه الأخبَار.. ولَعلَّ آخَر مَا تَداوله النَّاس؛ وصَدَّقوا خَبره هو مَوت المَقبوض عَليهِ "نِمر النِّمر"، أو لنِقُل "أحَد مُثيري الفِتَن في العوَامية"، ومَع أنَّ الرَّجُل لَم يَمُت، إلَّا أنَّ النِّسَاء في أخبَارهن التَّواصليّة يَتداولنَّ خَبر مَوته..!
أيضاً؛ مِن الأخبَار التي تَتداوَلها النِّساء، خَبَر إيقَاف جَريدة الحيَاة؛ بسَبَب مَقال لأحد كُتَّابها.. ومَع أنَّ الجَريدة تَصدر، إلَّا أنَّ النِّسَاء صَدّقن هَذه الأُكذوبَة ..!
حَسناً.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: إنَّ كَثَافة الأخبَار الكَاذِبَة التي تَصب في جوّالات النِّساء؛ تَستوجب إعَادة النَّظر في الفتوَى، بحُيثُ يُوضع بجوَار كُلّ امرَأة "كَفيل ثَقافي" يُرشدها إلَى الأخبَار الصَّادقة، ويُبيِّن لهَا الأخبَار الكَاذِبَة..!
قَد يَكون الرَّجُل يَتلقَّى الأخبَار الكَاذِبَة ويُصدِّقها، ولَكن هَذا لا يَهم، فليُصدِّق الرَّجُل مَا يَشاء و"طُز" فيهِ.. ولَكن المَرأة هي مَا تهمني –هنا-، لأنَّها الأُم التي تُعِدُّ الأجيَال، كَما يَصفها الشَّاعر "حافظ إبراهيم" حِين قَال:
الأُمُ مَدرسةٌ إذَا أعدَدتهَا
أعدَدَتَّ شَعباً طيّب الأعرَاقِ!!!

أحمد عبدالرحمن العرفج
تويتر: Arfaj1

Arfaj555@yahoo.com

الأحَاسِيس الفَائِضة في وَصف المَرأة الغَامِضة ..!

الأحَاسِيس الفَائِضة في وَصف المَرأة الغَامِضة ..!

المَرأة ذَلك السَّائِل الرّوحي الأُنثوي المُتمدِّد عَلى تَضاريس أفكَار الرِّجَال، لا تَغيب هَذه الكَائِنة إلَّا لتَحضر، ولا تَحضر إلَّا لكَي تَغيب، فالفَلاسفة والأدبَاء والعُشّاق والحَالمون مَلأوا الكُتب أقوالاً وحِكماً وأمثالاً، تُحاول أن تَستشرف رَائحة المَرأة وجَسد فِتنتها الفَخيم..!
المَرأة ذَلك المَخلوق الحَائِر في نَفسه، المُحيّر لغَيره، تَأتي كعَلامة استفهام كُبرى في وَسط تَفاصيل الأسئلة، وكُلّما اقتَرب الرَّجُل مِن فَهم نَفسيّة وعَقليّة المَرأة، شَعر أنَّه ابتعد عَنها، وكُلّما ابتعد عَنها شَعر بأنَّه يَميل إلى الاغترَاب، وقَد لَخَّص أحد الرَّاسخين في محراب المَرأة شَيئاً مِن تَفاعلاتها وتَناقضاتها في حزمة "اللا شيئات" –جَمع لا شَيء-، مُحاولاً قِراءة مَلامح هَذه الزّهرة البشريّة، القَابلة للانكسَار والانفجَار والانتصَار..!
يَقول أحدهم: (لا شَيء يَذبح المَرأة كزفَافها إلى رَجُلٍ مَا، وفي قَلبها رَجُل آخر.. ولا شَيء يُعرِّي المَرأة، كنَظرة اشتياق مِن عَين رَجُل تَعشقه حدّ الجنُون.. ولا شَيء يُهين المَرأة، كمُقارنات تُعقد بَينها وبَين أُخرى ظَهرت في حَياة مَن تُحبّ.. ولا شَيء يُرعب المَرأة، كإحسَاسها بأنَّ حِكَايتها مُؤقّتة وأنَّها حَتماً مُفارقة.. ولا شَيء يَهزم المَرأة، كحَنين النَّهار بَعد اللقاء، وحَنين الليل بَعد الفراق.. ولا شَيء يُربك المَرأة، كوقُوفها في حَضرة رَجُل يَخفق قَلبها لذِكرهِ وعِطره.. ولا شَيء يُعيد مُراهقة المَرأة، كحِكَاية حُبّ مُفاجئة في خَريف العُمر.. ولا شَيء يُحيي طفُولة المَرأة، كتَدليلها عَلى يَدي رَجُل يَهمّها أمره.. ولا شَيء يَسرق عُمر المَرأة، كانغمَاس سَنواتها في حِكَاية بلا أمل.. ولا شَيء يُطفئ نَضارة المَرأة، كظُلمة الفراق، ولَيالي الفراق، وحُرقة الفراق)..!
ويُمكن للمَرء أن يُضيف أنَّه: لا شَيء يُسعد المَرأة، مِثل إهدَائها بَاقة وَرد، أو زُجاجة عِطر، أو عقد ألمَاس، كَما أنَّ لا شَيء يُذهل المَرأة، مِثل أن يَتفرَّغ الرَّجُل لتَدليلها، وإسعَادها عَبر إعطَائها قطعة مِن الحَلوى، أو شَذرة مِن آيسكريم، أو كوباً مِن مَشروب لَذيذ.. ولا شَيء يُباغتها، مِثل ظهور شَعرات بَيضاء في مفرقها عَلى حِين غَفلة مِن المرآة، لتَبدو هَذه الشَّعرَات وكأنَّها تَباشير صَباح بَعد لَيلٍ مُظلم، أو يَبدو رَحيل الشَّعر الأسوَد وكأنَّه غُراب يَطير مِن الرَّأس.. ولا شَيء أحبُّ إليها، مِن كَلِمَات الغَزَل ومُفردَات الشَّوق، وعِبارَات الحُبّ التي تَقول كُلّ شَيء، ولا تَقول شَيئاً مُحدَّداً..!
حَسناً.. مَاذا بَقي..؟!
بَقي القَول: يَا لهَذه المَرأة التي جَعلت الرّؤوس تَنتصب، والعقول تَنجذب إلى حيثُ المُتعة واللذة والسَّعادة، حِين يَمتزج المُحبّ بحَبيبه، والمَريض بطَبيبه، والبَعيد بقَريبه..!.

أحمد عبدالرحمن العرفج

Arfaj555@yahoo.com

يوميات النساء بين القدر والقضاء

الحبر الأصفر
يوميات النساء بين القدر والقضاء

مُنذُ أَنْ خَلَقَ الله البَشريّة، والمَرأة شَاغِلةٌ للرَّجُل، والرَّجُل هَاجسٌ للمَرْأَة، وكُلٌّ مِنهما يُحاول أَنْ يَتآمَر عَلَى الآخَر، سَواء كَانت مُؤامرة نَاعِمَة، أَم مُؤَامرة خَشِنَة.. مِن هَذا البَاب دَعونَا -بَين شَهرٍ وآخَر- نَجول بَين الكُتب، لنَستخرج يَوميّات صَالِحَات للرِّجَال والنِّسَاء، لَعلَّها تُسَاهم في نَزع فتيل الحَرب بَينهما، فيُوقِّعَا اتفَاقيّة سَلَام، لَا تُشبه اتفَاقية «كَامب دِيفيد»..!

(الأحد)
يُقال: «إنَّ العَالَم يَحكمه طِفل».. وإذَا سَألتموني عَن مَدَى صِحّة هَذه المَقولة، سأُحيلكم إلَى أَحد ملُوك اليُونَان، الذي صَرخَ قَائِلاً: (وَلَدِي أَقدَر اليُونَانيّين، فأنَا أَحكُم اليُونانيّين، وأُمّه تَحكمني، وهو يَحْكُم أُمّه)..!
(الاثنين)
النَّاس لَا تَعرف العِلْم؛ إلَّا عَن طَريق النَّقل مِن العُلَمَاء، والكَلَام -كَما قَال الجَاحِظ- فَضيلَةٌ مِن الفَضَائِل، إذَا أَحسنَّا استخدَامه، ولَكن هَذا اللِّسَان إذَا كَان بَين فَكّي المَرأة، فإنَّ وَظيفته تَختَلف عَن وَظيفة اللِّسَان عِند الرَّجُل، ولذَلك قَالوا: (اللِّسَان أَدَاة نَافِعَة إذَا لَم يَكن لامرَأة)..!
)الثلاثاء)
الكَذِب صِفَة قَبيحَة، سَوَاء كَان مِن قبيل الكَذِب الأَبيَض، أَو الكَذِب الأَسوَد.. ولَكن هُنَاك استثنَاءَات يَجوز فِيهَا الكَذِب، حِين تُقلِّل الكِذْبَة مِن الأضرَار، وقَد حَدَّد الفَيلسوف «فرانس»، صنفين مِن النَّاس، يَحقُّ لَهما الكَذِب عِند الضَّرورَة، حِين قَال: (النِّسَاء والأطبَّاء هُم الذين يَعرفون -فحَسب- مَتَى يَكون الكَذِب ضَروريًّا؛ ومُفيداً للرَّجُل)..!
(الأربعاء)
المَرأة تَصْلُح للجَمَال، وتَصْلُح للمَطبَخ، وتَقوم بدور السّكرتَاريّة عَلَى أَكْمَل وَجه، وتُربِّي الأطفَال كأَحسَن تَربية.. ولَكن هُنَاك وَظَائِف لَا تَصْلُح المَرْأَة لَهَا، ذَكر شَيئاً مِنهَا الفَيلسوف «لوثر» حِين قَال: (كُلُّ الثِّيَابِ تَصلُح للمَرْأَة؛ إلَّا ثَوب الحِكْمَة)..!
(الخميس)
لَا أَتعجَّب حِين يَشنُّ الرَّجُل حَربًا عَلَى المَرأة، ولَكنِّي أَتعجَّب حِين تَشنُّ المَرْأَة حَربًا عَلى بَنَات جِنسها، مِثل «مَدَام دو ستال»، حَيثُ تَقول: (أَنَا سَعيدة لأنَّني لَستُ رَجُلاً، حَتَّى لَا أَضطرُّ للزَّوَاج مِن امْرَأَة)..!
(الجمعة)
رَغم كُلّ الهجُوم الذي يَشنّه الرِّجَال عَلَى النِّسَاء، إلَّا أَنْ هُنَاك مَقولات تَعترف بمَكَانة المَرأة وتُنصفها، وتُشبّهها بأَعذَب التَّشبيهَات وأَحلَاها، ومِن أصحَاب تِلك الاعترَافَات الأَديب «محمد الطوبي»، حَيثُ يَقول: (أعتَبر المَرْأَة وَطَنًا نَسكن فِيهِ، وأَعتَبر غِيَابها كالمَنْفَى في بِلَاد الصَّقيع)..!
(السبت)
هَل المَرْأة كَتُومَة وتَحفَظ الأسرَار؟.. الإجَابَة عِند شَيخنا «أبوسفيان العاصي»، حَيثُ يَقول: (لقَد وَجدتُ عَشرَات الرِّجَال؛ يَعملون في وَظيفة «أَمين سِرّ»، ولَكنِّي لَم أَجِد طُوَال حيَاتي امرَأة؛ تَعمل في وَظيفة «أَمينة سِرّ»، لأنَّ المَرأة لَا تَحفَظ الأسرَار)..!!

وصف الكلمات لوقف النساء الغاضبات ..!

الحبر الأصفر
وصف الكلمات لوقف النساء الغاضبات ..!

دَائماً نُمجّد تُراثنَا، ونَتغنّى به، ونَعتبر أنفسنَا أُمَّة ذَات تُرَاث إنسَاني عَريق، ولَكن –ومَا بَعد لَكن مُرّ أحيَاناً- لا نَستفيد مِن هَذا التُّرَاث، بَل فَقط نَذكره مِن بَاب التَّفاخُر بالقَول، ونَنسَاه حِين التَّطبيق والعَمَل..!
قَبل أيَّام، كُنتُ أتصفَّح كُتُب الوَقف، وأصَابتني الدَّهشَة مِن تِلك الأوقَاف التي أُنشئت لأهدَافٍ إنسَانيةٍ نَبيلة، وكُلُّنا نَعرف أنَّ الوَقف هو (حَبس الأصل وتَسبيل المَنفعة)، بمَعنَى أنَّ الوَقف مَثلاً –إذَا كَان مَنزلاً سَكنيًّا- يَبقَى لصَاحبه، ولَكن يَنتفع بسُكنَاه كُلّ محتَاج إليهِ مَجّاناً..!
وهُنا دَعوني أستَعرض بَعض الأوقَاف؛ التي كَانت مَوجودة في الدّولة العبّاسية، ومِنها "وَقف الكِلَاب الضَّالة"، وهو مَكان في عدّة جهَات (يُنفق مِن ريعه عَلى إطعَام الكِلَاب؛ التي لَيس لَها صَاحب، استنقَاذاً لَها مِن عَذاب الجوع، حتَّى تَستريح بالمَوت أو الاقتنَاء)..!
ومِن الأوقَاف أيضاً "وَقف الأعرَاس"، وهو مَكان (لإعَارة الحُلي والزّينة في الأعرَاس والأفرَاح، يَستعير الفُقرَاء مِنه مَا يَلزمهم في أفرَاحهم وأعرَاسهم، ثُمَّ يُعيدون مَا استعَاروه إلَى مَكانه، وبهَذا يَتيسَّر للفَقير أنْ يَبرُز يَوم عُرسهِ بحُلّةٍ لَائِقة، ولعَروسهِ أن تَظهر في حُلَّة رَائِقة أيضاً، حتَّى يَكتمل الشّعور بالفَرَح، وتَنجبر الخوَاطِر المَكسورة)..!
أمَّا الوَقف الثَّالث فهو "وَقف النِّسَاء الغَاضِبَات"، وهو مَكان (يُؤسَّس مِن ريعه بَيت، ويُعدُّ فِيهِ الطّعام والشَّراب، ومَا يَحتاج إليهِ السَّاكِنُون، تَذهب إليهِ الزّوجة التي يَقع بَينها وبَين زَوجها نفُور، وتَظلُّ آكلة شَاربة؛ إلَى أنْ يَذهب مَا بَينَها وبَين زَوجها مِن الجَفَاء، وتَصفو النّفوس، فتَعود إلَى بَيت الزَّوجيّة مِن جَديد)..!
حَسناً.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القول: هَذه بَعض نَماذج الوَقف في التَّاريخ الإسلَامي، فلنتدبَّرها، ثُمَّ نتدبَّرها أيضاً، وحتَّى يَكتمل التَّدبُّر؛ انتَظروا مَقال الغَد، الذي يَتناول نَماذج مِن الأوقَاف الأُخرَى..!!!

أحمد عبدالرحمن العرفج
تويتر: Arfaj1

Arfaj555@yahoo.com

وَعي نِسَائِي تِجَاه تَعدُّد الزَّوْجَات!

وَعي نِسَائِي تِجَاه تَعدُّد الزَّوْجَات!

في السِّياق الثَّقافي والاجتماعي تَتنافر المُعطيات، وتَبْرز الجرائد على مُستوى السَّطح، طالبة الوقوف، والتَّوقُّف لِمَن كان له سَمع، أو ألقى نظرة وهُم من جُملة الشَّاهدين، أو المُشاهدين من أمثالي!! 
تأتي جرائد الصباح برائحتها المُعتادة، وحبرها القديم، وإذا كُنت مثلي تَقرؤها على خيوط الشَّبكة، مُنذ تَلْقَاهَا في الخامسة صباحاً مُعبَّأة في رقائق الحاسب، تُوشك أن تخرج من زجاجها الرّهيف لتُعانق صمت عينيك، وضوء بُعدك!!
العنوان برأس الصَّفحة يقول: "أول امرأة تُؤسس جمعية لتَعدُّد الزَّوجات، وتسعى لتزويج زوجها مرة أخرى".. يا الله!
وبجانب هذا العنوان امرأة ذات حُسن وجمال تجيب على الأسئلة لفك ما أُغلق، وكشف ما استتر!!
حسناً من هي هذه التي أسَّست هذه الجمعية: إنَّها "سيّدة مصريّة مُتزوجة تُدعى "هيام دربك" تُدير وكالة إعلام "عرب برس" أسَّست أوّل جمعية من نُوعها في مصر تهدف إلى تشجيع تعدُّد الزَّوجات"!!
وتشرح السيّدة هيام الدَّوافع لإنشاء هذه الجمعيّة بقولها: "إنَّ الذي دفعني للتفكير في إنشاء هذه الجمعيّة، في هذا الوقت بالذات، هي الضجّة الإعلاميّة والاجتماعيّة المُثارة حول حدثين بالغي الأهمية، أحدهما في مصر، والثاني في الولايات المتحدة الأمريكية.
أما الحدث الأول الذي تحوَّل إلى حدث السَّاعة، على صفحات الحوادث في الصّحف العربيّة فبطله رَجُل أعمال يمتلك سلسلة محلات شهيرة، أُلقي القبض عليه بتُهمة أنَّه مزواج.. ثم تبيّن من التحقيقات، أن الرَّجُل بشهادة زوجاته كان يُعاملهن مُعاملة حَسنة، يتزوّج النِّساء بالمعروف، ويُفارقهن بإحسان، ومثل هذه القضيّة أثارت حفيظة المُجتمع المَصري - حَسب تعبير السيّدة هيام - التي تُتابع باستمرار علاقات رجال الأعمال الجُبناء غير القادرين على الزَّواج!!
والحدث الثَّاني وقع في أمريكا عندما مَثَل أمام القضاء رَجُل آخر مُتّهم بِتَعدُّد الزَّوجات، والجمع بين خمس نساء في وقت واحد، وتناقلت وكالات الأنباء صورة لإحدى زوجات الرُّجُل، وهي تبكي لأن زوجها يُواجه حُكماً بالسجن قد يصل إلى 25 عاماً!!"
وتضيف السيّدة "الفاضلة" هيام قولها: "الحادثتان على بُعد المسافة بينهما، دليل على ظاهرة اجتماعيّة واحدة يُعاني منها العالم أجمع تقريباً في الوقت الرَّاهن، وهي اعتراض مُعظم رجال العالم على الزَّواج، وتحمُّل المسؤوليّة، وإذا تزوَّج فيكتفي بزوجة واحدة، وبالتَّالي تظهر على السَّطح مُعاناة الفتيات من العنوسة التي تُحطِّم الأنثى نفسيًّا واجتماعيًّا، وتُعرِّضها لأن تُصبح فريسة سهلة للانحراف، وفي ظل مثل هذا الوضع الاجتماعي المُريب.. يصبح خروج رجل هُنا، أو هُناك بشرع الله عن هذا الوضع، بزواجه أكثر من امرأة جريمة لا تُغتفر، وإذا كان رب العالمين هو الذي شرع تَعدُّد الزَّوجات، فلا يجوز للبشر أن يُجادلوا في هذه الحكمة الإلهيّة!!".
وتؤكد السيّدة هيام رأيها بالقول: "لقد اعترف لي أحد الفرنسيين، وهو يُشهر إسلامه في الأزهر الشَّريف منذ بضع سنوات، وكُنت أُجري معه حواراً صحفيًّا حول أسباب اعتناقه الإسلام، اعترف أن أحد أهم الأسباب هو أن الإسلام يصون الرَّجُل مثلما يصون المرأة، فهو يُبيح للرَّجُل أن يتزوَّج أكثر من امرأة، وهذا يصونه من الانحراف خارج المنزل، ويحميه من الأمراض العضويّة والنفسيّة، فهل نُحرِّم على أنفسنا بسبب "الغيرة الحمقاء" ما أحلّ الله؟!"!!
وحين سُؤالها عن مُوافقتها على زواج زوجها مرة أخرى، قالت: "نعم، بل إنني أقوم بمُحاولة لتزويج زوجي على الرغم من حُبي له، وأنا مُستعدّة لأن أخطب له من يُريدها، لأنَّني واثقة أن أجري كبير – إن شاء الله - يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم".
وتشرح السيّدة هيام منهجها في هذه الجمعيّة بقولها: "إنَّ الخطوة الأولى.. هي تعريف الرِّجال بشروط التعدُّد القائمة على العدالة بين الزَّوجات، وإقناع النِّساء بقبول فكرة التعدُّد، حتى نُهيئ المُجتمع أولاً لِتَقبُّل تلك الفكرة بعيداً عن العادات البالية التي تُخالف الشَّرع"!
وعن قبول الفكرة تقول: "لقد اتصلت بي أعداد كبيرة "من الجنسين"، وأبدوا تَفهُّماً رائعاً لتلك الفكرة، واستعدادهم لدعمها"!!
وتختم السيّدة هيام مُقابلتها - بكلام بسيط يفيض بالحس الواعي - تقول: "إنَّني أُعلنها صريحة لبنات جنسي لا تشتروا الدُّنيا بالآخرة، ولا تَمنعكُن العواطف من إقرار شرع الله، لأن تعدُّد الزَّوجات أصبح "فريضة غائبة" بسبب أنانيّة النَّساء "العربيّات" لدرجة مُخالفتهن شرع الله بإثارة المشاكل، وطلب الطلاق الذي يجعل الرَّجُل يقف مكتوف اليدين خوفاً من تشريد الأسرة والأولاد!
يا معشر النِّساء حرام عليكن، فلولا أن الله سبحانه وتعالى يعلم أن الرَّجُل سوف يحتاج في حياته أكثر من امرأة ما كان سبحانه وتعالى، قد حلل ذلك للرَّجُل وأعطاه رُخصة الزَّواج من أربع نساء، بشرط وحيد يستطيعه أي رَجُل، وهو "العدل"!!".
هذا ما قالته، فماذا أنتم قائلون؟.. إنَّها قفزة نوعيّة في سياق العقليّة النِّسائيّة التي تُحاول أن ترى الواقع لا الأحلام، وتُشاهد الشَّمس لا الإضاءة المؤقتة.. القضيّة في بدايتها.. ومُعظم الوعي من مُستصغر الفكر!! وكل عام والجميع في تعدُّد أو انفراد أو عنوسة، أو عزوبيّة من أمثال العبد غير الفقير !!
أحمد عبدالرحمن العرفج

Arfaj555@yahoo.com

أَنْتَ رَجُلٌ مُتَحَامِلٌ عَلَى النِّسَاء ..!

أَنْتَ رَجُلٌ مُتَحَامِلٌ عَلَى النِّسَاء ..!

قَد يَتوهَّم المَرء معرفة الطَّريق، ولكن هَذا الوَهم لا يَدوم طَويلا، فمَا أن تَرى مَواقع الآخرين، يَتبيّن لك أين تَقع، وقد يَتعجَّب الكَاتِب حِين يَجد نَفسه وقد حُشر في زَاوية هو أبعد مَا يَكون عَنها!!
وأصدق مُؤشِّر على موقع الكَاتب يَصدر مِن القَارئ، ذَلكم الصَّامِت الذي يُحدِّد جُغرافيّة وتَضاريس مَن يُمارس الكِتَابة!!
قَبل مَجموعة من الأيَّام نَشَرتُ مَقالاً عن المكياج وتزييفه للحَقيقة، وهو رَأي يَحتمل الخَطأ قبل أن يَحتمل الصّواب، ولكن المَقال كَشف للحبر الأصفر مَوقعه من خلال تَداعيّات القُرَّاء، فهذه الأولى تَقول:
(لا أدري لماذا كِتَابَاتَك عن النّساء دائما عَدائيّة واستفزازيّة؟! أنَا أُتابعك مُنذ مُدة، وأُلاحظ بين كُل ثَلاثة أو أربعة مَواضيع تُصدرها؛ تَعود لنا بموضوع يَضرب في النّساء في الصّميم، وكأنَّهنَّ غُرفة التَّنفيس لك!!
يا أخي ألا يَكفينا الظُلم الوَاقع عَلينا، لتأتي أنت وتزيدنا قَهرا وظُلما؟!.. هل تُريد منَّا أن نموت أكثر من موتتنا هذه؟!.. هل تَتمنَّى لنا عَيشاً أسوأ كي تشعر بالراحة والاسترخاء؟!.. السّعوديّات يَعشن في قبورٍ مَفتوحة لدفنهنَّ في أي لحظة تُسمى بيوتاً، يُحيط بهنَّ عُنف القَبيلة، وعُنف الأسرة، وعُنف المُجتمع، وتَأتي أنتَ لتُزيدنا جُرعة عُنف بكِتَابَاتك العَدائيّة، وقَلمك القَاسي هذا.. خَاف الله يا رَجُل.. وابحَث عن مَكان آخر تُنفِّس فيه عَن غَضبك وكَبتك!!
وهذا الثاني يُؤيّد المكياج، ويقول:
(أعتقد أنَّه لا عيب في أن تَتزيّن المرأة وتَتكحَّل وتَتجمَّل وتَتغنَّج، بَل هذه الأشياء تُزيد في أنوثتها ودَلعها، وهل هُناك أجمل من دلع وغَنج النّساء، وقد وَصفهنَّ الرَّسول صلى الله عليه وسلم بالقوارير لِنعومتهنَّ ورِقتهنَّ؟!!
وفي مُجتمعنا السّعودي.. بالرَّغم من الشَّكوى الزَّائدة من الرِّجَال من كثرة شِراء نِسائهنَّ لمساحيق التَّجميل، فإنهم -نفس الرِّجَال- دائماً ما يُبدون إعجابهم بمُذيعات القَنوات الفَضائيّة!!
اتركوا بل وانصحوا نِساءنا كي يَتجملنَّ في بيوتهنَّ لأزواجهنَّ.. فهذا أجدى لإبراز أنوثتهنَّ، ولغض طرف أزواجهنَّ!!
وهذا ثالث يقول:
أنتظر مَقالك لأفشّ خلقي.. ولأبق البحصة من تحت لساني.. كم امرأة وضعت لوجهها قِناعاً أخفت خَلفه خُدوداً هزيلة، وشفاهاً رقيقة، ووجهاً خشناً كالمَبرد جَلَسَتْ تَصنعه لسَاعات، وزوجها المسكين مَشَّط بدقائق ما على رَأسه من شَعرات وجَلَس يَنتظر!!
والمُصيبة الكُبرى أنَّ التّلفاز ورَّط الرِّجَال قَبل النِّساء، فكُلهنَّ يُردنَ أن يَتشبّهنَّ بفُلانة وعلتانة بنَفخ الخُدود وشَفط القعود وحَقن النِّهود.. ومَن المُبتلي الوَحيد؟!.. الرَّجُل العَتيد، فكُلفة العيادة بعَشَر رَوَاتِب وزيادة!!.. والجديد الآن عَمليّات التَّجميل.. فلا حواجب تُصبغ، فـ(التاتو للحواجب) أصبَغ.. ولا قدّ ميّاس من الرَّشاقة، بل من شَفط الدّهون لا من الرياضة.. والعيون تَتلوّن بالأخضَر والأزرق والأحمر.. زَمن والله أغبر.. أغبر!!
على ذكر العيون الحَمراء: كأنّي أرى أنَّ عيوناً مِنك احْمَرَّت.. فانتبه لخُطاك من شَرِّ أو كيد قد يَحلّ عَليك.. "فكيدهنَّ عظيم"!!
وهذا رَابع يَقول:
(إنَّ شريك المَرأة الثَّاني -باعتبار الرَّجُل الشّريك الأوّل- هو المكياج المَخبوء بجزدان يَدها وهو آخر ما يُفارقها للسَّرير.. ويُساند المكياج الآن مُصيبة جيوب الأزواج، وغنيمة أطباء العلاج، إنَّها عمليّات التّجميل، ورُبَّما يُعتبر المكياج عند البعض "غَرراً"، لأنَّ النَّاظِر لا يَعلم حقيقة ما يَرى في الوَجه، وكما لاحظت يا أستاذ أحمد -في الآونة الأخيرة- أنَّك تُناكف بكِتَاباتك من هُم حَولك.. ولكن حذارِ من النّساء لأنَّ "كيدهن عظيم".. فانتبه لنفسك!!.

أحمد عبدالرحمن العرفج

Arfaj555@yahoo.com

مَدِيح واستِجدَاء لإرضَاء النِّسَاء ..!

مَدِيح واستِجدَاء لإرضَاء النِّسَاء ..!

دَعت إحدى الأخوَات المُغاضبات -عَبر موقع الجريدة- إلى حَملة مُقاطعة لمَقالاتي، بَعد نَشر مَقال "المَرأة البَقرة"، حيثُ حَرَّضت هذه السيّدة -التي تَرمز إلى نَفسها بـ"بنت الرَّجاجيل"- عَلى قَطع رزقي "الكِتَابي" -سامحها الله- بَعد أن اتَّهمتني زُوراً وبُهتاناً بالتَّحيُّز للرِّجَال، واشترطت هذه السيّدة -التي تَدعو إلى مُعاملتي كـ"مُنتج دانماركي"- أن أكتب مَقالاً يُنصف النِّساء، قَبل إعادة النَّظر في تَطبيع العلاقات!
فطَفقتُ أبحث في مَحفوظاتي، عَن مَزايا هذه المَخلوقة العَجيبة، كي أنال رِضَاها وأتجنَّب سَخطها، فحَاول الشّيطان أن يُراودني عَن نَفسي، لأستخرج ما يزيدها حَنقاً، لكن كيده لم يَصمد أمام خوفي مِن كيدها، إن لَم أُقدِّم نذور الطَّاعة، قبل أن تَحين السَّاعة!
وقد أنقذني الدَّكتور -المتمشيخ نسبياً- "طارق السويدان"، حين وَجدتُ في كِتابه "صناعة القَائد"، بَعض الصِّفات التي تَتفوّق بها المرأة؛ عَلى شقيقها الرَّجُل، وأوّلها "المُشاركة" التي تَدفعها إلى حُبّ الاستشارة، وخيرُ دَليل عَلى ذَلك مَا فَعَلَته "مَلكة سبأ"، حين استشارت قَومها -كما وَرد في القُرآن الكريم-: (قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلأُ افْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهُدُونِ)!
أمَّا الصِّفة الثَّانية، فهي التَّعاطف الذي يُكسب المرأة الشّعور بالرَّحمة، وقَد ضَرَب "السويدان" المَثَل بامرأة "هارون الرشيد"، التي بَذلت جهوداً جبَّارة في سَبيل تَوفير المياه، لسقاية الحجيج!
كما تَتفوّق المرأة عَلى شقيقها الرَّجُل؛ في صفةٍ ثَالثة وهي الإبداع، حيثُ تُشير الدِّراسات –عَلى ذمّة "السويدان"- أنَّ المرأة أكثر إبداعاً مِن الرَّجُل بـ25%، مُستشهداً بما نَقلته السيّدة "أسماء بنت عميس" إلى الحجاز، مِن تَجارب أهل الحَبشة النَّاجحة، وقُدرتها الفَائقة في تَوظيفها لخدمة المُجتمع الإسلامي!
أمَّا الصِّفة الرَّابعة، فهي التَّفويض وإعطاء الصّلاحيّات، حيثُ أثبتت الدِّراسات -التي أجرتها الباحثتان: "دوديث رونز" و"سالي هيلجسن" في كِتابهما "الميزة الأنثويّة"- أنَّ المرأة لا تَميل إلى استخدام القوّة في العَمل، كما يَفعل الرَّجُل، وهي أكثر تَفويضاً في مَنح الصّلاحيّات للعَاملين معها!
وتَتمثَّل الصِّفة الخَامسة في بُعد النَّظر، الذي يُتيح للمرأة أن تَتطلَّع إلى المستقبل البَعيد، بعد أن أثبتت الدِّراسات –عَلى ذمّة "السويدان" أيضاً-، أنَّ حرص المَرأة عَلى جَمع المَعلومات، يُكسبها رُؤية أوسع مَدى مِن رُؤية الرَّجُل، مُؤكِّداً أنَّ قصّة زُهد امرأة "فرعون"، في مَلذَّات الدُّنيا ونَعيمها، خير دَليل عَلى نَظرتها المُستقبليّة، كما وَرد في القُرآن الكريم: (رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الجَنَّةِ)!
وسَادس الصِّفات التي تَتميّز بها المَرأة، قُدرتها على الاتّصال، الذي يُظهر أنَّ المرأة أكثر استعداداً للحوار، وأكثر انفتاحاً في الحديث عن قَناعتها، للوصول إلى حلول مُشتركة، فها هو "السويدان" يُبدي إعجابه بـ"مَلكة سبأ" مُجدَّداً، لأنَّها لَم تَضع الحرب في سلّم أولوياتها، بل أبدت حُسن نيّتها في المفاوضات، حين أَرسلت هديّة تَجسّ بها نَبض الطَّرف الآخر، كما ورد في القرآن الكريم: (وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ المُرْسَلُونَ)!
حسناً.. هذا ما تَسمح به المساحة اليوم، وآمل أن يُتيح لي الزَّمان فُرصة أُخرى، لاسترضاء بَنات حوَّاء، اللواتي تَصعب الحياة مَعهن وبدونهن في آنٍ وَاحد!.

أحمد عبدالرحمن العرفج

كلمة صفاء حول تشجيع الكرة عند النساء

الحبر الأصفر
كلمة صفاء حول تشجيع الكرة عند النساء

لَم يَعُد الاهتمَام بالشَّأن الرّياضي؛ ووَلَع تَشجيع "كُرَة القَدم"، حِكرًا عَلى الرِّجَال فَقط، بَل في الآونَة الأخيرَة؛ أصبَحنا نُلاحظ المُتَابعة والاهتمَام مِن قِبَل العُنصر "الأُنثَوي" للرّياضة -خَاصة الكُروي-، ومَا يَحويه هَذا الشَّأن مِن فَوزٍ وخسَارة، وفَرَح وتَرَح..!
قَبل أيَّام غَرّد عصفُوري الأَزرق؛ في سَمَاء المَوقع الشَّهير "تويتر"، بنَاصية يَقول فِيها: (أَظنُّ -ولَيس كُلّ الظّن إِثم- أنَّ اهتمَام "المَرأة الزَّائِد" بكُرَة القَدَم؛ يَجرح أنُوثتها، كَما أنَّ الاهتمَام بالفسَاتين يَجرح "رجُولة الرَّجُل").. وكالعَادَة، جَاءت تَفاعُلات سَريعة وردُود مُختلفة؛ مَا بَين المُؤيِّدة بصَرامة، والمُعَارِضة بشدّة، إضَافةً إلَى حَمل التَّغريدة عَلى مَا لَا تَطيق، وأعني بذَلك عَدم فَهم المَغزَى ممَّا طَرحتُه ومَا قَصدتُه، لذَلك خَصّصتُ مَقال اليَوم؛ للشَّرح والتَّوضيح، والطَّرح والتَّفصيل..!
إنَّنا نُلاحظ  اليَوم -وتَماشيًا مَع أجوَاء المُونديَال وكَأس العَالَم- أنَّ بَعض النِّساء يَهتممن بالرّيَاضَة وكُرَة القَدم؛ أكثَر مِن الرِّجَال أَنفسهم، -فمَثلاً- نَجد أنَّ هَذه المَرأة المُولعة بكُرَة القَدَم وبأَدق تَفاصيلها، تُخصّص مُعظم وَقتها لمُشَاهدة المُبَاريَات، ومَعرفة أوقَات بثّها عَلى القنوَات الفَضائيّة؛ بأيَّام أو حتَّى شهُور، إضَافةً إلَى حِفظ أسمَاء اللاعبين، ومَعرفة أجُورهم وسنوَات عقُودهم مَع الأنديَة المُختلفة، ومُحاولة اكتشَاف مَناطق انتقَالهم، وعَيشهم مِن بَعد الاعتزَال، وأكثَر مِن ذَلك "الفضُول" الذي يُلاحق بَعضهن؛ في مَعرفة زَوجات اللَّاعبين المُفضَّلين لَديهن... إلخ..!
حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: يُفضَّل بأنْ يَكون لَدى المَرأة؛ حِس التَّرفُّع والكِبريَاء عَن مِثل هَذه الاهتمَامَات؛ لأنَّها -باعتقَادي- تَجرح وتَخدش أنُوثتها ونعُومتها، إلَّا أنَّ هَذا لَا يُناقض كَلامي؛ ولَا يُمانع مِن مُشاهدتها لمُبَارَاة عَابِرة، مِن دُون وَلع أو مُوَاكَبَة دَائِمة..!!!

أحمد عبدالرحمن العرفج
تويتر: Arfaj1

Arfaj555@yahoo.com

كشف الغطاء عن رأي ابن الجوزي في النساء

الحبر الأصفر
كشف الغطاء عن رأي ابن الجوزي في النساء

عِندَما تَتصفَّح كُتب التُّراث؛ تَجد فِيها سَيلاً مِن المَعاني الفيّاضة؛ والحِكم الجبّارة، التي حِين تَقرؤها تَسأل نَفسك سُؤالاً بَسيطاً يَقول: يَا إلَهي، كَيف لَم أنتَبه إلَى هَذه الحِكْمَة..؟!
ومِن أهَل التُّراث الذين تَحدّثوا كَثيراً عَن المَرأة، العَالِم المَعروف "ابن الجوزي"، هَذا الرَّجُل لَه إشَارَات وتَلميحات، أغلَبها يَنحاز للرَّجُل، ويَصبُّ في نَهره الجَاري..!
مَثلاً يَقول "ابن الجوزي" –رَحمه الله-: (إذَا نَشزت المَرأة عَن الرَّجُل أو خَالفته في مَا هو حَقٌّ لَه، فلتُؤدَّب بإذنٍ مِن الله، وهو يَعظها، فإنَّ أصرّت عَلى الخِلاف هَجرها في المَضجع، فإن أصرَّت ضَربها ضَرباً غَير مبرح، سَوطاً أو سَوطين أو يَزيد قَليلاً)..!
تَأمّلوا النّص، ويَا حَبّذا لَو كَان مِن شرُوط عَقد النّكاح شِرَاء سَوط يُوضع احتيَاطاً، لأنَّ عدداً لا بَأس بِهِ مِن النِّسَاء يُخالفن أزوَاجهنّ..!
ورَغم قوّة هَذا الرَّأي وإسَاءته للمَرأة، إلَّا أنَّ "ابن الجوزي" في مَكانٍ آخَر يُهدي للزَّوجة نَصيحة أُخرى؛ يَجب عَلى كُلِّ زَوجة أن تَتأمَّلها، حَيثُ يَقولرَحمه الله-: (لا يَنبغي للمَرأة أن تَقرب مِن زَوجها فتُملّ، ولا تَبعد عَنه فيَنسَاها)..!
ومِن آرَائِه الشُّجَاعة أنَّه يُحمّل المَرأة الأعبَاء، حَيثُ يَقول -رَحمه الله-: (ويَنبغي للمَرأة أن تَصبر عَلى أذَى الزّوج .......)..!
وفي رَأي أعتَبره رَأياً تَقدميًّا وخَطيراً في فِكر "ابن الجوزي"، يَنصح هَذا العَالِم -رَحمه الله- الزَّوجين بأن يَنَامَا مُنفردين، ولَه في ذَلك حجّة قَويّة، وهي أنَّ النَّوم يَكشف العيوب، والعيوب إذَا انكَشَفَت تَضرُّ بالمَحبّة، لذَلك يَقول: فالاطّلاع عَلى بَعض العيوب يَقدح في المَحبّة، فيَنبغي للزَّوجين الحَذَر مِن ذَلك، ولهَذا تَرَى الأكَابر يَنامون مُنفردين، لعِلمهم أنَّ النَّوم يَتجدَّد فِيهِ مَا لَا يَصلح..!
وقَد كَان الشّيخ "عبدالحميد كشك" –رَحمه الله- يَنصح الأزوَاج بالنَّوم مُنفردين، لَيس مَخَافَة الاطّلاع عَلى العيوبكَما هو مَنهج الإمَام "ابن الجوزي"- بَل حِفَاظاً عَلى شَيء آخَر بَين الزَّوجين كَان يُسمّيه الشّيخ "كشك" -رَحمه الله- "الكَهربَاء الزَّوجيّة"..!
حَسناً.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: هَذه شَذرَات مِن فِكر الإمَام "ابن الجوزي"، تُوضّح رَأيه في المَرأة، وتَنحَاز للرَّجُل، أوردتُها كَما هي، فإنْ شِئتُم أو شِئتُنّ فاقبَلوها، أو ردّوا عَليها، أو تَجاهلوها، والثَّالثة أسلَم الخيَارَات..!!!

أحمد عبدالرحمن العرفج
تويتر: Arfaj1

Arfaj555@yahoo.com

كشف الخفاء في مماطلة النساء

الحبر الأصفر
كشف الخفاء في مماطلة النساء

عُرِفَ بَعض النِّسَاء بـ"اللَّكَاعَة" والمُمَاطَلَة والتَّغنُّج.. وقَد كُنتُ لسنوَاتٍ أَبحَث عَن دَليل، يُشير إلَى هَذه الظَّاهِرَة ويُثبتها، واستَمَر البَحث حَتَّى عَثرتُ عَلَى كِتَاب لِيبي؛ اسمه "أُغنيَّات مِن بِلَادِي"، للأُستَاذ البَاحث اللِّيبي "عبدالسلام قادر بوه"، حَيثُ يَذكر قِصَّة غَريبَة مَفَادها: أَنَّ أَحَد الشُّعرَاء قَابَل بَعض الفَتيَات يَرِدْنَ عَلى بِئر، فأَنشَد الأبيَات التَّالية، وكَان يُوجِّه شِعره إلَى فَتاة مُعيَّنة:
(قُولِي لِطَيفِكِ يَنْجَلِي عَن مَضْجَعِي وَقتَ المَنَامِ
كَي أَستريحَ وتَنطَفِي نَارٌ تُؤجَّجُ فِي العِظَامِ
دِنَفٌ تُقلِّبُهُ الأَكفُّ عَلَى بِسَاطٍ مِن سقَامِ
أمَّا أَنَا فكَمَا عَلمتِ، فهَل لوَصلِكِ عَلَى دَوامِ؟)!!
ورَدَّت عَليه تِلك الفَتَاة قَائِلَة: إنَّه شِعرٌ جَيَّد، ولَكن مَن أَدرَانَا أَنَّك قَائِله، فإذَا أَردتَ أَنْ تَنفي عَنَّا هَذا الشَّكّ، عَليك أَنْ تُعيد الأبيَات، ولَكن بقَافيةٍ جَديدَة. فأَنشَد الشَّاعِر:
(قُولِي لِطَيفِكِ يَنْجَلِي عَن مَضْجَعِي وَقتَ الرّقَادِ
كَي أَستَريحَ وتَنطَفِي نَارٌ تُؤجَّجُ فِي الفُؤَادِ
دِنَفٌ تُقلِّبُهُ الأَكفُّ عَلَى بِسَاطٍ مِن سهَادِ
أمَّا أَنَا فكَمَا عَلمتِ، فهَل لِوَصلِكِ مِن سَدَادِ؟)!!
ولَم تَكتفِ الفَتَاة بذَلك، بَل طَلَبَت مِنه أَنْ يُعيد الأبيَات بقَافيةٍ أُخرَى، فكَان أَنْ أَنشَد قَائِلاً:
(قُولِي لِطَيفِكِ يَنْجَلِي عَن مَضْجَعِي وَقتَ الهُجُوعِ
كَي أَستَريحَ وتَنطَفِي نَارٌ تُؤجَّجُ فِي الضّلُوعِ
دِنَفٌ تُقلِّبه الأكفُّ عَلى بسَاطٍ مِن دمُوعِ
أمَّا أَنَا فكَمَا عَلمتِ، فهَل لوَصلِكِ مِن رجُوعِ؟)!!
وأَصرَّت الفَتَاة عَلى أَنْ يُعيد الشَّاعِر نَفس الأبيَات؛ بقَافيةٍ أُخرَى، تَكون هِي المَرَّة الأَخيرَة، فلَم يَتردَّد الشَّاعِر، بَل أَنشَد:
(قُولِي لِطَيفِكِ يَنْجَلِي عَن مَضْجَعِي وَقتَ الوَسنِ
كَي أَستَريحَ وتَنطَفَي نَارٌ تُؤجَّجُ فِي البَدنِ
دِنَفٌ تُقلِّبُهُ الأَكفُّ عَلَى بسَاطٍ مِن مِحَنِ
أمَّا أَنَا فكَمَا عَلمتِ، فهَل لوَصلِكِ مِن ثَمنِ؟)!!
حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!
بَقي أَنْ نَقول: لَا نَعلَم نَتيجَة هَذه المُحَاورة، والتَّحدِّي والمُمَاطَلَة، ولَكن الأَكيد أَنَّ الرِّجَال والنِّسَاء فِي السَّابق، كَانوا يَلتَقون عِند آبَار الميَاه، وأَنَّ المَرأَة كَانت تَتعلَّم مِن المَاءِ "التَّهرُّب والتَّسرُّب"، وصعُوبة القَبض عَليهَا، كَمَا هي صعُوبة القَبض عَلَى المَاءِ..!!

أحمد عبدالرحمن العرفج
T: Arfaj1

Arfaj555@yahoo.com

في ذلك اللقاء تعالت أصوات النساء

في ذلك اللقاء تعالت أصوات النساء

ضمن فَعاليّات سوق عُكاظ؛ كَانت هُناك مُحاضرة شيّقة حَرصتُ على حضُورها، وكَانت بعنوَان: (تَجارب الكُتَّاب)، أدَارها الأستاذ "فهد ردة الحارثي"، وكَان طَرفَاهَا الأديب المسرحي المَغاربي المَعروف "عبدالكريم بو رشيد"، والكَاتِب المسرحي "محمد العثيم"..!
وللأمَانة، فقَد كَانت تَجربتهما مُتأنّقتان وشَيّقتان، ومَا أجمَل أن يَتكلَّم الإنسَان عَن ذَاتهِ ببوحٍ صَادقٍ وشَفَّاف.. كَانت المُحاضرة أصبُوحَة أدبيّة، حَيثُ عُقدت في تَمام السَّاعة العَاشرة والنّصف، ولَم يُنغِّص عَلينا تِلك الأصبُوحة إلَّا ثَرثرات بَعض النِّساء، وأصوَاتهن التي تَأتي إلينا مُخترقة الحَاجز الخَشبي؛ الذي يَفصلنا عَنهن، وحِين تَعالت الأصوَات استَاء الحضور، فكَتبتُ في لَحظتها تَغريدةً أقول فِيها: (فِعلاً المَرأة لا تُقدِّر المَعرفة، لأنَّهنَّ يَجلسن في الجُزء المُقابل لَنا، وفي أثنَاء المَحاضرة يُثرثر بَعضهن ويَتحدَّثن أحَاديث خَاوية لا قِيمة لَها)..!
كَتبتُ هَذه التَّغريدة أملاً أن يَسكتن، أو يَخفضن أصوَاتهن، ولَكن مَا حَدَث هو العَكس، لذَلك كَتبتُ تَغريدةً ثَانية أقول فِيها: (ثَرثرة بَعض النِّساء في القَاعة بَدأت تَتزايد بَعد التَّغريدة.. هَل التَّشويش صار مِن وَظائف المَرأة، بَعد أن كَان مِن وظَائف الإذَاعَات؟!).. حَسبُنا الله ونعم الوَكيل..!
إنَّ ثَرثرة تِلك النّسوة في خَطٍ مُوازٍ مَع كَلام المُتحدِّثين في المُحاضرة؛ لهَو شَيء يَجلب الإزعَاج، ويَستدعي التَّذمُّر، وكُنتُ أتمنَّى أن يَسكتن، ولَكن هَذا لَم يَحصل.. والعَجيب أنَّ قُرَّاء "تويتر" أخذوا يُدافعون عَن أفعَال الثَّرثرة، فهَذا يَرد عَليَّ قَائلاً: (المَرأة لَديها قُدرة فَائقة عَلى الاستمَاع والحَديث؛ والتَّأمُّل والتَّفكير في آنٍ وَاحد، والرَّجُل لا يَستطيع ذَلك أبدَا.. إيش فهّمكم أيها الغيورين؟)..!
أمَّا صَديقنا الكَاتِب -في جريدة الرّياض- "قاسم الرويس" فقَال: (إنَّك لا تَدري، يمكن يَتساءلون: هَل كَانت الأبقَار تُباع في سوق عُكاظ ولّا مَا تُباع)..!
أمَّا الكَاتِب الصَّديق "صالح التويجري" فقَال: (جرّب أن تَسأل أكثَر النِّساء انشغَالاً عَن المُحاضرة، وسَوف تُعيد لَك تَسميع المُحاضرة، مَع ذِكر تَفاصيل الحضُور، إضافةً إلَى مُتابعة الثَّرثرَة... المَرأة رَادَار فلا تَقلق)..!
كَما أنَّ إحدَاهن رَدَّت مُوبّخة لِي قَائلة: (الله أكبَر.. يَعني أنت كُلَّك آذَان صَاغية.. ألم تَكُن تطقطق عَلى "تويتر" أثنَاء المُحاضرة؟)..!
حَسناً.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: إنَّ ثَرثرة بَعض النِّساء أثنَاء المُحاضرات؛ أصبَح عيباً مُتفاقماً يَوماً بَعد يَوم، وهَذا يَدلُّ عَلى الاستهتَار في المَعرفة، واحتقَار العِلْم لَدى بَعضهن، فقَد عَلَّمنا سَلفنا الصَّالح أنَّ الاستمَاع لَه آدَاب، فمِن حُسن الاستمَاع أن تَنصت وتَنظر إلى مُحدِّثك، حتَّى تُعطيه المَكانة اللائقة بهِ وبحَديثه، ولَكن هَذا لَم يَحدث في تِلك المُحاضرة، وقَد سَألتُ أحَد العَارفين ببَواطن الأمور؛ عَن سَبَب تَعالي الأصوَات في القسم النِّسائي فقَال: (يَا فَالح شغّل مُخّك لتَفهم الأمور، فهَذه خطّة مِنهن ليَقُلن: نَحنُ هُنا قَد حَضرنا المُحاضرة، بَينما الرِّجَال مَازَالوا في ثَباتٍ عَميق)..!!!

أحمد عبدالرحمن العرفج
تويتر: Arfaj1

Arfaj555@yahoo.com

فهم النساء بين اليأس والرجاء

الحبر الأصفر
فهم النساء بين اليأس والرجاء

كُلّما تَأخَّرتُ في الكِتَابة عَن المَرأة وقضَايَاهَا، وعَرض أقوَال الفَلاسفة حَولها وعَنها وفِيها ولَها، طَالبني القُرّاء والقَارئات بقوّة الحُبّ و"الميَانة"؛ أنْ أَعود لهَذا الحَقل الأُنثَوي وأَحرث فِيهِ، لأُخرج الجَميل والأصِيل، والنَّبيل والجَليل مِنه..!
وعِندَما شَبّهتُ المَرأة بأوصَافٍ؛ فِيها مِن المَلَاحَة والطَّرَافَة الشَّيء الكَثير، لَم يَبقَ أَحَد في طُول البِلَاد وعَرضها إلَّا وهَاجمني، مَع أنَّني لَم أَقُل إلَّا شَيئاً يَسيراً ممَّا قَاله النَّاس قَبلي، فمَثلاً يَقول الفَيلسوف "كلود باستور": (المَرأة هي النَّاقة التي تُسَاعد الرَّجُل عَلى اجتيَاز صَحرَاء الحيَاة).. يَا تُرى لَو قَال هَذا القَول "أحمد اليتيم"؛ مَاذا ستَقول عَنه المُتَربّصات مِن النِّساء..؟!
ولَعلَّ هَذا القَول ألطَف كَثيراً مِن رَأي الأديب السَّاخر "جورج برنارد شو"، حَيثُ نَزَع اللُّطف والرِّقّة مِن المَرأة المُتزوّجة، وفي ذَلك يَقول: (تَظلُّ المَرأة مِن الجِنس اللَّطيف إلَى أنْ تَتزوَّج)..!
وقَد سَألتُ أحَد أصحَابي: لِمَاذا لَا تُقلع عَن السَّجائِر؟ وهو يَعرف أنَّني كُنتُ شَيخاً سَابقاً، وأُحرّم التَّدخين حتَّى الآن، وقَد تَركتُ المَشيخة، ومَازلتُ مُصرًّا عَلى التَّحريم.. سَألته هَذا السُّؤال فقَال: (يَا أبَا سُفيان، اعْلَم –رَحمك الله- أنَّ السيجَارة والمَرأة قَلَبَتَا حيَاتي، فأنَا لَا أَستطيع أنْ أَعيش مَعهما ولَا بدُونهما)..!
أمَّا مِن حَيثُ أفكَار المَرأة، فأرَى أنَّها تَسير بسُرعة جنونيّة، يَجب أنْ يَتصدّى لَها نِظام سَاهر الرِّقَابي، ولَكن فيلسوفنا الكَبير "أندريه موروا" يَقول: (أفكَار الرَّجُل تَسير بسُرعة الطَّائِرة، وأفكَار المَرأة تَسير بسُرعة القَدمين).. ويَبدو أنَّ هَذه المَقولة قَالها "العمّ أندريه"؛ عِندَما عَلِمَ أنَّ قيَادة المَرأة للسيّارة لَدينا فِيها جَدلٌ كَبير، لذَلك يَجب أنْ تَحمل أفكَارها مَعها سَيراً عَلى الأقدَام..!
وحَتَّى لَا نَظلم المَرأة، هُنَاك مَقولة للفَيلسوف "بسمارك"، يَعترف فِيها بفَضل زَوجته، حَيثُ يَقول: (إنَّ امرَأتي هي مَن جَعلتني مَن أَكون).. ولا نَدري هَل قَال ذَلك تَحت تَأثير الفَرح والسَّعادة، أم تَحت تَأثير النَّحس والبَلَادة..؟!
حَسناً.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: لَا أَروَع ولَا أبدَع مِن ذَلك العَفَاف؛ الذي يَتحلّى بِهِ الرَّجُل حِين يَتعَامل مَع النِّساء، وإنْ أَردتُم عَلى ذَلك دَليلاً، فسَتجدونه لَدَى عَالِمنا وشَيخنا "ابن سيرين" حِين يَقول: (إنِّي لأرَى المَرأة في المَنَام، فأَعْلَم أنَّها لَا تَحلّ لِي، فأصرف بَصري عَنهَا)..!!!

أحمد عبدالرحمن العرفج
تويتر: Arfaj1

Arfaj555@yahoo.com

شَهادة العُظمَاء في شَهامة النِّسَاء ..!

شَهادة العُظمَاء في شَهامة النِّسَاء ..!

قبل أيَّام، كَتبتُ مَقالاً عن ضَرورة إعادة النَّظر في تَقليد "إغلاق المَحلَّات وَقت الصَّلاة"، وخاصَّة تلك المَحلَّات التي تَقع في الطُّرق بين المُدن.. وقد استند المَقال إلى دراسة شرعيّة، قام بها البَاحث الشَّرعي الأستاذ "عبدالله العلويط"، توصَّل في نهايتها إلى أن "إغلاق المَحلَّات وقت الصَّلاة، هو بِدْعَة مِن البِدَع"..!
كُلُّ هذا الأمر مَرَّ وذَهبَ مع الرِّيح والوَرق، والصَّوت الجَريح.. ولكن المقال في حينه لَقيَّ تَعنُّتاً شَديداً، ورَفضاً عَنيداً، ومَقتاً جَديداً، الأمر الذي جَعل الكَاتِبة القَديرة "البتول الهاشميّة" –حفظها الله- تَنظر إليَّ بعين الشَّفقة والعَطف، وتسلُّ مِن سيفِ قَلمها حبراً يَنساب على الوَرق دفاعاً عنِّي، مُتَّخذة مِن السَّجع -الذي اقترفه- عنواناً لها، فكَتَبَت مَقالاً تَحت عنوان: "أحقيّة العَرفج فيما استنتج"، وهو مُستقرٌّ على هذا الرَّابط: www.al-madina.com/node/239222، وبهذا دَافَعَت دِفَاعاً مُستميتاً عن قضيّة "فلسطين" العَرفجيّة..!
حَسناً.. ما المَطلوب مِن هذا القَلم الآن..؟!
مَطلوب منه الاعتراف؛ بأنَّ صاحب هذا الحبر لم يَقف معه ولم يُؤازره إلَّا النِّساء، تلك اللواتي لا يَكْفُرْنَ "العَشير الثَّقافي"، في حين أنَّ الرِّجَال – الذين يُقال عَنهم أوفياء- ذَهبوا كما ذَهب الهَوى بمخيلتي وشَبابي، وأقمتُ بين مَلامةٍ وعِتابِ..!
حقًّا.. إنَّني فَخور بهذه "الجيوش النِّسائيّة" التي تُدافع عنِّي، مَع أنَّني لا أعرف أي مِنهن، ورغم أنَّني كَتبتُ كثيراً عن "المرأة البقرة"، و"البقرة المرأة"، ولكن المرأة بذكائها -الذي تغلب فيه الرَّجُل- تُدرك أنَّ القَلم –هُنا- يَنتقد المرأة طَمعاً في أن تَكون هي الأفضل والأجمل والأكحل..!
هُنَّ يَعلمن أنَّ القلم يُردِّد دَائماً ما صَاغه الشَّاعر العَذب "عمر أبوريشة" حين قال:
عَلِمَ اللهُ ما انتقدتُك إلَّا
طَمَعاً في أن تَكونَ فَوق انتقَادي
إنَّني حَفيٌّ بهذه "الهاشميّة"، وبعشرات الأسماء اللواتي يُعلِّقن في موقع الجريدة، ويُدافعن عنِّي، مِن أمثال المُبدعات: "حكيمة الكون، شيخة الدنيا، بنت البدو، زهرة النرجس، عجوز بريداوية، ميم، د. دجاجة"... إلخ..!
صحيح أنَّ أكثر هذه الأسماء مُستعارة، ولكن ما الضّير في ذلك، طَالما أنَّ العِبرة فيما قِيل لا بِمَن قَال.. والحكمة هي ضَالّة المُؤمن، التي دائماً ما يَبحث عَنها..!
وطالما أنَّنا في مَقام الاعتراف بالفَضل لأهله، فلا مَفرّ مِن مُحاسبة السيد شَاعرنا الكبير "نزار قباني" على تَقليله مِن شَأن النِّساء، عندما قَال في قصيدته مخاطباً بغداد وقائلاً لها:
لا تُنَادِي الرِّجَالَ مِن عَبدِ شَمس
لا تُنادي لَم يَبقَ إلَّا النِّسَاءُ
قَتَلَ النَّفطُ ما بِهم مِن سجَايا
ولقد يَقتلُ الثّريَّ الثَّرَاءُ!!!
مع الأسف أنَّ "نزار" يَقصد –هنا- الاستهانة بالنِّساء، وهو الذي يَزعم أنَّه مَع المُناضلين لحقوق المرأة.. ولكن سأُطمئن شَاعرنا العَظيم في قبره وأقول: إنَّه لم يَنفع النَّاجحون إلَّا المَرأة، ويَكفي أنَّ جَلالة الملك عبدالعزيز –طيّب الله ثَراه- كان يُسمِّي نفسه "أخو نورة"، رَغم كَثرة الرِّجَال مِن حوله.. مِن هُنا يُمكن تَصديق ما قَالته أكثر الآداب العالميّة مِن أنَّ: "وَراء كُلّ رَجُل عَظيم امرأة".. فمَا بَالك بمَن وَرائه العَشرَات مِن النِّساء..؟!
حَسناً.. مَاذا بَقي..؟!
بَقي أن أقول: قَد يَكون الهجاء الذي تَعَمَّده هذا القلم لاستفزاز المرأة، هو الذي وَلَّد التَّعاطُف والتَّقدير، وعَزَّز الأُخوّة.. ولا عَجب في ذلك، فقد قَال إخواننا "أهل المنجا" في مصر: "مَا مَحبَّة إلَّا بَعد عَداوة"، أكثر مِن ذلك يَعلم المُطّلعون على الأدب أنَّ العلاقة الغراميّة بين "جميل وبثينة" بَدأت مِن مُخاصمة بينهما، عندما قَالت: (يا جميل ابعد غنمك عن غنمي).. وتَخاصما ثُمَّ تَصادقا ثُمَّ أحبا بَعضهما.. وفي ذلك يَقول "جميل" في شعره:
وأوّلُ مَا قَادَ المَوَدَّةَ بيننا
بواد "بغيض" – يا "بُثينُ" سِبَابُ!!!

أحمد عبدالرحمن العرفج

Arfaj555@yahoo.com

خبرة النساء في صناعة الأعداء

الحبر الأصفر
خبرة النساء في صناعة الأعداء

المَرأة.. هَذا الكَائِن الأُنثَوي الذي يُشعل الصِّراعَات، ويُثير المُنَاوشات، ويَحثُّ عَلى المُهَاوشَات، هو كَائِن لَا يُمكن التَّخلّي عَنه، أو التَّرفُّع عَن الكِتَابة حَوله وفِيه، ولَه وعَنه.. لذَلك دَعونا نَطرح هَذه النَّظريّة القَائِلة: (إنَّ العَدو الأوّل للمَرأة هي المَرأة نَفسها)..!
وتَأكيداً لذَلك، فقَد سَمعتُ وقَرأتُ وشَاهدتُ كَثيراً مِن النِّساء العَامِلات، يَتمنّين أنْ يَكون مُدرائهن ورُؤسائهن مِن الرِّجَال، لأنَّهم -بزَعمهن- أَرقّ وأَلطف وأَلين وأَعطف مِن الإنَاث..!
هَذا الكَلام لَم أَقُله مِن عِنْدِيّاتي، بَل هو كَلام قَالته نِسَاء كَثيرات، ومُؤخَّراً قَرأتُه للرِّوائيّة الجَزائريّة البَاسِقَة "ربيعة جلطي"؛ في مُقابلة أُجريت مَعها في صَحيفة الحيَاة؛ حَيثُ وُجّه لَها سُؤال عَن مَكانة المَرأة في روَايَاتها، فقَالت: (في روَايَاتي تَلعب المَرأة في الوَاقِع -أيضاً- دَوراً أسَاسيًّا ومحوريًّا، لَكنَّه لَيس بالضَّرورة إيجَابيًّا، فالمَرأة لَيست مَظلومة دَائماً في روَايَاتي، ولا تَتبَاكَى دَوماً عَلى حَظّها المَشؤوم، وأحيَاناً تَكون النّسويّة "ألعَن" مِن الذّكورة، ذَلك أنَّها تُمارس إعَادة إنتَاج العَادَات والتَّقاليد والأعرَاف، التي تَحرم المَرأة مِن إنسَانيّتها، ففي الثَّقَافَة المُتوَارثة دَاخل الفَضَاء النّسوي، تُرضِع المَرأة الوَلد؛ الشّعور بتَفوّقه "الجَسدي" مُنذ الحَدَاثَة، وتُوقَظ الحمية الذّكورية مِن حَولها، ونَظراً إلَى تَدنِّي الوَعي؛ كَثيراً مَا تُمارس المَرأة إنتَاج -بَل إعَادة إنتَاج- الأيدولوجيَا الذّكوريَة)..!
حَسناً.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: سَألوا امرَأة ذَات مَرَّة: مَن عدوّك الأوَل، الشّيطان أم المَرأة؟ فقَالت: عَدوّي المَرأة التي يُحرِّكها الشّيطان..!!!

أحمد عبدالرحمن العرفج
تويتر: Arfaj1

Arfaj555@yahoo.com

الرجاء الكف عن السطو على النساء

الحبر الأصفر
الرجاء الكف عن السطو على النساء

هُنَاك بَعض القضَايا يَترفّع عَنها النَّاس، ويُحاولون أنْ يَجعلوها قَضَايَا هَامشيّة، أو نَادرة الحدُوث، مَع أنَّ الحَقيقَة غَير ذَلك، لأنَّها تَقع -وباستمرَار- ولا يُمكن تَجاهلها..!
خُذ مَثلاً: سَطو كَثير مِن الأزوَاج أو الإخوَان أو الآبَاء؛ عَلى رَواتِب مَن تَحت يَدهم مِن النِّسَاء، سَواء كَانت زَوجة أَو أُختاً أَو بِنتاً، وأحيَاناً يَأتي السَّطو عَلى أشكَالٍ عدّة: إمَّا عَن طَريق المُسَاومة، أو الابتزَاز، أو المُقَايضة، بحَيثُ يُساعدها الرَّجُل في قَضَاء بَعض حَوائِجها، مُقابل أنْ تَتنَازل لَه عَن رَاتبها..!
إنَّني أتعجَّب مِن هَذه الفِئة مِن الرِّجَال، الذين أَعلم أنَّهم يَتحايلون عَلى النِّظَام، بَل يَفرّون مِن السّقوط في حِبَاله، ولَكن كَيف يَفرّون مِن الله، الذي يَعلم السرّ وأخفَى..؟!
تَحضرني في هَذه المُنَاسبة قصّة تُنسب إلَى الإمَام "علي" –رَضي الله عَنه-، حَيثُ تَقول القصّة: (رُوي عَن أمير المُؤمنين "علي بن أبي طالب" –رَضي الله عَنه- أنَّه جَاءه رَجُل فقَال: يَا أَمير المُؤمنين، إنِّي يُوجعني بَطني. فقَال الإمَام "علي": أَلكَ زَوجة؟ فقَال الرَّجُل: نَعم. قَال "علي": استوهب مِنها شَيئا طيبة بِه نَفسها مِن مَالها، ثُمَّ اشترِ بِهِ عَسلا، ثُمَّ اسكب عَليه مِن مَاءِ السَّمَاء ثُمّ اشرَبه، فإنِّي سَمعتُ الله سُبحَانه يَقول في كِتَابه: "وأنزَلنَا مِن السَّمَاء مَاءً مُبَاركا"، وقَال: "يَخرج مِن بطُونها شَراب مُختلف ألوَانه فِيهِ شِفَاء للنَّاس"، وقَال: "فإن طِبن لَكُم عَن شَيء مِنه نَفساً فكلُوه هَنيئا مَريئا"، فإذَا اجتَمعت البَرَكَة والشِّفَاء، والهنيء والمريء، شفيتَ إن شَاء الله تَعَالى، قَال: فَفَعل ذَلك فشفي)..!
إنَّني بَعد هَذا النَّص الكَافي الشَّافي، المُحكم الوَافي، أتأمَّل أنْ يَتدبّر الرِّجَال هَذه القصّة، وأن تَستيقظ ضَمائرهم، ويَترفّعوا عَن السّطو عَلى رَواتب ومُدّخرات المُدرّسَات أو المُوظّفات، أو حتَّى السيّدات اللوَاتي نلنَ بَعض الإرث؛ ممَّا تَركه أَقَاربهم..!
حَسناً.. مَاذا بَقي؟!
بَقي أنْ أُذكِّر بالحَديث القَائِل: (استَوصوا بالنِّساء خيراً)، وقَد سَمعتُ أنَّ إحدَى المُعلِّمات دَخَلت في سِنّ العنُوسَة، والسَّبَب أنَّ وَالدها لَا يُريد أن يَذهب رَاتِبها إلَى رَجُلٍ غَيره..!!!

أحمد عبدالرحمن العرفج
T: Arfaj1

Arfaj555@yahoo.com

الثَّراء في أوصَاف النِّساء ..!

الثَّراء في أوصَاف النِّساء ..!

مَن يَتجوَّل في شَوارع المُدن السّعوديّة؛ يُدرك عَلى الفَور انتشَار المَشاغل النِّسائيّة، ومَراكز العَمليّات التَّجميليّة، وكُلّ هَذا يُشير بطَريقة مُباشرة وغَير مُباشرة إلى حِرص المَرأة -أو لِنَقُل نون النّسوة- عَلى الجَمَال، ومُتابعة مُوديلاته ومُنتجاته..!
وهُنا لا تَعنيني المَشاغل ومَا يَدور بها، ولا الصَّالونات ومَا يَحدث فيها، وإنَّما يَعنيني البَحث عَن الإنتَاج اللَّفظي الذي أطلَقه العَرَب عَلى الحُسن والجَمَال، ودَرجاتهما، بحيثُ تُوضع هَذه القَائمة مِن المُفردات في كُلِّ صَالون نِسائي، وتُوزَّع عَلى مُرتادَات هَذه الأمَاكن، لتَعرف كُلّ امرَأة مَكانها في سلّم الجَمَال..!
إنَّ المُتصفِّح للسان العَرب ومُفردات اللغة يَجد أنَّ القَاموس كَان دَقيقاً في استعمَال المُفردات، وحَسَّاساً في إطلَاق الكَلِمَات، لذا وَضع العَرَب مَراتب لحُسن المَرأة، حيثُ وَصفوا المَرأة التي تَحمل مَسحة مِن الجَمَال بأنَّها "وَضيئة وجَميلة"، بَينما وَصفوا المَرأة التي تُشبه غَيرها مِن النِّساء –أي إذَا تَشابه بَعضهنّ في الحُسـن، مِثل بَقر بَني إسرَائيل- بأنَّها "حُسَّانة"..!
وطَالما أنَّ مَحلَّات أدوَات التَّجميل في كُلِّ مَكان، ومَاركات المَاكياج تَنتشر في كُلِّ زَمان، فإنَّ العَرَب لا تُحبِّذ أدوَات الزِّينة، وهَذا مِن مَصلحة الأزوَاج، لأنَّهم سيُوفِّرون آلاف الرِّيالات التي تُنفق في أدوَات الزَّخرفة و"الزَّبرقة"، لذَا يَمتدح العَرب المَرأة التي تَستغني عَن أدوَات التَّجميل فيُقال لَها "غَانية"، لأنَّها استغنَت بجَمالها عَن الزِّينة، وبالمُناسبة فقَد جُني عَلى مُفردة "غَانية"، حِين حُرِّفت في مَواضع كَثيرة، وانزَلقت إلى مَناطق تُحرِّف المَعنى، وتُسيء للمَبنَى..!
وطَالما أنَّ النِّساء الكسَالى اللا مُباليات انتشَرن بَيننا مِن أمثَال الرّفلاء وأخوَاتها، فإنَّ العَرَب لَم تُهمل هَذا الصَّنف مِن نُون النّسوة، فقَد أطلَقوا عَلى المَرأة التي لا تَهتم بلبس الثّياب الحَسنة "معطَال"..!
أمَّا الحُسن الثَّابت في وَجه المَرأة كثبُوت الجِبَال، أو كالوَسم في الجبين، فصَاحبة هَذا النّوع مِن الجَمال تُسمَّى "وَسيمة"..!
وإذَا قَسِمَ الله لَها حَظًّا وَافراً مِن الحُسـنِ فهي "قَسـيمة"، أعاذنَا الله وإيَّاكم مِن "سَاهر" و"مواصل"... وغَيرهم ممَّن يَتصيّدون؛ لَيس كُلّ فَاتنة ووَسيمة؛ بَل كُلّ مُخالف ليُجازوه بقَسيمة، وإن كَانت القسمة "ضِيزَى" حَسب كُلّ مُخالف ومُخالفة، ولكَ أن تَتصوَّر أنَّ أعين الرِّجَال كأنَّها كَاميرات تُصوَّب نَحو المَرأة، فإذَا كَان حُسنها حِين النَّظر يَنشر الرّوع، ويَزرع الرَّوعة، فهي رَائعة..!
وإذَا كَانت الغِيرة مُشتعلة بَين النِّساء، كاشتعَال الشَّكوى بين النَّاس، فإنَّ العَرب اختَاروا وَصفاً يُلائم الانبهَار والإبهَار، فأسموا هَذا النّوع مِن النِّساء "بَاهرة"..!
حَسناً.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: إنَّ العَرَب عِندَما أطلقوا أوصَاف الحُسن والجَمَال، كَان لَديهم الضَّوابط والمَقاييس، فأطلقوا الاسم عَلى المُسمَّى، وأطلقوا الأقوَال عَلى قَدر الجَمال، والأمثَال عَلى قَدر الأفعَال، بَينما أفرَط العَامَّة ومِن خَلفهم "العرابجة" في وَصف الأُنثى بمُفردات تُشوّه أنوثتها، مِثل: تهبّل، تاخذ العَقل، صَاروخ، إكّة، فلقة قَمَر، تَقول للقَمر قوم وأنا أجلس مَكانك، مَانجا، قشطة، عسّولة، زي اللوز، لُقطة.. إلى آخر هَذه المُفردات المخشوشنة..!

أحمد عبدالرحمن العرفج
تويتر: Arfaj1

Arfaj555@yahoo.com

الاقتداء بخاتم الأنبياء في ممازحة النساء

الحبر الأصفر
الاقتداء بخاتم الأنبياء في ممازحة النساء

للنِّسَاء قَدرٌ كَبير في كُلّ الشَّرائِع والقوَانين، ولَا أَدلُّ عَلى ذَلك مِن قَول المُصْطَفَى -صلّى الله عَليه وبَارك- حَيثُ كَان آخَر كَلامه في حجّة الودَاع: (اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْراً)..!
هَذه التَّوصية بالخَيريّة، يَجب أنْ تَكون عَلى أَرض الوَاقِع، ولَيست عِبَارَات نُردّدها بلَا تَطبيق أو استيعَاب، لذَلك دَعونا نَتحدّث -في كِتابة هَذا اليَوم- لَيس عَن حقُوق النِّسَاء، وإنَّما عَن المُمَازَحَة والتَّلطُّف مَعهنّ، ولَن أتجَاوز في كِتَابَتي الحَدّ المَعقُول، لأنَّني سأستَشهد بمزَاح نَبي الرَّحمة –عَليه الصَّلاة والسَّلام- مَع النِّسَاء، حَيثُ تَقول الكُتب: (جَاءت عَجوز مِن عَجائز المُسلمين إلَى النَّبي –صلّى الله عَليه وسَلّم- وقَالت لَه: يَا رَسول الله: ادعُ الله أنْ يُدخلني الجنّة، فأرَاد النَّبي -صلّى الله عَليه وسَلَّم- أنْ يُلاطفها ويَمزح مَعها، فقَال لَهَا: "يَا أُم فُلان، إنَّ الجنَّة لَا يَدخلها عَجوز"، فارتَاعت العَجوز وحَزنت، وظَنّت أنَّ العَجَائِز لَا يَدخلون الجنّة، فوَلّت تَبكي، فلَمَّا رَأى ذَلك رَسول الله -صلّى الله عَليه وسَلّم- قَال: "أَخْبِروها أنَّها لَا تَدخُل الجنّة وهي عَجوز"، يَعني ستَدخلها وهي شَابّة لَا عَجوز، ثُمَّ قَال لَهَا: إنَّ الله يَقول: (إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً * عُرُباً أَتْرَاباً)..!
كَما تَروي الكُتب أنَّ (رَسول الله -صلّى الله عَليه وسَلَّم- قَال لامرَأة مِن الأنصَار: "الحَقِي زَوجك ففِي عَينيه بيَاض"، فسَعَت إلَى زَوجها مَرعوبة، فقَال لَها: "مَا دَهَاكِ"؟! قَالَت: إنَّ النَّبي -صَلّى الله عَليه وسَلّم- قَال لِي: إنَّ في عَينيكَ بيَاضَاً.. فقَال: "نَعَم والله وسوَاداً")..!
حَسناً.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: عَلى الرَّجُل –بَعد كُلّ هَذه الأَحاديث- أنْ يَكون لَطيفاً مَع أَهل بَيته، مُمَازحاً لَهم، مُقتديًّا بالنّبي –صلَّى الله عَليه وبَارك- الذي كَان يُمازح أَهله بكُلِّ أَدبٍ ورُقيٍّ..!!!

أحمد عبدالرحمن العرفج
تويتر: Arfaj1

Arfaj555@yahoo.com

الأخذ والعطاء في مراعاة حقوق النساء ..!

الحبر الأصفر
الأخذ والعطاء في مراعاة حقوق النساء ..!

بَين فَترةٍ وأُخْرَى تَأتيني رِسَالة مِن هَذا القَارئ أو ذَاك، تُحرِّض في النَّفس الأسئلَة، وتَزْرَع في الأفكَار الحيْرة، فلا أجَد مَفرًّا مِن الالتفَات إليهَا، والاعتنَاء بهَا..!
ومِن هَذه الرَّسَائِل، رِسَالة وَصلتني مِن القَارئ الوَاعي "عايد الشبعان"، يَقول فِيهَا: (مِن غَرائب المُجتمع أنَّه لَو شَكَت امرَأةٌ بُخْل زَوجها لوَاعِظ، سيَقول لَهَا: التَمِسي لَه العُذر، فرُبَّما يَمرُّ بضَائِقة مَاليّة.. وإنْ قَالت لَه: إنَّه يَضربني، فسيَقول لَها: اصبري حتَّى لا يَتشتّت أبناؤُك.. وإنْ قَالت لَه: إنَّه مُدْمِن، فرُبَّما يَقول لَها: احتَسبي الأجر، لَعلّه يَتوب قَريباً.. أمَّا إنْ قَال نَفس الرَّجُلأو غَيره- لهَذا الوَاعِظ: إنَّ زَوجتي تُصدر شخيراً وهي نَائمة، فسيَقول لَه: إنَّ الشَّرعَ يُجيز لَك أن تُطلّقها)..!
هَذه الرِّسَالة "القَاهِرة" جَعلت الحَرف يَتوقّف؛ ليَسأل عَن حقُوق المَرأة في هَذا المُجتمع، الذي يُوصف بالقسوَة..؟!
أَعْلَم أنَّ أمر الكِتَابَة عَن حقُوق المَرأة أصبَح مُملًّا، ومُكرّراً، ولَكن دَعونا نَتأمّل الأمر بهدُوء:
إنَّني هُنا لا أُطَالب بِمَا يُطالب بهِ أصحَاب السّقف العَالي؛ مِن أنْ تَكون المَرأة حُرّة، أو تَخرج لتُصبح وليّة أمر نَفسها، وإنَّما كُلّ مَا أُطَالب بهِ هو تَسهيل الإجرَاءَات للمَرأة لتَحصل عَلى حقُوقها في مُدّة زَمنيّة مَعقولة، فمثلاً، لمَاذا يَستغرق خُلع المَرأة لزَوجها وَقتاً طَويلاً؟!.. ولِمَاذا لا يُبتّ في حَقّ الحضَانة للأُم بسُرعة..؟!
وقَد سَعدتُ كَثيراً لأنَّ الأنظِمَة الجَديدة تُراعي كَثير مِن حقُوق المَرأة، فمثلاً، أكَّد النِّظَام عَلى أنَّ المَرأة تَرفع حَقّها بالخُلع؛ في المَنطقة التي تَسكن فِيها، بَينما كَان -في السَّابِق- يَجب عَلى المَرأة أنْ تَرْفَع القَضيّة؛ في المَنطقة التي يَسكن فِيها الزّوج..!
حَسناً.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: إنَّه مِن الصّعب -بَل مِن الاستحَالة- في مِثل هَذا المَقال أن أحصُر الأمُور؛ التي يَجب أن نُراعي فِيها حقُوق المَرأة، ولَكنَّه يُذكّرفَقط- بالمَرأة وحقُوقها، استنَاداً إلَى قَول "محمد بن عبدالله" –عَليه الصّلاة والسّلام-: (اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْراً)..!!!

أحمد عبدالرحمن العرفج
تويتر: Arfaj1

Arfaj555@yahoo.com

مشاركة مميزة

لكُلِّ مثابرٍ نصيب.. مِن دأب النجيب!