الجمعة، 13 ديسمبر 2019

الرابح.. من يجني ثمار التسامح


الحبر الأصفر
الرابح.. من يجني ثمار التسامح

قَبل أَيَّام كَتبتُ نَاصية عَن التَّسَامُح، ولَعلَّ النَّاصية شَرَّقَت وغَرَّبَت، وطَلب البَعض زِيَادة تَفصيل وشَرح لَهَا، لِذَلك سأَتشرَّف بالشَّرحِ والتَّفصِيل، ولَكن دَعونَا قَبل ذَلِك؛ نُذكِّر بفحوَاهَا، حَيثُ قَالَت النَّاصية: (يَعرف العُقلَاء، أَنَّ تَكَاليف التَّسَامُح ومُمَارسته، "صَعبَة قَويَّة"، ولَكن تَكَاليف وفَوَاتير الحِقد والتَّوتُّر، أَغلَى وأَعلَى وأَبقَى وأَشقَى؛ مِن تَكاليف العَفو، والصَّفْح والمُسَامَحَة)..!
بَعد نَشر هَذه النَّاصيَة، بَدَأَتْ الأَسئِلَة تَرِدُ عَن مَعرفة التَّكَالِيف، ومِيزَان المَدفُوعَات ومِيزَان المَسحُوبَات.. وحَتَّى أُجيب عَن هَذا السُّؤَال، رَجعتُ إلَى كُتب الطِّب، فوَجدتُهم يَقولون: (إنَّ حَمل الضَّغَائِن والحِقد والغَضَب فِي القَلب، يُخلف أَمرَاضاً كَثيرَة، مِنهَا عَلَى سَبيل المِثَال: ارتفَاع ضَغط الدَّم، وانخفَاض فِي وَظَائِف الرِّئَة، والشَّدُّ العَضلِي المُستَمرّ، والكَآبَة المُتَتَابعَة، وزِيَادة الوَزن، حَيثُ يَأكُل الإنسَان بشَهوة الانتقَام، هَذا بالإضَافَة إلَى استدعَاء السَّرطَان، وتَعجيل الأَزمَة القَلبيَّة، ومَشَاكِل الأَوعيَة الدَّمويَّة)..!
هَذه هي التَّكاليف الأَكبَر، أَمَّا إذَا اختَار الإنسَان طَريق المُسَامَحَة، والعَفو والصَّفح، فإنَّه سيَنَال التَّحسينَات الكَثيرَة، ونَعنِي بِهَا: تَحسين أَدَاء القَلب، والأَوعيَة الدَّمويَّة، وتَحسين وَظَائف الرِّئَة، وأَدَاء الجِهَاز العَصبِي، وتَحسين أَدَاء نِظَام المَنَاعَة.. وهُنَاك خَفضَان هُمَا: خَفض ضَغط الدّم، وخَفض مُعدَّل ضَربَات القَلب.. وهُنَاك زِيَادَة وتَقليل، أَمَّا التَّقليل، فهو تَقليل تَوتُّر العَضلَات، أَمَّا الزِّيَادَة، فهي زِيَادة القُدرَة عَلَى التَّفكير بوضُوحٍ وإبدَاع، وزيَادة الأَمَل والثِّقَة، والسَّعَادَة والامتنَان..!
حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!
بَقي القَول: هَا نَحنُ بَين فَاتُورَتين، إمَّا فَاتورة الاحتفَاظ بالضَّغَائِن، والأَحقَاد والغَضَب، وإمَّا فَاتورة التَّسَامُح والعَفو، وعَليكُم أَنْ تَختَاروا إحدَى الفَاتُورَتين، لأَنَّه مِن المُستَحيل الجَمع بَينهما، أَمَّا أَنَا –وبحُكم خِبرَتي الاقتصَاديَّة الجَيِّدة- فقَد اختَرتُ الفَاتورة الأَقَل، وعَليكُم مَعرفتهَا بذَكَائِكُم..!!

أحمد عبدالرحمن العرفج
T: Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

لكُلِّ مثابرٍ نصيب.. مِن دأب النجيب!