الحبر الأصفر
البركة والطمأنينة من سُكنَى المدينة ..!
بالأمس كَتبتُ مَقالاً عَن البَركة ومَفهومها، وكَيف نُفسِّرها؟ وقَد وَعدتُ القُرَّاء أنَّني سأكتُب عَن البَركَات المُتعدِّدة؛ التي نَالتني أوّلاً مِن سُكنَى المَدينَة المُنيرة، وثَانياً مِن البِرِّ بوَالدتي، وثَالثاً مِن تَشجيع نَادي الاتِّحاد..!
وَهَا أنَا أَفِي بوَعدِي، وأكتُب عَن بَركة سُكنَى المَدينة وأقول: إنَّ تَعلُّق جَسدي وقَلبي بالمَدينة وسُكْنَاهَا؛ مُنذ أنْ كُنتُ في المَهد صَبيًّا، جَعل هَذه المَدينة تَرمي فيوضهَا وبَركَاتِها وخَيرَاتها عَليَّ، والأمر تَجاوز ذَلك، حَيثُ أصبَحَتْ البَرَكَة تُلاحقني أينمَا ذَهبت، وكَيفما تَوجّهت، وسأُعطِي أمثِلَة عَلى ذَلك..!
حِين كبرتُ وصِرتُ شَابًّا صَالحاً للكِتَابَة، ومُلائِماً للصَّحَافة، ضَمّتني صَحيفة "المَدينة" إلَى صَدرها، مُنذ عَام 1998م وحتَّى يَوم النَّاس هَذا.. ضَمَّتْنِي كَما كَانت أُمِّي "لولوة العجلان" تَضمّني إلَى صَدرها وأنَا طِفْلٌ صَغير.. والجَريدة هُنَا مِثل أُمِّي تَحنُو عَليَّ، وتَتجَاوز عَن حَمَاقَاتي، وتُعاملني مُعَاملة ذوي الاحتيَاجَات الخَاصَّة، فتُجيز لِي مَا لَا يُجَاز، وتَغفر لِي مَا لَا يُغفر..!
أكثَر مِن ذَلك، عِندَما كُنتُ أدرس في جَامعة "برمنجهام" في بريطَانيا، هَذه المَدينة ذَات الجَالية الإسلاميّة الكَثيرة، أقول عِندَما كُنتُ هُنَاك، ويَسألني النَّاس مِن أين أنتَ؟ أقول: مِن المَدينة المنوّرة، حِينَها لا يَتمَالك السَّائِل المُسلم نَفسه؛ إلَّا وقَد مَسَحَ عَلَى رَأسي، ورَبت عَلى كتفي قَائلاً: (مَا شَاء الله، مَا شَاء الله، بَركة كَثيرة)..!
وإذَا كَان هَذا السَّائِل صَاحب تَاكسي أو مَطعم أو حَلَّاق، وعَرَف أنَّني مِن المَدينة المُنيرَة، فإنَّه يَعفيني مِن دَفع الحِسَاب ويَقول: (هَذه هَديّة لأنَّك مِن المَدينَة)..!
حَسناً.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: آه، كَم أُحب المَدينة وتُرَابها العَاطِر؛ الذي يَضمّ بَين ثَنَايَاه جَسَد المُصطَفَى -صلَّى الله عَليه وسَلّم-.. آه، كَم أُحب المَدينَة التي كُنتُ أسير في شَوارعها حَافياً، لَعلَّ مَوطئ قَدَمِي يُوافق مَوطئ قَدَم أبي فَاطمة الزَّهرَاء، أو أحَد أصحَابه، أو التَّابعين لَه بإحسَان إلَى يَوم الدِّين..!!!
أحمد عبدالرحمن العرفج
تويتر: Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق