الجمعة، 13 ديسمبر 2019

إجازة البلد بين السبت والأحد ..!


إجازة البلد بين السبت والأحد ..!

أيَّام الأسبوع لا تَبدو بمَذاقٍ وَاحد في كُلِّ أنحَاء العَالَم، ففي العَالَم الإسلَامي يَبدو يَوم الجُمعة بمذاقٍ خَاص، وفي العَالَم المسيحي يَبدو يَوم الأحد لَه نَكهة مُميّزة لا يَشعرون بها إلَّا في هَذا اليَوم، ونَظراً لأنَّ العَالَم يَتقارب، فيَجب أن تَتقارب أيضاً إجَازاته وأيَّام العَمل فِيه، لأنَّه أصبَح عَالماً مُرتبطاً بَعضه ببَعض، شَاء ذَلك مَن شَاء، وأبَى مَن أبَى، وقَبل سَنوات، كَتبتُ في هَذه الجَريدة مُطالباً بمُحاولة التَّقارُب مَع الاتّجاه العَالَمي في إجَازَاته الأسبوعيّة، حتَّى لا نَخسر أكثَر مَمَّا خَسرناه في السَّابق، لذَا آمل مِن أهل القَرَار وأصحَاب الحِوَارَات أن يُناقشوا أمر الإجَازَة، بحيثُ تَكون إمَّا السَّبت والأحد، أو الجُمعة والسَّبت، لأنَّ الإجَازة بوَضعها الحَالي لَيس لَها مَحل في إعرَاب الجُملة الكَونيّة، كَما أنَّ يَوم الخَميس -الذي هو إجَازتنا الآن- لَيس فيهِ أي مزية سوى أنَّه اليَوم الذي قَبل الجُمعة، صَحيح أنَّ الأعمَال تُعرض -كَما جَاء في الأثر- يَوم الاثنين والخَميس، ولَكن إذَا أعطينا الخَميس شَيئاً مِن الإجلَال والاحترَام؛ يَجب أن نُعطيه أيضاً ليَوم الاثنين، لأنَّه مُماثل لَه في الأهمية، لذلك أرَى أن جَعل الإجَازة يَومي الجُمعة والسَّبت فيهِ عِدَّة مُكاسب: أولاً تَقليص الفَجوة بَيننا وبَين العَالَم، لأنَّ الشَّركات والبنوك وكُلّ الدَّوائر تُغلق يَومي الخَميس والجُمعة، وإذا فَتحت يَوم السَّبت، فإنَّ العَالَم يَكون قَد دَخَل في إجَازة يَومي السَّبت والأحد، وبذلك تَكون فترة انقطَاعنا عَن العَالَم تَبلغ أربعة أيَّام، في حِين أنَّ الأيَّام التي نَعمل فِيها مَع العَالَم فَقط ثَلاثة أيَّام، وهَذا مِن العَجَب العُجَاب، أن تَكون أيَّام الإجَازة أكثَر مِن أيَّام العَمل والإجادَة، ومِن فَوائد تَغيير وَقت الإجَازة؛ أنَّ الطُّلاب والطَّالبات والمُوظّفين والمُوظَّفات؛ سيُحبون يَوم الجُمعة، لأنَّه سيَكون بداية إجَازة، ولَيس نهايتها كَما هو الآن، ومِن هُنا سنُرحِّل كُرْه الطُّلاب والطَّالبات إلَى السَّبت... إلى آخر هَذه المَكَاسِب..!
أمَّا الخَسائر فلَيس هُناك خَسائر تُذكر، سوى أنَّ أغنية المُطرب "محمد عبده" -قمّصه الله ثَوب العَافية- المُسمَّاة "ليلة خميس" ستَفقد بَريقها، وستَتحوّل إلى أغنية مُنتهية الصّلاحية، كَما أنَّ النَّاس سترجع إلى الاستمَاع لأغنية قَديمة لطَلال مَدَّاح -رَحمه الله- يَقول فِيها: "أغلى الليالي تَراها ليلة الجمعة، مَذكورة بأوّل الدُّنيا وتَاليها"..!
حَسناً.. مَاذا بَقي..؟!
بَقي القَول: إنَّ هَذا اقترَاح أتمنَّى أن يَجد طَريقه للتَّنفيذ، لأنَّ تَحديد يَوم الإجَازة في السَّابق كَان أمراً يَخصّنا نَحنُ فَقط، أمَّا الآن -في عَصر العَولمة وتَداخُل العَالَم-، فقد أصبح أمر إجَازتنا يَرتبط بأمر إجَازة جيراننا، طَالما آمنَّا بأنَّ العَالَم قَرية وَاحدة، فيَجب أن تَكون إجَازته أيضاً وَاحدة..!.

أحمد عبدالرحمن العرفج
Arfaj555@yahoo.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

لكُلِّ مثابرٍ نصيب.. مِن دأب النجيب!