أحدَاث ميدان
التَّحرير تَطَال رؤسَاء التَّحرير ..!
لابد
لأي حَدث أنْ يُلقي بظِلالهِ عَلى مَن حَولهِ، خَاصَّة إذا كَان مَن حَولهِ ممَّن
يَلتقطون الإشَارَات، ويَفهمون الإيمَاءات ويَستوعبون الدَّلالات..!
إنَّ
مَا حَصَل ويَحصل الآن في ميدان التَّحرير؛ يَجعلنا نَتوقَّف مَع أنفسنا لنَسألها:
هَل نَحنُ مَحبوبون ومَرغوبٌ فِينا، أم يَجب أنْ نَرحل في أسرع وَقت؟! وبِمَا أنَّ
حِرفتنَا هي الكِتَابة، ومُدراءنا هُم رُؤساء التَّحرير، فيَجب أنْ نَضع حدوداً لفَترات
عَملنا، وبَعد ذَلك نَرْحَل قَبل أن نُجبر عَلى الرَّحيل، ونُصبح مِن المَطلوبين
في قسم التَّرحيل الخَاص بالجَوَازَات..!
لذلك
أقترح –رَحمني الله- أن تَكون فَترات رِئَاسة التَّحرير لمُدَّة أربع سَنوات، قَابلة
للتَّجديد لأربع سَنواتٍ أُخرى، ويَنطبق هَذا عَلى الكُتَّاب أيضاً مِن أمثَالي، ومِن
هَذا المُنطلق سأُخبركم بأنَّني بَدأتُ فعليًّا بالتَّفكير -بوَصفي كَاتِباً- في
الرَّحيل، ورَغبتُ أن أرْحَل قَبل أن أُرَحَّل، لذلك استشرتُ أصدقَائي الإعلاميين
عِندما قَرَّرتُ كِتَابة استقالتي مِن الكِتَابة، والتَّفرُّغ لمُساعدة مَاما في
البيت، فمَا كَان مِن أصدقائي الجَميلين الإعلاميين "عبدالرحمن الراشد، وسعود
الدوسري، وعلي العلياني، وأحمد عدنان"؛ إلَّا أنْ بَاركوا هَذه الخُطوة، وقَالوا:
حَسناً فَعلت، حتَّى تُريح المَسلمين مِن شَرِّك..!
أمَّا
في الطَّرف الآخر، فهُناك الأصدقاء: "محمود صباغ ومحمد الساعد وحسن المصطفى
وزين جميل وخلقٌ كثير"، قَد رَفعوا أمام مَنزلي لَوحة كُتب عليها: (نَعم للتَّطوير
لا لاستقالة العَرفج)..!
هَذا
مَا كَان مِن شَأن قَومي وقَبيلتي الثَّقافيّة، أمَّا أنا فقَد سَكنتني الحيرة،
واستوطنني الارتبَاك، لأنَّني فعلاً قَررتُ أن أستقيل ولَكن بَعد أربع سَنوات مِن
تَاريخ نُضجي الكِتَابي، لذلك المُشكلة الأكبر الآن أنَّني كُلّ يَوم أنضج، ولا
أعرف مَتى يَبدأ العَدَّاد في الحساب، وأخشَى أنْ أكون بهَذه الطَّريقة قَد
صفَّرتُ العَدَّاد، كَما هي جُملة الرَّئيس الظَّريف "علي عبدالله
صالح"..!
مِن
هُنا اعتبر أنَّ عُمري الكِتَابي كُلّ يَومٍ يَبدأ وتَحصُل ولادتي مِن جَديد،
بدءاً مِن هَذا المَقال، فأنا كَما تَقول السيّدة "أم كلثوم": (اللي
شفته قبل ما تشوفك عنيه عمر ضايع يحسبوه إزاي عليه)، لذلك كُلّ مَقال كَتبته قَبل
هَذا المَقال؛ هو عُمر كِتَابي ضَائع، أكلَته الحروف قَبل أنْ تَغتاله الصّفوف..!
حَسناً..
مَاذا بَقي..؟!
بَقي
القَول: إنَّ كُلّ مَا قُلته هو دَردشة، أو لِنَقُل فَضفَضة أمزَح بها مَع القُرَّاء،
وإلَّا فأنا ديكتاتوري مُستبد، ولن أخرج مِن الكِتَابة في هَذا العَامود إلَّا
بالقوّة الجبريّة وإحضار الشُّرطة، ولن أتنازل عَن كُرسي الكِتَابة.. حتَّى لَو
أدركني المَوت سأُورِّث الكِتَابة والعَامود لعَرفوجٍ صَغير، يَأتي مِن بَعدي اسمه
أحمد الثَّاني، وأحمد الثَّاني بدوره سيُورِّثه لأحمد الثَّالث... وهكذا إلى مَا
لا نِهَاية.. وأي كَاتِب يَدَّعي الاعتزَال فهي "مُسَاوَمة"؛ أو
"مَهايط بَدو" -كَما يَقولون- والأيَّام بَيننا..!.
أحمد
عبدالرحمن العرفج
Arfaj555@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق