الجمعة، 13 ديسمبر 2019

أبو وجهين هو غراب البيْن ..!


الحبر الأصفر
أبو وجهين هو غراب البيْن ..!

لَيست المَرَّة الأُولَى التي أكتُب فِيها عَن الوجُوه وأشكَالها في السّعوديّة، بَل كَتبتُ عَن الوَجه "الطَّايح"، والوَجه "الملقّط"، والوَجه المَغسول بالمَرَق..!
واليَوم هُناك إضَافة للوجُوه السَّابقة، ألا وهو مَا يُسمَّى "أبو وَجهين".. وذو الوَجهين شَخص يَنشر الفِتْنَة بَين النَّاس، ويَزرع البَغضاء، لذَلك هو إنسَان قَليل المرُوءَة، ولَكن دَعونا نَسْخَر قَليلاً ممَّن يُسمّى "أبو وَجهين"، لَعلَّ السُّخرية المَاتِعة، واللَّسعَة اللَّاذِعَة؛ تَجعل كُلّ صَاحب وَجهين يَتنازل عَن وَجهه الآخر، ليُصبح –مِثلي- بوَجه وَاحِد؛ كَمَا خَلقَه الله تَعَالَى..!
تَقول القصّة إن رَجُلاً كَان يَقول لأولَاده: إنَّ جَاره "أبو محمد" "لَه وَجهين"، وصَادف ذَات مَرَّة أنْ زَار الجَار مَنزل الرَّجُل، وحِين قَرَع البَاب ودَخَل، وأَخَذَ مَكانه في زَاوية المَجلس، بَدَأَ الطّفل الصّغير يَتفرّس مَلامح الضّيف، وبَعد طُول النَّظر والتَّحديق، سَأَل الضّيف الطّفل: لِمَاذا تَنظر إليّ هَكذا..؟ فقَال الطّفل ببرَاءة: أبحَث عَن وَجهك الثَّاني، لأنَّ أبي يَقول إنَّك صَاحب وَجهين..! حِينها أُسقِطَ في يَد الضّيف والمُضيف، ونَجا مِنها الطّفل الذي تَحدّث ببَرَاءة صَادِمَة..!
ولَو كَانت صِفَات "أبو وَجهين" مِثل دَفتر "أبو وَجهين"، لاعتبر وَجهه الآخَر مِن المزَايَا، ولأصبح فَائض الوَجه الزَّائِد نِعْمَة لا نِقْمَة..!
حَسناً.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: كُنتُ أتحدَّث مَع صَديقي عَن مَضَار "أبو وَجهين"، فأحصينَا حِزْمَة مِن المَضرّات والأذيّات، ولَكن صَديقي قَال: اعلَم يَا "أحمَد" أنَّ هُنَاك فَائدة لصَاحب الوَجهين، ألا وهي أنَّه لَيس بحَاجة للالتِفَات..!!!

أحمد عبدالرحمن العرفج
تويتر: Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

لكُلِّ مثابرٍ نصيب.. مِن دأب النجيب!