الحبر الأصفر
أحلى كلام.. في
قضية القيام للسلام !
لَيست
المَرَّة الأُولَى التي أكتُب فِيها عَن القِيَام للسَّلام؛ في العَزَائِم والوَلَائِم،
فقَد كَتبتُ، وكَتبتُ، وكَتبتُ، وهَا أنَا أكتُب حتَّى نَتخلّص مِن هَذه العَادة
القَبيحة..!
مِن
هُنا أقُول: تَعالوا لنُبسِّط الأمُور مِن عدّة وجُوه، أوّلاً مِن الوجهَة الشَّرعيّة:
القِيَام للسَّلام عَلى مَن يَدخُل في المَجالس لَا يَجوز، فقَد رَوَى أبو أُمَامَةَ
في الحَديث: (خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
مُتَوَكِّئًا عَلَى عَصًا فَقُمْنَا إِلَيْهِ فَقَالَ لاَ تَقُومُوا كَمَا تَقُومُ
الأَعَاجِمُ يُعَظِّمُ بَعْضُهَا بَعْضًا)..!
مِن
هُنَا يَتّضح أنَّ القِيَام للدَّاخِل لَا يَجوز.. أمَّا مِن نَاحية التَّحضُّر،
فإنَّ القِيَام للدَّاخِل فِيهِ مَشقّة عَلَى النَّاس، وتَكليف لَهم فَوق طَاقتهم،
خَاصَّة إذَا كَانوا جلُوساً عَلَى الأَرض، ولَيس عَلى الأرَائِك، وكُلّنا نُلاحظ
أنَّ أصحَاب المَجلس؛ حينَما يَقومون للسَّلام عَلى مَن يَدخل عَليهم، تَحدث فَوضى
عَارِمَة، فهَذا "يشوت" بقَدمه كوب الشَّاي، وذَاك يَنثر المَاء، وثَالِث
يُريد أنْ يَقوم، بَينما يَحلف عَليه مَن أتَى للسَّلام بأنْ لا يَقوم، ويَضغط عَلى
كَتفه بقوّة حتَّى يُجلسه، في حِين أنَّ الطَّرف الآخَر مُصرّ عَلى القِيَام، وهُنَا
تَحدث مَعركة وتَشَابُك بالأيدي، فإذَا كَان هَذا هو السَّلام -كَما يَقول
فيلسوفنَا "عبدالرحمن المعمّر"- فمَاذا تَكون الحَرْب..؟!
ومِن
النَّاحية الصّحيّة، هَا نَحنُ نَعيش في زَمن الكُورُونا، التي أصبَحت فَيروساً مُنتَشراً
يَتحَاشَاه النَّاس، وهَذا الفَيروس يَنتقل مِن خِلال القُبل؛ التي نَتبادلها بكَرمٍ
حَاتمي غَريب..!
أمَّا
مِن حَيث "الإيتيكيت"، فمِن العَبَث أنْ يَقوم الجَالِسُون لكُلِّ دَاخِل،
وفي ذَلك تَقطيع للأحَاديث، وتَشويش عَلى "السَّواليف"، ومِن اللَّائِق
أنْ يَكتفي الدَّاخِل بإشَارَة السَّلام عَلى الجَالسين، ويَجلس حَيثُ انتَهَى بِهِ
المَجلس، وإنْ كَان لابد فَاعلاً؛ فعَليه أنْ يُسلّم عَلى صَاحب المَنزل؛ نِيَابةً
عَن بَقيّة الجَالسين..!
حَسناً..
مَاذا بَقي؟!
بَقي
القَول: لَيتنا نُقلِّد أَهل "البلوت"، تِلك الطَّائِفة التي لا تَقوم
للسَّلام، خَوفاً مِن أنْ تَحدث عَملية غِش أثنَاء القِيَام، مِن خِلال استِرَاق
النَّظر إلَى أورَاق الخصُوم؛ أثنَاء فَوضى السَّلام.. أو لَيتنا نُقلِّد أصحَاب
البطُون، حَيثُ يَقولون لكُلِّ دَاخِل عَليهم: "لَا سَلام عَلى طَعَام"..!!!
أحمد
عبدالرحمن العرفج
تويتر:
Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق