الحبر الأصفر
المستطاع في
تطبيب آلام الصداع
الصُّدَاع
ضَيفٌ مُزعج، يَزورني بَين فِينةٍ وأُخرَى، ويَغرز في رَأسي إبَر آلَامه ومَسامير
شَرره، حتَّى إذَا بَلغ الصُّدَاع قِمّته؛ تَداخل مَع شيَاطين الشِّعر، فيَجتمع
عليَّ "مُبتدأ" الصُّدَاع، و"خَبَر" شيطَان الشِّعر، ليُكوّن
هَذا الثُّنَائي -المُتألِّق في الألَم والمُتَّحد في الجَبروت- أبيَات شِعرٍ أطرَحُهَا
أمَام النَّاس، لكي يَكون الصُّدَاع مُوزَّعاً بَين الأشقَّاء، وحِين اجتَمَعَا كَتبتُ
"تَغريدة" أقول فِيها:
شَكوتُ
مِن الصُّدَاعِ فقَالَ قَومٌ
دَع
التَّفكيرَ فهو أبُو الصُّدَاعِ
وَدَع
عَنكَ القِرَاءةَ فهي هَمٌّ
يُوسِّعُ
دَرب أصحَابِ الضّياعِ
ولا
تَأتي الكِتَابةَ فهي جَرحٌ
يُلوّحُ
بالمَتَاعِبِ والصّرَاعِ
ومَا
أنْ حَلَّقَتْ هَذه "التَّغريدة" في سَمَاء "تويتر"، حتَّى بَدَأَت
المَواهِب الشِّعريّة، تَأتيني مِن كُلِّ صَوبٍ ونَاحية..!
*
فهَذا المُغرِّد "عبدالهادي الشهري" يَكتُب مُناصِحاً لِي:
عَليكَ
بنَعسةٍ والحَل نَومٌ
يُعالجُ
كُلّ هَمٍّ أو صُدَاعٍ!
*
أمَّا الأخ "إياد نون" فيَرى الدَّواء في قَوله:
دَوَاؤكَ
نَظرةٌ لغرُوبِ شَمسٍ
وإلَّا
الشُّرب مِن لَبن المَرَاعِي!
*
وأمَّا "محمد نجم" فيُعارضهما بقَولهِ:
و"دَرْعِم"
مَا استَطعتَ مَع القَوافِي..
وَدَع
مَا لَا تُريد لكُلِّ وَاعي!
إنَّ
"تويتر" -بالنّسبة لِي- عِبَارة عَن دَورة تَدريبيّة؛ لتَنشيط خَلَايَا
المُخ، ولتَنمية قُدرَات القَول، ومَهَارَات الصّياغَة، لذَلك التَزمتُ مَع نَفسي
بأن أتعَارك مَع النَّاس؛ مَرَّة وَاحدة في الأسبوع، حَول فِكرة أو قَافية، أو ذَيل
قَصيدة أو قصّة قَصيرة، يَجد فِيها الإنسَان المَعْنَى الكَبير في القَول اليَسير..!
حَسناً..
مَاذا بَقي؟!
بَقي
القَول: لقَد كَان سَلفنا التُّراثي، مِن أمثَال: "الجاحظ والأصفهاني"،
يَكتبون مُعلّقاتهم مِن خِلال كَلَام النَّاس وعَطَاءَاتهم، ومَا أفْعَله في "تويتر"
هو اقتدَاء بوَالِدي الأدبي "أبوعثمان الجاحظ"..!!!
أحمد
عبدالرحمن العرفج
تويتر:
Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق