الخميس، 5 ديسمبر 2019

الطريقة العرفجية للتخلُّص من الطاقة السلبية


الحبر الأصفر
الطريقة العرفجية للتخلُّص من الطاقة السلبية

كُلٌّ مِنَّا تَمرُّ عَليهِ لَحظَاتٌ مِن الإحبَاطِ أَو المَلَل، أَو فُقدَان الرَّغبَة فِي صِنَاعةِ الحَيَاة، أَو أَنَّه شَخصٌ لَا قِيمَةَ لَه، أَو أَنَّه –فِي بَعض الأحيَان- يَغيب، فلَا أَحَد يَسأَل عَنه، ولَا يُعبَأ بحضُورهِ أَو انصرَافهِ.. أَنَا وَاحِدٌ مِن هَؤلاء النَّاس، تَعتَريه مِثل هَذه المُحْبِطَات، ولَكنَّني أَختَلف عَنكُم، بأنَّني أَوجدتُ حلُولاً سَريعة وعَمليَّة، لمِثل هَذه المَوجَات والعَواصِف التي تَعتَرينا –جَميعاً- بَين فَترةٍ وأُخرَى..!
أَوَّلاً: إذَا أَصَابتني موجِة المَلل والحُزن و"الطَّفَش"، ذَهبتُ إلَى أَقرَب مُستشفَى، وتَأمَّلتُ المَرضَى، خَاصَّة مَن يُعَانون مِن السَّرطَان، أَو تَليُّف الكَبِد، أَو غَسيل الكُلَى –شَفَاهم الله جَميعاً- ثُمَّ أُقَارن نَفسي بهم، وأُدرك نِعمة الله عَليَّ، حَيثُ جَعَل الفَرق بَيننَا كَبيراً، فأَنَا صَحيحُ الجِسم والعَقْل، وهُم يُعانون فِي مَصحَّات الأَلَم والتَّعَب..!
ثَانياً: إذَا شَعرتُ بأنَّه لَا قِيمةَ لِي فِي مُجتَمعي، ذَهبتُ فَوراً إلَى مَوقف "التَّكَاسي"، الذي يَنقل النَّاس مِن جُـدَّة إلَى مَكَّة، حِين أَذهَبُ هُنَاك يَتخَاصم عَليَّ السَّائِقُون، ويَتسَابَق عَليَّ أَصحَاب سيَّارات الأُجرَة، وكَأنَّني فَتَاة، تُريد مِن صَاحب سيَّارة أَنْ يُوصلها إلَى مَنزلهَا، وحِين يَتخَاصَم أَصحَاب تِلك السيَّارات، أَعرف أنَّني رَجُلٌ ذُو قِيمَة وقَامَة..!
ثَالثاً: إذَا شَعرتُ بأنَّ حضُوري كغيَابي، أَتذكَّر أيَّام "الدَّوَام"، والعَمَل فِي الحكُومَة أَو القِطَاع الخَاص، وأَستَحضر تِلك اللَّحظَات التي كَان يُسلِّط قِسم شُؤون المُوظَّفين عيُونه عَليَّ، ويَتأكَّد مِن حضُوري، لَيسَ هَذا فَقَط، بَل إنَّ أَجهزة الرِّقَابَة والتَّحقيق، ووزَارة الخِدمَة المَدنيَّة، وجِهَاز نَزَاهَة، كُلُّ هَذه الأَجهزَة سَخَّرها الله، وجَعلَها مُتفرِّغة لمُتَابعة حضُوري وانصرَافِي..!
رَابِعاً: إذَا اشتَكيتُ مِن دَابّتي الشَّهبَاء –وأَقصُد هُنَا سيَّارتي- التي قَد أَستَقلُّ قِيمتهَا أَحيَاناً، أَو تَسقط مِن عَيني، أَو تَزول المَودَّة بَيني وبَينهَا.. كُلُّ هَذه المَشَاعر تَنتَابني، ولكَي أَطردهَا، أَذهَب إلَى حرَاج السيَّارات، فأَجِد أَصحَاب المَعَارِض والشّريطيَّة، يَتخَاصَمون عَليَّ، ويَعتَرضُون طَريقي، ويُشكِّلون فِي ظهُورهم مَا يُسمّيه فُقهَاء الفُقهَاء: "حُكم شِرَاء مَن يَتلقَّى الرُّكبَان"، حِينهَا أَحمد الله عَلَى سيَّارتي، وأَقول: يَا حَبيبة قَلبي كُلّ النَّاس يُريدونك حَبيبَة لَهُم..!
حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: يَا قَوم، اعلَمُوا أَنَّ الحيَاة هي تَسلِّي وحَديث نَفْس، ومَتَى اجتَاحَتكم الهمُوم، حَاولوا أَنْ تَطردوهَا بالأمَاني والتَّفكُّر فِي النِّعمَة، وبأنَّكم مَهمَا كُنتم مُتعَبين، فهُنَاك مَن هو أَكثَر تَعباً مِنكُم..!!

أحمد عبدالرحمن العرفج
T: Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

لكُلِّ مثابرٍ نصيب.. مِن دأب النجيب!