الحبر الأصفر
المعارضات في
تويتر تُحرِّك المسكون والمستتر
المُعَارضَات
في الشِّعر فَنٌ مَعروف، وإنْ كَان في هَذا العَصر بَدَأ يَنكمش ويَتقلَّص، مِثل
أي أرنَب بَرِّي، ولَعلَّ أشهَر الشُّعرَاء مُعارَضَة؛ هو الشَّاعر المِصري الكَبير
"أحمد شوقي"، الذي عَارض أكثَر أُمَّهات القَصائِد العَربيّة..!
والمُعَارضة
في معنَاهَا البَسيط: أنْ يَنسج الشَّاعِر اللَّاحِق قَصيدة؛ يَردُّ فِيها عَلى
الشَّاعر السَّابِق، مُستَخدماً نَفس البَحر الشِّعري والقَافية، لذَلك عَارض "أحمد
شوقي" الشَّاعر "أبوتمام"، حَيثُ كَتَب الشَّاعر العبّاسي "أبوتمام"
قَصيدته المَعروفة:
السَّيْفُ
أَصْدَقُ إِنْبَاءً مِنَ الكُتُبِ
في
حدهِ الحدُّ بينَ الجدِّ واللَّعبِ
فرَدّ
عَليه الشَّاعِر المِصري الحَديث "أحمد شوقي" بقَصيدة؛ يَمدحُ فِيها الزَّعيم
التُّركي "كمال أتاتورك" يَقول في بدَايتها:
اللَهُ
أَكبَرُ كَم في الفَتحِ مِن عَجَبٍ
يا خالِدَ التُركِ
جَدِّد خالِدَ العَرَبِ
ونَظراً
لأنَّ تويتر "هايد بارك سعوديّة"، أحببتُ أن أُعيد المُعَارضَات لسِيرتها
الأُولَى، فكَتَبتُ قَصيدة مُتغزِّلاً فِيها في "تويتر" قائلاً -تَجاوز
الله عَنِّي-:
غَرِّدْ
بِمَا شِئْتَ إنَّ الكَوْنَ مُسْتَمِعُ
وَالفِكْرُ
يَبْقَى وَيَفْنَى كُلُّ مَا جَمَعُوا
إنَّ
المُغَرِّدَ صَوْتُ الحَرْفِ يَفْضَحُهُ
فَاخْتَرْ
لنَفْسِكَ مَا تُبْقِى وَمَا تَدَعُ
إنَّ
الحُرُوفَ التي صَاحَت بَلَابِلُها
سَتَكْسِرُ
السَّدَّ، لَنْ تَشْقَى بِمَا صَنَعُوا
تَوْتِرْ..
وَغَرِّدْ فإنَّ الكَوْنَ أُغْنِيَةٌ
تَعْلُو
مَعَ الحُبَّ في الدُّنْيَا وَتَرْتَفِعُ
إنَّ
المُتَوْتِرَ صَبُّ صُبْحُهُ نَغَمُ
أتَى
يُمَوْسِقُ حَرْفاً كُلُّهُ دَلَعُ
يَا
طَائِرَ الشَّوْقِ إنِّي كُلَّ ثَانِيَةٍ
مُغَرِّدٌ
لَمْ يَزَلْ للنَّاسِ يَنْخَدِعُ
ومَا
هي إلَّا سَاعات، حتَّى عَارضني شَخصٌ يَحمل تَوقيع (أنَا)، يَقول في قَصيدته:
تَقُولُ
غَرِّدْ ومَا بِالقَلْبِ أورِدَةٌ
والفِكرُ
يَا سيّدي ضَاعت بِهِ المُتَعُ
لَو
المُغَرِّد يُبْدِي مَا يُخَالِجه
لما
بَقينَا عَلى الأغصَانِ نَجتمعُ
دَعْهَا
هَديلاً فلَيس الكُلّ يُتْقِنه
تَبوحُ
وَزناً ويَجثُو الكَوْن يَستمعُ
حَسناً..
مَاذا بَقي؟!
بَقي
القَول: يَا أيُّها الشُّعرَاء والمُتشَاعرون، والمُتَشعررون والشَّعرورون، هيَّا
بِنَا نَتعَارض في الشِّعر، فواللهِ إنَّها ريَاضَة عَقليّة سَليمة؛ خَيرٌ مِن الاشتغَال
بالغيبَةِ والنَّميمة..!!!
أحمد
عبدالرحمن العرفج
تويتر:
Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق