أكل الكُسْكُس
مَع أهل الكِرسْمس ..! *
بَين
المَرحلة وأختها، تَأتي تَصريحات مِن هَذا المَسؤول أو ذَاك، أو هَذا العَالِم أو غيره،
تَستوجب التَّوقُّف، وتَستدعي لَفت الانتباه، حَتى تَنتشر بين النَّاس، لعلَّها
تُحدث شيئاً مِن الحراك -كَما يَقول بَعض المُتفذْلِكين-، أو التَّفاعُل -كَما يَقول
بَعض الكيميائيين-..!
وقَبل
أيَّام استوقفني خَبرٌ نُشر في صَحيفة عُكاظ (23/12/2010م)، لشيخ مُعتبر ذُو مَكانة
مُرتفعة، إذ هو عضو في هيئة كِبار العُلماء، عَن طَريق الصَّحفي النَّشط "عبدالله
الداني"، يَتعلَّق بأجواء رَأس السَّنة والاحتفال بها، ونَظراً لأنَّنا مَغمورون
الآن بسَيل التَّرتيبات لاحتفالات "الكِرسْمس"، فإنَّ مِثل هَذا التَّصريح
يصعد مِن الهَامش إلى المَتن، ومِن الوَسط إلى القمَّة..!
يَقول
الخَبر: (أوضح عضو هيئة كِبار العُلمَاء الدكتور "قيس بن محمد آل الشيخ مبارك"،
أنَّ إجابة دَعوة غَير المُسلمين لحضور أعيادهم مُباح، إذا قُصد مِن وَرائه إدخَال
الفَرحة عَليهم، وتَأليف قلوبهم على الإسلَام. وبيّن الدكتور "المبارك"
أنَّ مَسألة حضور أعياد غَير المُسلمين -استجابة لدَعوة مِنهم- مِن مَسائل الفقه
التي يسَعها الخلاف، مُشيرا إلى أنَّ العُلماء اختلفوا فِيها، فمِنهم مَن ينهي عن
حضور أعيادهم، خَوفاً مِن أن يَكون فيه نَوعٌ مِن الإقرار لَهم، ورضا بما فِيها مِن
مُنكرات.. ورأى عضو هيئة كِبار العُلمَاء، أنَّه لا خلاف في أنَّ إقرار أعياد غير
المُسلمين والرضا بها، مِن أعظم المُحرَّمات، مُستدركاً أنَّ مِن العُلمَاء مَن
أباحها لمَا في ذَلك مِن برٍّ بهم، وتَأليف لقلوبهم. واستدل "المبارك"
بقَول الله تَعالى: «لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ
فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا
إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ»، ولاحظَ أن رَفض دعوة غَير المُسلمين
لحضور أعيادهم يُنفِّرهم ويَصرفهم عَن الحَق، مُضيفاً: نَحنُ مُطالبون ببثِّ الخير
للنَّاس، ولا سبيل لعَرض مَا عندنا مِن هُدى وخَير إلَّا بتَطييب النّفوس وتَهدئتها،
لتَرى الحَقَّ فتَهتدي إليه)..!
حَسناً..
مَاذا بَقي..؟!
بَقي
القَول: إنَّ فَضيلة الشّيخ "المبارك" يُشكر عَلى هَذا التَّصريح، الذي
حَتماً سيُواجَه بعَاصفة -أو لِنَقُل بزَوابع- مِن المُعارضة والمُمانعة، ولكن الحَق
أحق أن يُتَّبع، وأقصد بالحَقِّ هُنا، أنَّ الشّيخ أوضح أنَّ المَسألة فِيها خِلاف
بين العُلمَاء، وهَذا غَاية الأدب والأمانة العلميّة، وكَان الله في عَون الشّيخ،
حيث سيَنتقص الدّهماء مِن رَأيه، ويُسفّهوا مَا ذَهبَ إليه، لأنَّ الكثير مِن
أنصاف المُتعلِّمين والجَهلة يَسيرون عَلى قَاعدة: (مَن لا يُوافقني فهو ضدِّي)،
ومَا عَرفوا أنَّ طُرق الوصول للحَقِّ مُتعدِّدة..!. والله مِن ورَاء القصد،،،
--------------------
*
الكُسْكُس: أكلة لَذيذة، وهي تُعتبر الوَجبة الرّئيسيّة لعَرب شَمال إفريقيا، ويُحبّها
خَلقٌ كَثير مِن أهل بريطانيا العُظمى..!
أحمد
عبدالرحمن العرفج
Arfaj555@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق