الحبر الأصفر
حظ الأصدقاء من طرافة
الأدباء ..!
للأُدبَاء
طَرائفهم التي لا تَنتهي، وتَمتَاز مَواقفهم -أحياناً- بالظُّرف، وخفّة الدّم، وسُرعة
البَديهَة، وإن كُنَّا في هَذا الزَّمن السَّريع؛ قَد فَقدنَا الكَثير مِن هَذه
القصَص، وضَاع الجيّد القَليل في مَتَاهَات الرَّديء الكَثير..!
ففي
مَرَّة مِن المرّات، قَرأتُ جوَاباً للأديب الكَبير "سلفادور دالي"، عِندَما
سَألوه: لمَاذا لا تَتعاطَى المُخدّرات؟ فأجَاب: أنَا المُخدَّرات..!
ويُروى
أيضاً أنَّ الأَستَاذ الكَبير "نجيب محفوظ"، كَان يَعبر الشَّارع مَشياً
عَلى قَدميه، وكَانت تَقف عِندَ الإشَارة الرَّاقِصَة المَعروفة "فيفي
عبده" بسيّارتها الفَارهة، فعَرَفَت "الرَاقِصَة" الأديب، ثُمَّ فَتحت
النَّافِذة وقَالت لَه: (يَا أُستَاذ "نَجيب" شُفت الأدَب عَمل فِيك
إيه؟ وشُفت قلّة الأدَب عَملت فيَّ إيه)..؟!
وعَلى
نفَس هَاتين القصّتين، استمتعتُ بحوَار في "تويتر"؛ بَين اثنين من نُشطَائه
يُلاطفَانني ويَتمَازَحَان عَلَى بُسَاطي الأحمدي، حَيثُ قَال أحدُهما -وكان يُسمِّي
نَفسه "تَاكسي المَدينة"- قَاصِداً إيَّاي: (لَذيذ "أبوسفيان"
هَذا.. بَس لَه وَزنيّة خَاصَّة)..!
فَردَّ
عَليه الآخَر ويُدعَى "علي الرحيلي" ضَاحِكاً: (ليش يَا خوي إنت شَايف "أبوسفيان"
رَاس شيشَة)؟.. فأجَابه "تَاكسي المَدينة" قَائلاً: (نَعم، كُلّهم
يعدّلون المَزَاج)..!
فعَاد
الصَّديق "الرّحيلي" وهو يَضحك مُجدَّداً قَائلاً: (أخشَى أن يَغضب مِنَّا
"أبوسفيان"، ويَنسفنا بنَاصية مِن نَواصيه تَجعلنا في خَبر "لَيت")..
فـ"فَرمل" تَاكسي المَدينة قَائلاً: (أبوسفيان رَجُل حَليم، وَاسع الصّدر)..
ليَتّفقا أخيراً، حِين قَال الرّحيلي: (في هَذه صَدَقْت، فأبوسفيان لا مَثيل لَه
في الرَّحَابَة)..!
حَسناً..
مَاذا بَقي؟!
بَقي
القَول: إنَّ هَذه مُحادثة لَطيفة، فِيهَا مِن الطَّرافة وخفّة الدّم، بقَدر مَا فِيها
مِن "الميَانة" والمودّة.. لَيتنا نَتعوّد ونَتدرّب عَلى هَذه المُحادثَات؛
الخَالية مِن التَّشنُّج والتَّعصُّب، واتّهام النَّاس، وسُرعة الانفعَال..!!!
أحمد عبدالرحمن
العرفج
تويتر: Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق