تويتر الواقع
يكشف الوقائع ..!
جَاء
"تويتر" وانشَغل النَّاس بقَضايَاه وأُطروحَاته.. وأصبَحنا نَأخذ العِلْم
مِنه؛ بَعد أن كَان سَلفنا الفِقهي يَأخذ العِلْم "بالتَّواتر" ولَيس مِن
"تويتر"..!
ولَكن
كُلّ أمُور الحيَاة تَبدو "كالخَمر"، فِيها مَنافع ومَضار.. و"تويتر"
وَاحد مِن هَذه الأشيَاء؛ التي تَقع عَلى شَارعين، شَارع خَير وشَارع شَر..!
دَعونا
نَتفَاءل ونَتحدَّث عَن جَوانب الخَير.. ولَعلَّ أهمها التَّواصُل بَين النَّاس،
ولقَد جَرّبت مَثلاً أن أغيب عَن "تويتر" يَومين، فمَا كَان مِن الأحبَاب
والأصدقَاء إلَّا أن سَألوا عنِّي؛ ولاحقُوني باتّصالاتهم وتَواصلهم..!
ومِن
الغَريب أنَّ النَّاس في السَّابق كَانت تَقول: (وينك ما نشوفك في المسجد)، والآن
يَقول أحدُهم للآخَر: (وينك، ليش ما بنشوفك في "تويتر"؟)..!
ولَعلَّ
مِن مَزايا "تويتر" أنَّه بَدأ يُعلِّم النَّاس الصِّدق.. فمَثلاً تَقول
العَرب: "إذَا كُنتَ كَذوباً.. فكُن ذَكوراً"..! وهَذا المَثَل يَجب أن
يَتعلَّم مِنه أُولئك القَوم؛ الذين تَتّصل عَليهم فلا يردّون.. وإذَا عَاتبتهم قَالوا:
كُنَّا في نَومٍ عَميق، مَع أنَّهم في ذَات الوَقت كَانوا يُغرِّدون في "تويتر"..!
والغَريب
أنَّ خصوصيّتنا السّعوديّة تُلاحقنا في كُلِّ مَكان.. فقَد عَاتَبتُ أحدَهم لأنَّه
لَم يَردّ عَلى اتّصالي، مَع أنَّه كَان مُغرِّداً في ذَات الوَقت، فقَال: كُنتُ نَائماً،
فقُلتُ لَه: يَا رَجُل لقد رَأيتك تُغرِّد.. فقَال: يَا أخي، هَذه تَغريدات مُبرمجة،
تَنزل في "تويتر" وأنَا نَائِم..!
إنَّنا
يَجب أن نُعيد "فَرمتة" حيَاتنا وفق مخرجَاتها الجَديدة.. فمِن الحَمَاقة
أن نَتسلَّح بأعذَار الأمس لأخطَاء اليَوم.. ومَا كُنَّا نَضحك بهِ عَلى النَّاس
في السَّابق.. قَد لَا نَنجح فيه؛ في هَذا الزَّمن اللاحق..!
حَسناً..
مَاذا بَقي؟!
بَقي
القَول: يَجب عَلى الكذَّابين التَّركيز عَلى المَثَل العَربي القَائل: "إذَا
كُنتَ كَذوبا.. فكُن ذَكورا"، وفهمه جيّداً، ولَيس لَهم في هَذه القضيّة إلَّا
خيَارَان: إمَّا التَّخلِّي عَن الكَذِب والابتعَاد عَنه، أو درَاسة الكذبة مِن كُلِّ
جَوانبها؛ حتَّى لا تَتناقض مَع الوَاقع، الذي يَكشف الحقَائق والوقَائع..!!!
أحمد
عبدالرحمن العرفج
تويتر:
Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق