الخميس، 5 ديسمبر 2019

التجديد في لغة "تويتر" والتغريد ..!


الحبر الأصفر
التجديد في لغة "تويتر" والتغريد ..!

نَحنُ نَعيش في زَمن "تويتر" والتّغريد، لا التَّغريب، لذَلك أَخَذْتُ عَلى نَفسي عَهداً -هُنا في المَقَالات، وفي برنَامج "يَا هَلَا بالعَرفج"، الذي يُبثُّ عَلَى قَنَاة "روتَانا خَليجيّة" مَساء كُلّ أربَعاء- أقول أَخَذْتُ عَلى نَفسي عَهداً، بأنْ أُشير في كُلِّ شَهر مَرَّة وَاحدة إلَى كِتَاب سَبَق "تويتر" بالتَّغريد، بمَعنَى أنَّها كُتُب وُضِعَت في السَّابق، وتَصلُح مَادتها لتَكون تَغريدات للأخ "تويتر" الآن..!
والقَصد هُنَا هو الارتقَاء بلُغَة التَّغريد، لأنَّ مَن يَقرأ هَذه الكُتُب بتَمعُّن، فإنَّه مَع الوَقت سيَكبر ويَنضج ويَفهم، لتَأتي تَغريدَاته في أحسَن تَقويم..!
وأوّل هَذه الكُتُب هو كِتَاب شَيخنا الجَليل، الذي يَسكن في صَومعة الإبدَاع، وخلوة التَّألُّق، وعُزلة الابتكَار، إنَّه الأديب "ميخائيل نعيمة"، حَيثُ خَصّص كِتَابه "كَرْمٌ عَلَى دَرْب"؛ لتَوقيعَات لُغويّة فِكريّة، جَاءت عَلى شَكل تَغريدات، قَبل أن نَكتشف نَحنُ لُغَة التَّغريد بأربعين سَنَة، وإليكُم نَماذِج مِن هَذا الكِتَاب:
* العُزْلَة للمَلآن أُنس، وللفَارِغ وحشة.
* رُويدك فالزَّمَان كُلّه لَك.
* لا تَغرب الشَّمسُ إلَّا عَن الذين يَغرُبون عَنهَا.
* اقتلني إذَا شِئت، فلَن يَأخذ بثَأري مِنك غَيرُك.
* الغَضَب رغوَة تُثيرها نَار الجَهل.
* سَلِ الجَبل مِن أين علوّه، يُجبك: مِن الوَادي.
* للأسَد هيبَة في مَوته لَيست للكَلب في حيَاته.
* تَعدُّ عُمرَك بالسّنين فيَقصُر.. ألا عدَدْته بالثَّواني فيَطول؟!.
* نِصف النّهار عِندك نِصف اللّيل عِند غَيرك، فلا تسوّقنّ الزّمَان بعَقرب سَاعتك.
* أما تَسمع الأرض تَقول لَك كُلّما مَشيت عَليها: أهلاً وسَهلاً؟!.
* مَا أكثَر المُتكلّمين وأقَل السَّامعين.
* مَا تَمنّيتُ زُكَامي لسَارق مَنديلي، ولَكن مَا العَمَل؟!.
* يَتذوّق اللِّسَان الطّعام، فمَا بَاله لا يَتذوّق الكَلَام؟!.
* لِي بَين حَاجبيّ عَينٌ ثَالثة، ولَولاها لكُنتُ أعمَى.
* مَن كَان لا يُبصر غَير مَحاسنه ومَساوئ الغَير، فالضَّرير خَيرٌ مِنه.
* بَدأتُ أتعلّم يَوم نَسيت كُلّ مَا تَعلّمت.
حَسناً.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: هَذه نَماذج مِن تَغريدات شَيخنا الجَليل "ميخائيل نعيمة"، أتمنَّى مِنكم أنْ تَقتنوا كِتَابه "كَرْمٌ عَلَى دَرْب"، لتَتعلَّموا مِنه طَريقة التَّغريد العَميق والمُفيد..!!!

أحمد عبدالرحمن العرفج
تويتر: Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

لكُلِّ مثابرٍ نصيب.. مِن دأب النجيب!