الخميس، 5 ديسمبر 2019

متى أصبح الرقص على القبور مدعاة للفرح والسرور؟!


الحبر الأصفر
متى أصبح الرقص على القبور مدعاة للفرح والسرور؟!

مَن يُتَابع أَنمَاط واتّجَاهَات الأُغنية؛ التي تَستَهوي الشَّبَاب والشَّابَات هَذه الأيَّام فِي عَالَم الرَّقص، يَجد العَجَب العُجَاب، ويَتأكَّد بأنَّ مَن يَستَمعون إلَى هَذه الأَغَانِي، ويَرقصون عَليهَا -فِي نَفس الوَقت- سيَخرج في نَهَاية الأَمر بنَتيجة مَفَادها: أنَّهم أُصيبوا بسَاديةٍ؛ تَستَعصي عَلى التَّفسير والتَّأويل..!
وحَتَّى يَتَّضح المَقَال، دَعونَا نَطرح المِثَال: مِن أَشهَر الأَغَاني التي يَرقص عَليهَا الرَّاقصون هَذه الأيَّام، أُغنية للفَنَّان المُتأِّلق "رَاشِد المَاجِد"، تَنبَثق مِن كَلِمَاتها مَعَاني الحُزن، وتَستَحضر مُوسيقَاهَا البُكَاء والأَلَم، ومَع هَذا يَرقصون عَليهَا، وكَأنَّهم ذَلك الطَّائِر؛ الذي صَوّب الصيَّاد نَحوه رُصَاصَة قَاتِلَة، ولَكن سَكرَات المَوت جَعلته يَرقص مِن الأَلَم، ويَتلوَّى مِن الوَجَع.. وحَتَّى تَتأكَّدوا، تَأمَّلوا هَذه الكَلِمَات التي وَردَت فِي الأُغنية:
سجّه مَع الهَاجوس طبيعة اللي
بموت ما جزت عنها
أشكي على الخلاّق وارفع له ايدي
لاكثرت الافكار يفك منها
خلوني اكرم في حياتي وأنا حي
ولا متّ مدري جثّتي من دفنها
مسكين ياللي تحسب الواجد شوي
والعافيه لو تنشرى وش ثمنها!!
أمَّا الأُغنية الثَّانية التي يَرقص عَليها خَلقٌ كَثير، فهِي أُغنية "نَدْمَانَة"، للفَنَّان الشَّاب "زايد الصَّالح"، حَيثُ تَدور كَلِمَاتها حَول النَّدَم والتَّعب النَّفسي، وحَتَّى تَتأكَّدوا أَيضاً، تَأمَّلوا هَذه الكَلِمَات:
يَا نَدمَانَه عَلَى حُبّي وايّامه
قَلبك انَا قدامه مَاحس يوم ورَاح
يَا وَلهَانه عَلى حُبّي زَمَانه
كُنتي بحُضني تَعبَانه رجعت يوم طحت
انَا مابي حبّك منه وش جَاني اللي جَاني كَفَاني!!
حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: لَيتَ الذَّائِقَة الفَنيَّة الرَّاقية تَعود إلينَا، فنَحنُ فِي السَّابق كُنّا نُطْرَب ونَتمَايل ونَترَاقَص، حِين كَان "طلال مدّاح" –رَحمه الله- يُغنِّي مَثلاً: "وابتَدَت أيَّامي تِحلَى، وابتَدَت تِحلَى الحيَاة"، أمَّا الآن فقَد أَصبَح البَعض يَرقص عَلى أُغنيَة، تَتضمَّن شطراً يَقول: (ولَا متّ مَدري جثّتي من دَفنها)..!!

أحمد عبدالرحمن العرفج
T: Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

لكُلِّ مثابرٍ نصيب.. مِن دأب النجيب!