الخميس، 5 ديسمبر 2019

حزْمةٌ أدبية من خواطر تويترية - 2


حزْمةٌ أدبية من خواطر تويترية - 2

- يَقول عُلمَاء الأرزَاق: إنَّ الله - جَلّ وعَزّ - يَرزق كُلّ طَير، ولَكنّه لا يَضع الرِّزق في العِشّ، لذلك اخرجُوا مِن أعشَاشِكم، لتَقتاتوا مَا كَتبه الله لَكم مِن عَيشكم ومَعاشكم..!
- مَظاهر الفَرَح في مُجتمعنا لا حَصر لَها، وآخرها لوحة كَبيرة في إحدَى المُدن تَقول: بُشرى سَارة لأهَالي الحَي: «افتَتاح مَغسلة وتَجهيز أموَات»، وفي مَدينة أُخرى تَجد بجوَار مَقبرة «كُشكًا» قد يَحمل اسم «مَنازل السُّعدَاء»، أو «إكرَام الميّت»، يَضع لوحة إعلانيّة كُتب عَليها: «أسعارٌ خَاصَّة للجُملة، وعرُوض مُخفّضة عَلى حَقيبة الميّت، شَاملة الكَفَن والسِّدر والمِسك»..!
***
- «جُدَّة» بضَم الجيم، أضمّها إلى قَلبي كُلّ صبَاح، وأعتبرها بَيتي الكَبير، وتَنقّلي بين أحيَاءها يُشبه تَنقُّل رَجُل في مَنزله؛ مِن غُرفة نَومه إلى صَالة الطّعام، ومِن صَالة الطّعام إلى غُرفة الجلُوس.. الله، كَم أشعُر بالسّعادة عِندَما أكون في جُدّة، وكُلّ بَيتٍ مِن بيوت الأصدقَاء والمَعارف فِيها، هو مُلحق تَابع لبَيتي الكَبير، إلَّا البَحر فإنَّني أشعرُ أنَّه يُعاديني، ليَثأر مِن المُعتدين عَلى شَواطئه، ولا أعرف لُغته لأُخبره بأنَّني لَستُ مِن هَؤلاء، وأنَّني أشجبُ جَرائمهم..!
- يَقول «جوتة»: (إنَّ الحيَاة قَصيرة ولَكن اليَوم طَويل)، والقَصْد - هنا - أنَّك تَستفيد مِن كُلِّ لَحظة مِن لَحظات حيَاتك، لأنَّ اليَوم هو حصّتك الوَقتيّة مَا بَين اللّيل والنّهار، فإذَا جُمعت هَذه الأيَّام تَكون هي الحيَاة، عِندَها ستَكون إلى القِصَر أقرَب..!
***
- لا أُؤمن كَثيرًا بمقولة: (تُشير) الدِّراسات الطّبيّة إلى كَذا وكَذا، مِثل تلك التي تُعدِّد فَوائد الشَّاي الأخضَر والزّنجبيل والقُرنفل، فهي صَيحات تَخرج بَين فَترة وفَترة دون مَضمون، وقد قَرأتُ أن شُرب عَصير الجَزَر عَلى الرّيق يُقوّي النَّظَر، فأدمنتُ عَلى شُربه شَهرًا كَاملًا، بَعدها تَبيّن أنَّ نَظري بَدَأ يَضعف..!
- عِندَما تَقرأ بَعض الصُّحف يَتمالكك التَّساؤل، ويَستحوذ عَليك الاستفهَام، حِين تَجد المُستغلّين، ممَّن يَمتطون بَعض المَنابر الإعلاميّة، ويَتغنّون بالوَطنيّة، ويُزايدون عَليها، لا حُبًا فيها، وإنَّما استغلالًا لَها، فقَد كَانوا بالأمس يَستغلّون الدِّين، واليَوم يَستغلّون الوَطنيّة، وهَذا دَاء قَديم ذَكره «مصطفى الرافعي»، حِين قَال في هَجاء هَذا الصّنف مِن النَّاس:
أُحْبُولَةُ الدِّينِ رَثَّتْ مِنْ تَعَامُلِهِمْ
فَاسْتَعْمَلُوا بَعْدَهَا أُحْبُولَةَ الوَطَنِ
حسنًا.. ماذا بقي؟!
بقي القول: تَجاسرتُ يَومًا فاقتنعتُ بثَقافة بِنَاء السّكن، ولَكن - مَع الأسَف - كُلَّما حَاولتُ أن ابني مُستقبلي؛ ارتَفَع سِعر الأسمنت، وعِندَما حَاولتُ شرَاء الحَديد قَفز ثَمنه إلى الأعلَى، فلَم أملك إلَّا سَحب الحَديدة التي كُنتُ أجلس عَليها، لَكنَّني لَم أجد الأرض التي أضعَها عَليها..!!!

أحمد عبدالرحمن العرفج
تويتر: Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

لكُلِّ مثابرٍ نصيب.. مِن دأب النجيب!