الخميس، 5 ديسمبر 2019

قصيدة "تويتر" على نقش الحجر


قصيدة "تويتر" على نقش الحجر

جَاء "تويتر"، وحَرَّك الشّجون، وبَعث الفنُون، ونَشر الظّنون، وأتعَب العيُون، وسَوّد الجفُون، ونَصر كُلَّ مَسحوق ومَغبون..!
و"تويتر" طَائر أزرَق، جَاء اختراعُه بُناءً عَلى قصّة الطّير؛ الذي يَنقل الأخبَار الاجتماعيّة، واشتهرت قصّته في الأدبيّات العَالميّة كَافة، ففي أمريكَا إذَا قَال أحدُهم مَعلومة، سَأله النَّاس: مَن أخبَرك بهَذا؟! قَال: Little Bird.
وفي السّعوديّة نَقول: علّمني الطّير الأخضَر، ولَيس هُناك فَرق بَين المثَلين إلَّا لون وحَجم الطّير، فهو في "تويتر" أزرَق وعندَنا أخضَر، وهكَذا لنَا خصُوصيّتنا حتَّى في الألوَان..!
في هَذا السِّياق -أعني سياق استخدام "تويتر" في التَّواصل الاجتماعي- أُحاول -جاهداً- أن أُفعِّل هذا المَوقع للأخبَار الاجتماعيّة، فـ"تويتر" لَيس مَوقع أخبَار، وإن كَان لا يَخلو مِنها، ولَيس هو أيضاً منبراً للوَعظ، وإن كَان يَعجُّ به، إنَّما هو منبر للبَوح الذَّاتي، ولإعلاء صَوت المُهمّشين والمُختَفين، الذين لا يَعرفون الطَّريق إلى الصُّحف الرَّسميّة وشبه الرَّسميّة..!
لقد كُنتُ مُتأمِّلاً مَساءً مِن مَساءَات "برمنجهام" الهَادئة، فشَاهدتُ "تويتر"، وعَاد لي شَيطان الشِّعر –أعوذ بالله مِنه ومِن شيطَانهِ- فكَتبتُ هذه الأبيات التي أتمنَّى أن تَليق بـ"تويتر"، أو يَليق هو بهَا، حيثُ قُلتُ –تَجاوز الله عنّي:
غَرِّدْ بِمَا شِئْتَ إِنَّ الكَوْنَ مُسْتَمِعُ
وَالفِكْرُ يَبْقَى وَيَفْنَى كُلُّ مَا جَمَعُوا
إِنَّ المُغَرِّدَ صَوْتُ الحَرْفِ يَفْضَحُهُ
فَاخْتَرْ لِنَفْسِكَ مَا تُبْقِي وَمَا تَدَعُ
إِنَّ الحُرُوفَ التِي صَاحَتْ بَلاَبِلُها
سَتَكْسِرُ السَّدَّ، لَنْ تَشْقَى بِمَا صَنَعُوا
تَوْتِرْ.. وَغَرِّدْ فَإِنَّ الكَوْنَ أُغْنِيَةٌ
تَعْلُو مَعَ الحُبَّ فِي الدُّنْيَا وَتَرْتَفِعُ
إِنَّ المُتَوْتِرَ صَبٌّ صُبْحُهُ نَغَمُ
أَتَى يُمَوْسِقُ حَرْفاً كُلُّهُ دَلَعُ
يَا طَائِرَ الشَّوْقِ إِنِّي كُلَّ ثَانِيَةٍ
مُغَرِّدٌ لَمْ يَزَلْ في النَّاسِ يَنْخَدِعُ
حَسناً.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: هَذه أبيَات مُختصرة، فقَد علّمنا عمّنا "تويتر" الاختصَار، بحيثُ أمَرنا بأن نَكتب في حدود 140 حَرفاً، وفي الاختصَار يَضمن الكَاتِب الاستمرَار، ويُثبت جَدارته في الاختزَال والإبهَار..!!!

أحمد عبدالرحمن العرفج
تويتر: Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

لكُلِّ مثابرٍ نصيب.. مِن دأب النجيب!