الخميس، 5 ديسمبر 2019

الهَفْوَة فِي تَحْرِيم الشَّاي وَالقَهْوَة ..!! (2)


الهَفْوَة فِي تَحْرِيم الشَّاي وَالقَهْوَة ..!! (2)

عِنْدَما نَتطرَّق إلى المُعاناة التي وَاجهتها القَهوة والشَّاي، للخُروج من رَحِم التَّحريم إلى دُنيا الإبَاحة، لابُد أن نعرج على هذا النَّسب اللُغوي، الذي سَاهم بتَحريمهما وتشويه صُورتهما، من هُنا قِيل: "القَهوة من أسماء الخَمر"، وقِيل: "سُمِّيت الخَمر قَهوة لأنَّها تُقهي عَن الطَعام والشَّراب".. والإقهَاء هُو عدم اشتهاء الطَّعام والشَّراب.. قَهَا وأقْهَى فهو مُقهٍ غير مُشتهٍ للطَّعام والشَّراب!!
ذَكره أبُوبَكر الأنبَاري في كِتَابه (الأضداد) مَادة "قَهِيَ"، وقَال في القَاموس "أقْهَى" أي دَاوم على شُرب الخَمر.. أما أحدهم فقد أشهد الله على تَحريم القَهوة.. ولا يقبل فيها كلاماً.. ومَن قَال بالجواز فإنَّه يُخشى عليه من الكُفر!!
واستشهد بقول القائل:
قُوما اسْقِيَانِي قَهوةً رُوميةً
مِنْ عَهد قَيصَر دَنَّها لَم يُمسس
صرفاً تضيف إِذَا تسلط حكمها
مَوت العُقول إلى حَيَاة الأَنْفُس
وهنالك كِتَاب اسمه (عُمدة الصَّفْوَة فِي حل القَهوة) مَخطوط في خَزانة محمد سُرور بِجَدة. الأعلام (44/4)!!
وللعمريطي المُتوفى سَنة 979هـ أرجوزة في تَحريم القَهوة يَقول فِيها:
الحَمدُ لله الذي قَد حَرما
عَلى العِباد كُلّ مُسكِّر وَمَا
يَضر فِي عَقلٍ وَدِينٍ أَو بَدن
ومَا يَجرّ للفَسَادِ والمِحَن
اعْلَم بأن القَهوة المَشهورة
كَريهة شَديدة المُرُورَة
** تَحريم الشَّاي:
أمَّا الشَّاي فَهُو أيضاً لم يَسْلَم مِن أفوَاه المُحرِّمين وأقوال المُتعصِّبين، فهَا هُم بَعض الأشياخ في تَنبكتو في دَولة "مَالي"، قَالوا في تَحريم الشَّاي -ويُسمونه أتّاء-:
"الشَّاي" شَاربه يَلهو كَسَكْرَانا
ولا يَزالُ مِن الضُلاَّل حَيرانَا
"الشَّاي" لَم يكُ مِن أفْعَال سَيدنَا
وتَالييه ولا مَن فَعل عُثمانَا
ولا عَليٌّ ولا الأصْحَاب كُلهمُ
والتَّابعين لَهم عَدلاً وإِحْسَانَا
"الشَّاي" بِدْعَةُ أَقوَامٍ سَيُورثهم
مِن بعدِ مشربهم فَقراً وخُذلانا
هذه سيرة فنجان قَهوة من غير قارئه، أَسُوقها رغم أنِّي لا أُحب القَهوة، وهَذا لا يُقدِّم ولا يُؤخِّر، أمَا الشَّاي فَقد أحببته بشقِّيه، الأخضر الذي استمال فَمي بعد روايات الرِّوائي الليبي الكبير إبراهيم الكوني، أمَّا الأحمر فهَا أنَا أشربه مع هَذا المَقَال بِرَائِحة النعناع المَدني الفَائق المَذَاق والرَّائِحة!!

أحمد عبدالرحمن العرفج
Arfaj555@yahoo.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

لكُلِّ مثابرٍ نصيب.. مِن دأب النجيب!