الخميس، 5 ديسمبر 2019

ما هب ودب من آداب الواتس أب ..!


ما هب ودب من آداب الواتس أب ..!

جَاء العَصر الحَديث، وجَاءت مَعه وَسائل التَّواصُل؛ الجيّد مِنها والغَثّ، ومِن المَعروف أنَّ لكُلِّ شَيءٍ آدَاباً، فهُناك آدَاب دخُول الحمَّام، وهُناك آدَاب الطّعام، وهُناك آدَاب الجلُوس، وهُنَاك آدَاب طَلب العِلْم، وأنَا سأخترع آدَاباً تُسمَّى آدَاب "الوَاتس أب"، وبُحكم أنَّني -ولله الحَمد- أضَم مَعي بـ"الوَاتس أب" آلاف الأصدقَاء، والأقربَاء والأدبَاء والأعدَاء، لذا سأبوح لَهم بشَيءٍ ممَّا في خَاطري، طَالما أنَّني قَد استضفتهم، والعَرب تَقول: (إنَّ الضّيف بحُكم المُضيف).. لذَلك قَبل أن يُرسلوا لِي يَجب أن يُراعوا الأمُور التَّالية:
أولاً: أتمنَّى أن لا يُرسلوا لِي تِلك الأشيَاء المَملوءة بالشّحن والتَّجييش؛ مِن مِثل: "انظروا مَاذا يَفعل الشّيعة في العَالَم العَربي"، أو "هَذا مَا يُفكِّر فيهِ اليَهود"، أو "الغَرب يَستهدف الإسلَام".. كُلّ هَذه مَوضوعات لا تَستوعبها ولا تُحبها جُمجمتي الصَّغيرة..!
ثَانياً: أتمنَّى أن يَتأكَّدوا مِن الموَاد التي يُرسلونها، فأحيَاناً يُرسلون لِي شَيئاً مَكذوباً مِثل: إيقَاف جريدة الحيَاة ثَلاثة أيَّام، أو مَقال مَكذوب للصَّديق "خلف الحربي" يَنتقد فيهِ "القصمان"..!
ثَالثاً: كما أتمنَّى عَليهم أن لا يُرسلوا عليَّ مَواد صوتيّة، فهي تُضيِّع وَقتي، وتُهدر مَالي، فيما لا فَائده مِنه..!
رَابعاً: أتمنَّى عَليهم أن يُرسلوا لِي أشيَاء غَير مُكرَّرة، بحَيثُ تَكون تَمتاز بالجدِّة والطَّزاجَة، وهُنا أشكُر صَديقي الحَبيب "خالد الهزَّاع"، الذي يُوافيني دَائماً بكُلِّ جَديد وغَريب ومُفيد..!
خَامساً: أتمنَّى أن لا يُرسلوا لِي أي شَيء يُسيء للنَّاس، أو يَحث عَلى غيبتهم، خَاصَّة إذَا كَانت هَذه المَعلومَات وُزّعت عَن طَريق الخَطأ، أو عَن طَريق تَشويه السُّمعَة، لأنَّ لَديَّ مِن الذّنوب مَا يَكفيني، فلستُ بحَاجة أن أستورد ذنُوباً مِن الخَارج..!
سَادساً: أتمنَّى وأرجو مَرَّة ومَرّتين وثَلاثاً؛ أن تُرسلوا لِي إبدَاعَاتكم، وبَوحكم الجَميل، فوالله إنَّ خَاطرة كَتبتموهَا بأصَابعكم المُرتبكَة؛ خَير عِندِي مِن رسَالة كُلّها زَخرفة وأبّهة كَتبَها غَيركم، وكَان دوركم فِيها كسَاعي البَريد، أو كحِمَار الحَقل الذي يَنقل العَلَف مِن مَكانٍ لمَكان..!
حَسناً.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: إنَّني لَستُ دِكتَاتوريًّا في هَذه الطَّلبات، بَل أُمارس دَوري كمُستقبِل للرَّسائل، ومِن حقِّي عَليكم أن تَحترموا مَنزلي "الوَاتس أبي"، لأنِّي أحترم رَغباتكم، وأرسل كُلّ شَهر رسَالة؛ أُجدِّد فِيها عضويّتكم مِن خِلال: "أرغَب أو لا أرغَب"..!!!

أحمد عبدالرحمن العرفج
تويتر: Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

لكُلِّ مثابرٍ نصيب.. مِن دأب النجيب!