الخميس، 5 ديسمبر 2019

المشاكل والضرر من متابعي تويتر


الحبر الأصفر
المشاكل والضرر من متابعي تويتر

قَبل ظهُور وَسَائِل التَّواصُل الاجتمَاعي؛ كَانت النَّاس تَعيش في مُشكلاتٍ وخِلَافَات، حَيثُ تَتخَاصم وتَتنَافر، ثُمَّ جَاء الأخ "تويتر" وزَاد مِن هَذه المُشكلات، وسبَّب خِلَافات هي عند العُقلَاء مِن التَّفَاهَات، ولَكن مَاذا أفعَل؛ إذَا كَان المُجتمع سَريع التَّفاعُل مَع التَّافِه..!
ثُمَّ مَاذا أَعني –هُنَا- بمُشكلات "تويتر"..؟ إليكُم الحِكَايَة:
مَثلاً، تَجد أَحد الأصدقَاء يَعمل لِي إضَافَة في "تويتر"، ويُتابعني في البدَاية وهو مُتحمِّس، وبَعد يَوم أو يَومين، يُرسل لِي رِسَالة عَلى الجوّال قَائلاً: أنَا زَعلان مِنك يَا "أحمد"، لمَاذا أُتابعك في "تويتر" ولا تُتابعني..؟ ومِثل هَذه المُشكلة تَحصل دَائماً، وأَرَى أنَّها لَا تَستحق مِثل هَذا الغَضَب، لأنَّ مَن يُتابعني بمَحض إرَادته؛ يَجب أنْ  يَعمل هَذا الفِعل دُون انتظَار الرَّد منِّي، لأنَّ بضَاعتي قَد تَروق لَه، وبضَاعته لَا تَروق لِي، بمعنَى مِن المَعاني: (إذَا تَابعتني، لا يَعني بالضَّرورة أنَّه يَجب عَليَّ أنْ أُتَابعك)..!
يَا قَوم، إنَّ "تويتر" مَناخاتٌ واتّجَاهات، وكيمياءٌ واهتمَامَات، فأنتَ قَد تَجد عندي مَا يَستحق المُتَابعة، ولَكن قَد لا أجد عندك مَا يَستحق منِّي تِلك المُتابعة، فعَلَى سَبيل المِثَال: أنَا لا أُتابع مَن كَانت تَغريداته تَدور حَول "عَلاقة أمريكَا بإيرَان"، وتَحرُّكَات "وَزير خَارجية طَهران".. وفي المُقَابل تَرانِي أُتَابع –مَثلاً- تَغريدَات بَعض المَسؤولين الإسرَائيليين، مِن أمثَال نتنياهو، حتَّى أَعرف إلَى أين تَتّجه السّياسة الإسرَائيليّة، وكَذلك تَطبيق قَاعدة "اعرَف عَدوّك"، ومع ذلك هُم لَا يُتابعونني..!
كَما أنَّني أُتَابع تَغريدات السيّد أوباما، وهو لا يُتابعني، ولَم أطلُب مِنه ذَلك، لأنَّ أوباما يُضيف إليَّ، وأعرَف مِن تَغريداته إلَى أين تَتّجه السّياسة الأمريكيّة..!
أكثَر مِن ذَلك، فلأنَّني أُحب أنْ أَعيش في سَلامٍ دَاخلي مَع نَفسي، وأبحَث عَن كُلِّ مَا يُبهج ويُسعد قَلبي، فإنَّني لا أُتابع مَن يَتسابقون في نَشر الأخبَار السيّئة، لأنَّ لَديَّ مِن الأحزَان مَا يَكفيني..!
إنَّ عُمري ووَقتي أثمَن مِن أنْ أُضيّعه؛ في مُلاحقة الأخبَار التي لَا تَمسُّ دَوائري وكيَاني، ولا تَرفع مِن ثَقافتي، كَما أنَّ مَا يَروق لـ"عمرو" قَد لا يَروق لـ"زيد"..!
حَسناً.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: يَا أيُّها المُتابعون النُّبلَاء في "تويتر"، إذَا تَابعتم المَرء بمَحض إرَادتكم؛ فلا تُجبروه بأنْ يُتابعكم، وهَذه مِن أبسَط حقُوق الإنسَان في اختيَارَاته..!!!

أحمد عبدالرحمن العرفج
تويتر: Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

لكُلِّ مثابرٍ نصيب.. مِن دأب النجيب!