الهفوة في عدم
بيان أغراض القهوة ..!
عَادَاتُنا
الغذَائيّة والشَّرابيَة تَستحق التَّأمُّل، وتَستوجب إعَادة النَّظر، لأنَّنا وَرثنَاهَا
عَن الآبَاء والأجدَاد؛ دون أن تَأخذ سيَاقَاتها الثَّقافيّة والاجتمَاعيّة والحيَاتيّة،
فمَثلاً كَان إكرَام الضّيف بخَروفٍ ثَمين -أيَّام الجوع- أمراً بَديعاً، ويَدلُّ
عَلى السَّخَاء.. أمَّا الآن -وقد شَبع النَّاس- فإنَّ مُمارسة هَذا الفِعل تَدلُّ
عَلى التَّفَاخُر، والإسرَاف والتَّبذير..!
حَسناً..
لنَأخذ عَادة مِن عَاداتنا السيّئة، وهي تَناول القهوة بشَكل لا يَتلاءم مَع ظرُوفنا
الطَّقسيّة، وأجوائنا المَناخيّة، إذ كَيف لَنا أن نَشرب مَاءً حَارًّا مُرًّا؛ في
درَجة حرَارة تَزدَاد –أحيَاناً- عَن الخَمسين..؟!
لقَد
كَان بَعض الأصحَاب يَرتَادون مَنزلي في رَمضان؛ لتَناول طعَام الإفطَار، ويَتعجَّبون
مِن طَاولتي لخلوّها مِن القهوَة، التي تُسمَّى مَجازاً بـ"القَهوة العَربيّة"،
وقَد كَان أكثَر المُتعجِّبين صَديقنا الكَاتِب "حسن الحارثي"، رَئيس تَحرير
جريدَة "أنحَاء" الإلكترونيّة، وقَال: (لَو عَرِفَ عَنكَ العَرب أنَّك عَدوٌ
للقهوَة؛ لأعلَنوا عَليك الحَرب)..!
أكثّر
مِن ذَلك، كَان "حسن" يُحضر مَعه قَهوته، وهَذا نَوعٌ مِن الإدمَان؛
الذي لا أُحبّذه..!
لقَد
تَعرَّضتُ في كِتَابي" "الغُثَاء الأحوَى في لَمِّ غَرائِب الفَتوَى"،
لتِلك الفَتاوى التي تَناولت تَحريم القهوَة، وبالذَّات في مَنطقة مَكَّة المُكرَّمة،
قَبل مِئات السّنين، وذَلك لضَررها ودخُولها في بَاب المُسْكِر، فالقهوَة المُرَّة
بصبغتها الحَالية تَستوجب مَا يُعادلها مِن السُّكريّات، لذَلك تَكون المُبَارَاة
بَين مَرارة القهوَة؛ وحَلاوة التَّمر، عَلى مَلعب الجَسَد..!
وغَنيٌّ
عَن القَول: إنَّ الجَسَد سيَدفع فَاتورة هَذه المَعركة، لأنَّ مَرارة القهوَة ستُؤذي
المَعدة والأمعَاء، أمَّا حلاوة التَّمر فهي تُزيد السُّعرَات، وتُساهم برَفع السُّكَر
في الجِسم، وهكَذا نُعالج مَرارة القهوَة بحلَاوة التَّمر..!
إنَّ
القهوَة وشُربها نَوعٌ مِن الإدمَان، لذَلك يُعاني بَعض كِبَار السِّن مِن أوجَاع
في الرَّأس، في حَال غيَابها؛ لأنَّها تَوغَّلت في أجسَادهم، فأصبَحت إدمَاناً
لابد مِن المُداوَمة عَلى شُربه، ولقَد اختَصَرَ الشَّاعر "دايم السيف"
عَلاقة القهوَة بالكَيف فقَال:
أعن
له عنت أهل الكيف للهيل
ما
ذاق راعي الكيف أنا ذقته هنيّا!!
حَسناً..
مَاذا بَقي؟!
بَقي
القَول: إنَّ القهوَة المُرَّة مِن عَلامات البَداوَة، ومِن ذِكرَيَات أيَّام
الجوع، ومِن الجَدير بنَا -في هَذا الوَقت- أن نَنشر الدِّراسَات والأبحَاث العِلميّة،
التي تَفضح حَقيقة القهوَة، ومَدَى تَأثيرها عَلى الجِسم، حتَّى يَتبيّن للنَّاس خَيط
القَهوة الأبيض؛ مِن خَيطها الأسوَد، فإذَا كَانت غَير مُضرّة، فليُعلَن عَن ذَلك،
وإذَا كَانت مِن المُضرّات، فليُبلَّغ النَّاس بيَان وحَقيقة القَهوة، ومَا عَلى
الطِّب إلَّا البَلَاغ المُبين..!!!
أحمد
عبدالرحمن العرفج
تويتر:
Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق