الخميس، 5 ديسمبر 2019

الكاتب البسيط يسوّق المقال اللقيط


الكاتب البسيط يسوّق المقال اللقيط

كُلَّما جَاء عَصر جَاءت مَعه آفَاته، ولا يَعنيني كَثيرٌ مِن العَاهَات التي جَاءت عَلى مَرّ العصُور، بَل يَعنيني مَا يَتَّصل بالحَقل الإعلَامي، وبالذَّات مَا يَخصُّ المَقَالات وإجَازَتها، ونَشرها وطَريقة كِتَابتها، بحُكم أنَّني أفهَم –قَليلاً- في هذه الأمُور..!
ومِن الأمرَاض التي بَدَت أعرَاضها تَظهر عَلى المَقالات عبَارة: "مُنع مِن النَّشر"، فنَجد أنَّ طَالبي الشُّهرَة والمَأزومين نَفسيًّا، يَلهثون للفَوز بهَذه العبَارة، ويُرسلون أي مَقال لا يُنشر لَهم -عَبر صَحيفتهم التي يَكتبون فِيها- إلى بَوَّابَات الصُّحف الإلكترونيّة، كطفلٍ لَقيط رَضيع يُلقَى في مَكانٍ عَام، رَغبَةً مِنهم في نَشره مُذيَّلاً بعبَارة: "هَذا المَقال مُنع مِن النَّشر في الصّحيفة الفُلانية"، وهُم يَعلمون أنَّ مِثل هَذه العبَارة تَشدُّ القَارئ، وتَسحبه مِن عَينيه، وفق قَاعدة "كُلّ مَمنوع مَرغوب"..!
والحَقيقة أنَّني أتحفَّظ عَلى هَذه المُمارَسة، لأنَّ الصَّحيفة –أي صَحيفة- عِندَما تَمنع "مَقالاً مَا" لـ"كَاتِبٍ مَا" فلَها حسَاباتها، أمَّا الكَاتِب فكُلّ مَا يَهمّه أن يَنشر مَقالاً لكي يُحقِّق مَجداً لنَفسه، ولا يَعنيه بَعد ذَلك أي شَيء آخَر..؟!
إنَّ الكَاتِب –أي كَاتِب- يُمنع لَه مَقال، فهَذا يَعني أنَّه لا عِلم لَه بالمَعالِم العَامَّة والوَاضحة للنّشر.. وحتَّى لَو كَان الكَاتِب مُبدعاً، فإنَّ المَنع يَدلُّ عَلى بَساطة عِلْمه، إنَّه تَماماً مِثل اللاعب المُتألِّق "يوسف الثنيان"؛ الذي يَحصل عَلى "كَرت أحمَر" في كُلِّ مُباراة تَقريباً.. فهو مُبدع، لَكنَّه لا يَخدم فَريقه..!
يَا قَوم.. لَم يَسبق أن مُنِع لِي مَقال في جريدتنا الغرَّاء "المدينة"، ولَو مُنع؛ فلَن أستغل ملكيّتي لإحدَى الصُّحف الإلكترونيّة، أو عَلاقتي بكَثيرٍ مِنها لنَشر المَقَال الذي مُنع؛ مُذيَّلاً بالعبَارة السّحرية "مُنع مِن النَّشر"، فهَذه موجة رَخيصة، ودَعايَة بَغيضة لا أُحبُّ أن أُمَارسها..!
حَسناً.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: أرجو أن لا يُفهم كَلامي خَطأ، وإن كَان سيُفهم.. فأنَا لَستُ مَع تَحجيم الآرَاء، ولَكنِّي أعتَرض عَلى عبَارة "مُنع مِن النَّشر"؛ التي يَستخدمها بَعض الكُتَّاب حِين يُمنَع لَهم مَقالاً، حتَّى لا يُحرِج الكَاتِب جَريدته التي يَكتب فِيها، ومِن حَقّه أن يَنشره في أي مَوقع دون "طَهبَلة"؛ أو عبَارة سَمِجَة تَقول: "هَذا المَقال مُنع مِن النَّشر"..!!!

أحمد عبدالرحمن العرفج
تويتر: Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

لكُلِّ مثابرٍ نصيب.. مِن دأب النجيب!