يَا عَرب: هذه آفَة الأدَب
..!
الشُّعراء في حضورهم عَذاب،
وفي غِيابهم حِساب.. يَتكلَّمون وكَلامهم سَراب.. يُعادون وعَداوة الشُّعراء سيّئة
المآب، مُتعبة الإيَاب..!
الشُّعراء هُم الذين يَملأون
القَلب مَرارة وحَسرة، وحِينما يَخرج القَوم مِن جراء فَشل شُعراء "مُشوّهين"،
لا تَلوموا إلَّا الشُّعراء والمُتشاعرين والشّعروريين ومَا بَينهما..!
وقد سَألوا أحد الشُّعراء:
لمَاذا لا تُدخِّن..؟! فقَال: كَفَى بالشِّعر آفَة!!!
ولَكن، مَا الدَّاعي لهَكذا
سَلام وتَحيّة وكَلام..؟!
لا شَيء أكثَر مِن خَبَر نَقلته
وكَالة "رويترز" يَقول: إنَّ بَاحثاً أمريكيًّا –حتّى في البَحث لا نَستغني
عَن أمريكَا– اكتشف أنَّ الشُّعراء يَموتون قَبل كُتاب الرّواية، وكُتاب المسرحيّات،
وغَيرهم مِن الأُدبَاء..!
وقَال البَاحث -واسمه "جيمس
كوفمان" مِن جَامعة ولاية كَاليفورنيا– إنَّ السَّبب في هَذا "المَوت
العَاجِل" رَاجع إلى أنَّ الشُّعراء "يَتعذّبون"، أو أنَّهم يَكونون
عُرضة لـ"تَدمير الذَّات"، أو يُصبحون مَشهورين في سنٍّ مُبكّرة، وهو مَا
يَجعل وفَاتهم تَحظى بالاهتمَام..!
وقد نَشر الأستاذ "كوفمان"
بَحثه في دوريّة "بحُوث الوفَاة"، وأشَار إلى أنَّه تَوصَّل إلى هَذه
النَّتيجة بعد دِراسة أحوَال 1987 أديباً وشَاعراً وروائيًّا عَاشوا في قرون مُختلفة
في الولايات المُتّحدة والصّين وتُركيا وأوروبا الشَّرقيّة..!
ولَكن يَجب ألا يَقلق الشُّعراء
العَرب و"المحلّيين"، لأنَّ الدِّراسة أوضحت الأعمَار، إذ قَال "كوفمان":
(في المُتوسِّط يَموت الشُّعراء عن 62 عَاماً، وكُتَّاب المسرحيّة عَن 63 عَاماً،
والرّوائيّون عَن 66 عَاماً، والكُتَّاب غَير الرّوائيين عَن 68 عَاماً)..!
لَست أدري مَاذا يُريد
الأستاذ "كوفمان" أكثَر مِن هَذا العُمر، لأنَّ أعمار "الأُمَّة"
بَين "السّتين والسّبعين" والنَّادر مَن يَتجاوز ذَلك..!
ثُمَّ لتَعلم –أيُّها السيّد
البَاحث– أنَّ العَالَم سيَكون أحلَى وأجمَل مِن غَير شُعراء، ولا أُريد أن أُذكِّرك
بأنَّ الفيلسوف اليُوناني القَديم "أفلاطون" طَالب بإبعَاد الشُّعراء مِن
مَدينته الفَاضلة.. أتدري لمَاذا..؟! لأنَّهم مَراسيل أذيّة، ودُعاة عَداوة..!
لذَا يَقول المُتنبِّي: (وعَداوة
الشُّعراء بِئس المُقتنى)..!
مِن هُنا لا أقول إلَّا لَيت
أعمَارهم كَانت أقصَر مِن هَكذا مُدَّة، لأنَّ شَاعرهم الشَّعبي عَبَّر عن أنَّ
الطّيبين يَموتون بسُرعة، أمَّا الخُبثاء فهُم الذين يُعمّرون فقَال:
لَو أنَّك طيّب كَان ميّت مِن
العَام
مير الخَبيث بقُدرة الله
يعمر!!!
أحمد عبدالرحمن العرفج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق