كُلْ وبَحَلِقْ عِينيكْ.. أَكْلَة وانْحَسَبَتْ عَلَيْكْ ..!
اختَمَرَتْ في ذِهنِي -مُنذ
عِدّة سَنوات- قَناعة مَفادها: أنَّ مُعظم المَشروعات التي يُؤسِّسها السّعوديّون
في الخَارج –خَاصّة في الدّول العَربيّة- لا تَعود بالنَّفع عَلى أبنَاء جلدَتهم،
ولا يَكون جَزاؤهم حَمداً ولا شكُوراً، حِين تُسهم استثمَاراتهم في خَلق آلاف فُرص
العَمل للعَاطلين مِن أبنَاء تِلك الدّول، بل هُم عُرضة للمُتربِّصين مِن أصدقَائهم
قَبل أعدَائهم، حِين تَحِلُّ أي أزمَة تَتطلّب التَّضحية بكَبش فِدَاء..!
وقَد تَعزَّزتْ لَديَّ هَذه
النّظرية؛ حِين اكتَشفتُ أنَّ استثمَار السّعودي في نَفسه –بَعيداً عَن الدّول العَربيّة-،
مِن خِلال تَطوير مَهاراته العِلميّة والمهنيّة، هو مَا يَعود بالفَائدة عَلى وَطنه
وأبنَاء جلدته، لأنَّه يُسهم بفَعالية في نَقل تَجارب الأُمم المُتقدِّمة..!
ولا يَحتاج المَرء إلى ذَكاءٍ
خَارق؛ لإدرَاك حَقيقة رَاسخة رسُوخ الجِبَال، تُؤكِّد أنَّ السّعودي مَتى ارتضَى
عَلى نَفسه أن يَكون نَخلة عَوجاء، لا يَكتفي الانتهَازيّون العَرب بالثّمرات التي
تَسقط في أحوَاضهم فَقط، بَل يَسعون -بكُلِّ مَا أُوتوا مِن خُبث- لاقتلاعهِ مِن
جذُوره، وحِين تَتحقّق مَآربهم، يُضرّس ذَلك المسكين بالأنيَاب، لأنَّه في نَظرهم
مِثل الدَّجاجة التي تُذبح فَوراً، وتَستحيل إلى وَجبة، مَا إن تَفقد مَوهبتها في
إنتَاج البيض الذّهبي..!
وكَي لا يَكون القُرَّاء
شهود زور عَلى مَزاعم "عَرفجيّة" جَوفاء، أُحيلهم إلى مُقابلة أجرَتها
إحدَى القَنوات اللبنانيّة "السَّمجة" مَع السيّدة "المُحتقنة"
"كوثر البشراوي" –وهي مَوجودة عَلى اليوتيوب-، التي تُمثِّل نَموذجاً
للاستثمَار السّعودي الفَاشل، إذْ تنكَّرت لفَضل الإعلَام السّعودي -العَابر للقَارات-
عَليها، حِين انتشلها مِن الغيَاهب المَغمورة، وحقَّق لَها شُهرة لَم تَكُن تَحلم
بهَا، حتَّى كَادت تُصدِّق أنَّها مِن ألمَع وأنجَب نِسَاء العَرب، ومِن أكثرهنّ ثَقافة
واطّلاعاً، وتَنقّلت –بحَفاوة خليجيّة زَائدة- بَين فَضائيّات مُختلفة، ومُؤتمرات
وفَعاليات كَثيرة، فمَاذا كَانت الحَصيلة..؟!
الحَصيلة –يا أصدقَائي القُرَّاء-
أنَّ هَذه السيّدة المُستَهلكة، لَم تَحتمل تَقدّم العُمر بها، فطَفقت تُكيل الشَّتائم
-بلا هَوادة- لَكل مَن "احتضنها"، أو اعتقد بأنَّ لَديها بَصيصَ مَوهبة،
إذ اتّهمت مَن تَصفهم بأصحَاب الرَّساميل النَّفطيّة الخَليجيّة، بأنَّهم نَذروا
أنفسهم لإخرَاج الفَتيات العَربيّات الطَّاهرات مِن خدورهنّ، ومَسح الحَياء مِن قَواميسهنّ،
ليَستمتعوا بمُشاهدتهنّ في فَضائياتهم كَاسيات عَاريات، في حِين أنَّ هَؤلاء المُتآمرين
–بحَسب الأخت كوثر- لا يَسمحون لكَائنٍ مَن كَان بَتناول فَضائياتهم للفَتيات الخَليجيّات
إلاّ مِن مُنطلق العفّة والشّرف، ولا يُؤيّدون خروجهنّ مِن المَنزل، فَضلاً عَن
السّماح لَهنّ بالتبرّج والإسفَاف.. وأكتفي بهَذه العيّنة المُحزنة، ولَو لَم تَكن
أمَانة القَلم تَقتضي عَرضها، لأحجمتُ عَن ذَلك، حتَّى لا أكون شَريكاً لَها، مُتواطئاً
مَعها في الضّيم..!
حَسناً.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: إنَّني لا
أعرف الدّوافع ولا المُستمسكات ولا البَراهين المَوجودة بحَوزة السيّدة "كوثر
البشراوي"، لَكنني أُجزم بأنَّ اللّوم يَقع عَلى عَاتق مَن صَقلها منّا ليُحوّلها
–بقَصدٍ أو بدونه- إلى أدَاة حَادّة، ووَضع إمكَانات جبّارة تَحت تَصرّف مَن لا يَحفظ
العِشرة، وأُذكّر فَقط أنَّ هُناك نَماذج كَثيرة عَلى شَاكلة الأخت "كوثر"
–سأجمعها في مَلفٍ أسوَد إن مَدّ الله في عُمري-، ممَّا يُؤكّد ضَرورة تَوفّر المَناخ
المُلائم –محليًّا- لعَودة استثمَاراتنا الإعلاميّة والفنيّة والثقافيّة
المُهاجرة..!
ومَا بَعد مَا بَقي: آمُل
ممّن استحقّ هَذا المَقال بَعض اهتمَامه، أو لامس هَواجسه، -سَواء تَناوَله
"محلّي" عَلى المَائدة "، أو أخَذه "سَفري" مِن بُوفيهات
فيسبوك وكَافيتريات تَويتر ومَقاصف البرودكاست، أو حَملته -إلى نَافذة مَنزله- حَمَامة
الإيميل-.. آمُل أن يُذكّرني بالطّبخ عَلى هَذا المنوَال، فمِثل هَذه الوجَبات لا
تسعُها السِّيَر الطّوال، فَضلاً عن الاكتفَاء بهَذا المَقال..!
أحمد
عبدالرحمن العرفج
تويتر:
Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق