الخميس، 5 ديسمبر 2019

هزّ الألفاظ في رقصة سوق عكاظ ..!


هزّ الألفاظ في رقصة سوق عكاظ ..!

أعتبر نفسي عَامِل مَعرفة بِكراً، لم يَمسسه إنس مِن مهرجان الجنادرية؛ أو جَان مِن تظاهرات قرية المفتاحة الثَّقافيّة، حيث لم أُدع، وإذا دُعيت لن أستجيب، والأمر يَنطبق على الأندية الأدبيّة، ولكنَّني أجد في نفسي تَعاطفاً وَاسعاً مع احتفاليّة "سوق عكاظ"، الذي "يتعاكظ" النَّاس فيه وحوله وعنه، لأنَّه فِكرة وليدة، تُحاول أن تُرسِّخ أقدامها في مَمرَّات الثَّقافة ودهاليز التُّراث..!
في "سوق عكاظ" الذي يحتفل بعامه الرَّابع، تَجد الجديّة في البحث عن النَّجاح، والحرص على التميُّز مِن خلال عدَّة جوانب، تبتدئ بالأطروحات الفِكريّة، مروراً بنوعيّة المُشاركين، وانتهاءً بمناخ السّوق الذي تَفوح مِنه رائحة "طرفة بن العبد"، وسيّدتنا الجليلة "الخنساء"..!
في هذا العام ولأوّل مرَّة -في تاريخ المهرجانات الرَّسميّة- تُشارك الصُّحف الإلكترونيّة مِثل: "الوئام وسبق، ومصدر وقضايا".. وغيرها، ولا يخفى أن للصَّديق الكَاتِب "محمد الساعد" دورٌ في ذلك..!
كما لاحظ المُشاركون وجود المميّزين مِن أصحاب المدوّنات، مِن أمثال المدوّن الشَّهير "فؤاد الفرحان" و"عبدالله الخريف"، والتويتري القادم بقوة "خالد يسلم"، والفضل -بعد الله- يرجع في استدعاء مِثل هذه النَّماذج الجيّدة؛ للبَاحِث المُثير للجدل "محمود صبّاغ"..!
في هذه السَّنة دار الجَدَل طَويلاً حول القصيدة الفائزة؛ التي كَتبها الشَّاعر "شوقي بزيع"، مِن خلال التَّشكيك في استحقاقها للفوز، على اعتبار أنها قديمة، حيثُ كُتِبَت عام 1990م، وقد دَار الجَدَل طويلاً –أيضاً- حول الشَّكل الشِّعري الذي ينبغي أن يَصطبغ به "سوق عكاظ"..!
وفي جلسة صغيرة مع العَقل المُدبِّر لهذا السّوق الأمير "خالد الفيصل"؛ اقترحتُ عَلى سموّه أن يكون هناك جَائزة تحمل اسم "ديوان عكاظ"، بحيثُ تُعطى لأجمل ديوان شعري يَصدر في كُلِّ عَام، وبهذا نُوائم بين العشيقتين..!
في هذه السَّنة –أيضاً- كان الحضور مميَّزاً، إلَّا أنَّه تَعاطف مع الرِّجال، حيثُ كَان للأنثى مِثل حَظ سبعة ذكور..!
كما أنَّ المهرجان -هذا العام- حفل بالجلسات الصَّغيرة، التي كانت تُضاهي في فعالياتها المحاضرات الرَّسميّة، وللتَّدليل على جاذبيّة مِثل هذه الجلسات، فقد قال لي شيخنا "عبدالعزيز الخضر" -الذي جاء إلى السّوق لمدّة يوم وليلة-: يا أحمد لو استقبلت مِن أمري ما استدبرت لمَكثت ثَلاثة أيام بلياليهن..!
أمَّا الأديب "إبراهيم طالع" فاختصر السّوق بقوله: إنَّه فتنة.. وثالثة الأثافي الصَّديق "علي الرباعي" حين قَال: السّوق كالمعصية، كُلّ النَّاس تُحبه..!
وإذا كان لي مِن تحيّة أُقدِّمها فهي لأخي الدكتور "سعد مارق"، الذي عَمل فأجَاد، وحَاول فنَجح..!
إنَّ السّوق -بمُلتقياته الجَانبيّة- كان مُفاجأة لكثير ممَّن يَحضرون لأوّل مرَّة، حيثُ تَعرَّفوا على بَعض الكُتَّاب الذين كَانوا يظنونهم كباراً، وإذا هم في السّوق مِن اللا كبار، كما وصفهم الأخ "تركي الروقي" رئيس تحرير صحيفة "الوئام".. أمَّا جائزة المشاركين فهي قطعاً للأديب "سعد الرفاعي"، الذي حرص على أن يحضر كُلّ المحاضرات..!
أمَّا الصَّديق "فهد الشريف" فقد كَان عاصياً لأوامر السّوق، ولم يحضر مِن الفعاليّات إلَّا تلك الأمسية التي كان يُديرها، ولو لم يُدرها لما حَضرها..!
حَسناً.. ماذا بقي..؟!
بقي أن أزف البُشرى إلى الشاعر "أحمد الصافي النجفي"؛ الذي تَمنَّى عودة "سوق عكاظ"، ومات وهو لم يَر حُلمه يَتحقَّق.. أقول له: قُم لِتَرى مَا تَمنَّيت حين قُلت:
لُغَةُ المُحِبِّينَ ارْتقَتْ إذْ بينهم
سَكَتَ اللِّسانُ، وفَاهَتْ الألحَاظُ
قَدْ عَادَ سوقُ الشِّعر فِينا رَائِجًا
يا ليتَ شِعري.. هَل تَعُودُ عُكَاظُ؟!
أحمد عبدالرحمن العرفج
Arfaj555@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

لكُلِّ مثابرٍ نصيب.. مِن دأب النجيب!