المنتثر من صورتي في تويتر ..!
قَبل الدّخول في هَذا المَقَال،
يَجب التَّنبيه -وهو تَنبيه مُهم، كَمَا هي التَّنبيهات التي تُوضع في الطَّريق،
وقَد كُتب عَليها: (تَنبيه؛ أمَامك نُقطة تَفتيش)- أقول: يَجب التَّنبيه عَلى أنَّ
المَقَالات والقصَص التي أكتُبهَا، وأضَع نَفسي مِثالاً وشَاهداً عَليها، هي لا تَخصّني
وَحدي، بَل تَخصُّ شَريحة كَبيرة مِن النَّاس، حَصَلَت لَها نَفس القصَص، ولَكنَّها
لا تَملك الشَّجاعة لكِتَابتها، أو الاعترَاف بهَا، وأنَا أولاً وأخيراً لا أملك
ولا أَمون -عَلى أحدٍ مِن البَشر- إلَّا نَفسي، لِذَا لا مَناص ولا مَفر مِن
تَطبيق المثَال عَليها..!
سأتَحدَّث في هَذا المَقال
عَن شَخصيّتي في "تويتر"؛ التي نَالها -كَما نَال كُلّ مَن يُشبهني- سَيلٌ
مِن الانتقَادَات والتَّحطيمات والشَّتائِم، التي لَها أوّل ولَيس لَها آخر، حتَّى
سَاعة كِتَابة هَذا المَقال..!
إنَّ "تويتر" يَدخل
ضمن نطَاق التَّواصل الاجتمَاعي، وهَذا مَعناه أنَّه وَسيلة تَواصُل، ولَيس وَسيلة
وَعظ أو إرشَاد، أو تَوزيع وصَايا، لأنَّ كلاً مِنَّا لَديه -في دَاخلهِ- مَا يَكفيه
مِن الوَعظ والإرشَاد والوصَاية..!
إنَّ فِكرة "تويتر"
اجتمَاعيّة 100%، ولَيست مَيداناً للتَّحريض، أو الاستقطَاب، أو التَّجييش، بَل هي
شلّة افترَاضيّة جَاءت كبَديل للشّلل الوَاقعيّة، بَعد أن تَباعدت المَسَافات، وكَثُرَت
الانشغَالات، فأصبَح كُلٌّ مِنَّا لَديه شلّة افترَاضيّة في "تويتر"؛ يُتابع
مَا تَكتب، ويَقرأ مَا تَحكي..!
ومِن هَذا البَاب أطلُّ عَلى
النَّاس في "تويتر"، فأنَا أحياناً ألبس ثَوب الرَّحالة "ابن
بطّوطة"، وأُخبر النَّاس عَن أسفَاري، ومَا وَجدتُ مِن تِلك الفَوائد الخَمس،
التي ذَكرها الإمَام الشَّاعر "الشافعي"..!
كَما أنَّني أحيَاناً ألبس
ثَوب الجاحظ، وأكتُب تَغريدات عَن اللُّغة والبُخلَاء، وأخبَار الحَمقَى والمُغفّلين
والمُتغَافلين..!
وأحياناً ثَالثة ألبس ثَوب "أشعب"،
ذَلك الرَّجُل الذي يَبحث عَن الوَلائم والعَزائم، ويَكتب عَنها بطَريقة تُفرح النّفوس،
وتُزيل العبوس..!
وخِلال كُلّ هَذه المَلابس
التي ألبسُهَا؛ لا تَخلو التَّغريدات مِن مَعلومات أو آرَاء، أطرحُهَا عَلى القَارئ
ليُشاركني في الحوَار، ويَتداخل مَعي في نَفس الإطَار، لأنَّ الحَقيقة دَائماً تَقع
في المُنتصف بَين الكَاتِب والقَارئ..!
حَسناً.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: يَا قَوم، إيَّاكم
والتَّشبّثه بالمُمثِّلين، و"التّمكيج" بمكيَاج لا يَليق بِكُم، فأجمَل
النَّاس هو ذَلك الإنسَان الذي يَأتي عَلى فِطرتهِ؛ مِن دون "ميك أب" أو
"تَظليل"، أو "سَتائر" أو "تَصبيغ" أو "تَشقير"،
وتَذكَّروا أنَّ الله -جَلَّ وعَزّ- كَما جَاء في الحَديث، لا يَنظر إلَى أشكَالِنَا
ولا إلى صورِنَا، ولَكن يَنظر إلَى قلوبِنَا..!!!
أحمد
عبدالرحمن العرفج
تويتر:
Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق