الخميس، 5 ديسمبر 2019

حِكَايَاتٌ × عِبَارَات (4)


حِكَايَاتٌ × عِبَارَات (4)

- جَاء الهَاتف الجوّال وخَدَم البَشريّة، بأنْ أَوْجَدَ للنَّاس شَيئاً يَعبثون بهِ أثنَاء الانتظَار، حَيثُ يُقلّبون رَسائله، ويَحذفون ويَمسحون ويُرسلون، ومِن قَبل الجوّال كَانوا لا يَجدون مَا يَفعلونه سوَى مَضغ العِلْكَة، أو وَضع الأصَابع في الأنْف في مُحاولة لقَتلِ الوَقت..!
- كَانت عَيني صَغيرة، فتَكحّلتُ لأُكبّرها، ولَكن النَّاس نَهروني مَع أنَّ الكُحل سُنَّة.. أفليسَ في فِعلهم هَذا مُخالفةٌ للسُّنَّة..؟!
- حَمَدتُ الله أنَّ عَيني بهَذا القَدْر المَحدُود مِن الجَمَال، حتَّى لا يَأتي أحدُهم ويَقول لِي: "يخرب بيت عيونك شو حلوين"..!
******
- أقرَأ كَثيراً عَن تَطوّر الطِّب لَدينا، وأنَّنا نُضاهي أرقَى الدّول في المَجال الطِّبي، ولَكن عَلامات الاستفهَام يَنمو نَباتها في عَقلي الصَّغير؛ كُلَّما رَأيتُ أسرَاب السّعوديين المُغادرة إلى أمريكَا للعِلَاج، وبنَفس القَدْر أقرَأ كَثيراً عَن تَطوّر الحَكَم السّعودي، ولَكن عِندَما تَأتي مُباراة الاتّحاد والأهلي نَستعين بحَكَم أجنَبي..!
- أبْغَض كَلِمَة إلى مَراكز بيع أدوَات التَّجميل هي كَلِمَة "غَانية"، لأنَّ الغَانية هي مَن استَغنَت بجَمَالها عَن المسَاحيق والمُجمِّلات..!
- كُلَّما حَاولتُ أن استَحلِب مَشاعري العَاطفيّة نَحوك، لَم أجَد الإنَاء الذي يَكفي لاستيعَاب كميّة الحَليب العَاطفي لِي..!
******
- يَقول شَيخُنَا "أبوسفيان العاصي" في إحدَى نَواصيه: الزَّمان لا يَنتظر أحداً، واعْلَم أنَّ المُستقبَل مَجهول, والمَاضي قَد ذَهب، ولَيس لَكَ إلَّا الحَاضِر الذي أنَت فِيه، ذَلك الحَاضِر الذي يُسمِّيه الإنجليز: Present، وتَعني في نَفس الوَقت هديّة، فالله أعطَاك الحَاضِر أي "هَذه اللحظَة" كهديّة، فاستثمره قَبَل فَوَات الأوَان..!
- ومَا دُمنا في سيرة شَيخِنَا "أبي سفيان العاصي"؛ فإنَّ آخَر نَواصيه تَقول: المُجتمعَات الرَّديئة تَنتقد الفِعل بالعَلَن، وتُمارسه في السرّ، والمُجتمعَات الجيّدة، تُمارس الفِعل في العَلَن، وتَنتقده في السرِّ والعَلَن..!!!
حَسناً.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: سأختم حكَاياتي هَذه المرَّة بـ"تويتَة شِعريّة" مِن أرشِيفي المُتواري أقول فِيها:
أَجِزْنِي رَفِيقَ الدَّرْبِ فَاللَّيْلُ هَا هُنَا
طَوِيلٌ وَفِي عَيْنَيْكَ يَشْتَعِلُ الحِما
لأَنَّكَ صَوْتُ الوَقْتِ، جِئْتُكَ وَاصِفاً
شُحُوبَ الأَمَانِي الحَالِمَاتِ بِرُبَّما
سَأَلْتكَ: كَيْفَ الحَالْ؟ قُلْتَ مُطَمْئِناً
بِخَيْرٍ، فَأَدْرَكْتُ السَّرَابَ الملَثَّما
أَرَاكَ وَفِيَ النَّبْضِ، حَفَّتْكَ أَحْرُفٌ
تَلُوحُ كَبَاقِي المَاءِِ فِي صَفْحَةِ الظَّما

أحمد عبدالرحمن العرفج
تويتر: Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

لكُلِّ مثابرٍ نصيب.. مِن دأب النجيب!