الحبر
الأصفر
النزيف
الحاد في جسد الاتحاد!
أَصبَحَت
مَسأَلة نَادِي الاتِّحَاد قَضيَّة رَأي عَام، ومِن حَقِّ الكُلّ، أَنْ يُدْلِي
بدلوَه، ويمدّنا برَأيه. وقَد قُلتُ فِي نَاصية «تويترية»: مَا يَلي: (إنَّ هبُوط
مُستوَى نَادِي الاتِّحاد؛ فِي سُوق الرّيَاضَة، يُشبِه تَمَاماً هبُوط سُوق
الأَسهُم؛ فِي عَالَم الاقتصَاد)..!
بَعد
ذَلِك سأُعطي رَأيي، لَيس كمُتخصِّص أَو مُحلِّل، بَل كمُتفرِّج ومُتَابِع،
ومُصَاحب للكَتيبَةِ الصَّفرَاء؛ مُنذ أَربعين سَنَة..!
يَتسَاءَل
القَوم: لِمَاذَا أَصبَح الاتِّحَاد هَكَذا؟، وحَتَّى أُجيب، لَابدَّ أَنْ أَعُود
إلَى الأَرشيف فأَقول: إنَّ النّمُور الصَّفرَاء كَانَت تُعَاني مُنذُ سَنوَات،
وآخرهَا كَان العَام المَاضِي، حَيثُ حَلَّ المَارِد الأَصفَر فِي المَركَز
العَاشِر، وقَد تَجَاهَل مُحبّو الاتِّحَاد هَذَا الخَطَر، فأَخذُوا يُحقنونَه بالمُسكِّنات
المُخدِّرة، التي كَان آخرهَا، حصُول الاتِّحَاد؛ عَلَى بطُولة كَأس المَلِك
أَمَام الفَيصلي، وكُلُّنا نَعرف أَنَّ بطُولة الكؤوس «نَفَسُهَا قَصير»، بدَليل
وصُول «الفَيصلي والتَّعَاون والوحدَة» للنَّهَائِي، وهِي مِن أَنديَة الوَسَط..!
ومِن
جِهةٍ أُخرَى، فإنَّ الاتِّحَاد لَم يُوفّق بأَي لَاعب أَجنَبي، يَصنَع الفَارِق،
باستثنَاء «فيلانوفا»، الذي وَرثته الإدَارَة مِن المَدرسَة السَّابِقَة، و»كريم
الأحمدي»، الذي جَاء بدَعوةٍ صَالِحَة، وَافَقَت سَاعة استجَابَة..!
أَمَّا
بَقيّة الأَجَانب، فهُم للأَمَانَة؛ خَير مَن يتمكَّن مِن الجلُوس عَلَى مَقَاعد
الاحتيَاط، حَتَّى لَا تَطير هَذه المَقَاعِد، ولَا أُبالِغ إذَا قُلت: إنَّ
بَعضهم مُصَاب بالإعَاقَة، والبَعض الآخَر مُتخصِّص فِي تَفغيص ودَهس اللَّاعبين..
ومِن المُضحك أَنَّ 50% مِن أَجَانب الاتِّحَاد، يَستَمتعُون بمُشَاهدة
المَبَارَاة، مِن خِلَال مَقَاعد الاحتيَاط..!
مِن
جِهةٍ ثَالِثَة، إنَّ الأَنديَة هَذَا العَام، قَد استَعدَّت جيِّداً، فـ«الوحدة
وأحد، والرائد والتعاون، والباطن والحزم»، لَم تَعُد تِلك الأَنديَة الصَّغيرة،
التي تُطعم الاتِّحَاد بالنِّقَاط لوَجه الله..!
والمُلَاحَظَة
الرَّابِعَة، أَنَّ مَسأَلة تَوَالي المُدرِّبين، تُربِك اللَّاعبين، فهُم
يَتحوَّلون مِن يَدِ نَشيط إلَى نَشيط، ففِي سِتَة أَشهُر، تَم تَغيير ثَلَاثة
مُدرِّبين..!
ومِن
جِهةٍ خَامِسَة، فإنَّ الاتِّحَاد؛ لَم يَستَقطِب -مُؤخَّراً- أَي لَاعب مَحلي
«عَليه القِيمَة»، ومَع احترَامي للكَابتن «حسن معاذ»، فهو لَاعب مُنتهٍ عَمليًّا،
وجَاء ليَتم تَكريمه فِي نَادٍ جَماهيري، وأَين يَجد نَادياً جَمَاهيرياً أَكبَر
مِن الاتِّحَاد..؟!
ومِن
جِهةٍ سَادِسَة وأَخيرَة، فإن الاتِّحاد، مَع الأَسَف الشَّديد، قَد فَرَّط فِي
اللَّاعبين المَحليِّين الجيِّدين، كـ«هتان باهبري، والصيعري، وعبدالفتاح عسيري،
وبدر النخلي»..!
حَسنًا..
مَاذَا بَقَي؟!
بَقَي
القَول: إنِّني اتِّحَادي صَميم، وقَد أَوصيتُ ذُريِّتي الصَّالِحَة وغَير
الصَّالِحَة، بأَنْ يَستَوصوا خَيراً بالاتِّحَاد، فلَا أَحَد يُزَايد عَليَّ فِي
الاتِّحَاد، لِذَلك ذَكرتُ بَعض أَسبَاب تَغيُّر الاتِّحَاد أَعلَاه، وهُنَا
أُؤكِّد عَلَى وجُوب عَودة الرّوح الاتِّحَاديَّة التي ضَاعَت، فكُلّ اللَّاعبين
يَخرجون فِي المُقَابَلَات ويَقولون: «لَا نَدري مَاذَا حَصَل».. لِذَلك لَا تَستَغربوا
فِي ظِلِّ وجُود هَذه الأَسبَاب، أَنْ تَكون نَتَائِج الاتِّحَاد بهَذَا
المُستوَى، ولَا أُبالِغ إذَا قُلت: إنَّ الثَّلاث نِقَاط التي حَصلَ عَليهَا
الاتِّحَاد؛ قَد لَا يَستحقهَا، وبالذَّات النُّقطَة التي سَرقنَاهَا مِن
مُبَارَاة أُحد..!
يَا
قَوم، هَذا هو الاتِّحَاد، الذي تَتعجَّبُون مِن هبُوط مُستوَاه، وأَرَى أَنَّه
نَتيجَة طَبيعيَّة، لسَنواتٍ مِن العَشَوَائيَّة والارتجَال، وتَغذيَة النَّادِي
بالمُسكِّنَات، وكَأنَّ الشَّاعر «أبا نواس» كَان يَقصد الاتِّحَاد، حِينَ قَال:
تَعجَبينَ
مِن سَقمِي..
صحّتي
هِي العَجَبُ!
فِعلاً،
لقَد تَغيَّر الاتِّحَاد، ولَم يَبقَ مِنه الآَن، إلَّا الجمهُور المُخلِص الوَفي،
كَمَا يَقول الشَّاعِر الكويتي المُتألِّق «عطا الله فرحان»..!!
أحمد
عبدالرحمن العرفج
T:
Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق