الأربعاء، 4 ديسمبر 2019

الزواج بين المقاطعة والرواج ..!


الزواج بين المقاطعة والرواج ..!

رَغم أنَّ ظَاهرة العزوبيّة أصبَحت شَيء غَير غَريب، إلَّا أنَّنا نَجد في الجِهَة الأُخرى رِجَالاً تَزوّجوا مَرَّات عَديدة..!
فهُناك أمثالٌ كَثيرة عَلى أهل العزوبيّة.. خُذ مِنها في التَّاريخ القَديم: العَالِم المَشهور "ابن تيمية"، والعلَّامة "الطبري".. وفي التَّاريخ المُعاصر: رَئيس الجَزائر "عبدالعزيز بوتفليقه"، والصَّديقَان الصَّحفيّان "عبدالرحمن الراشد"، و"عثمان العمير"، وغَيرهم كَثير لَم يَتزوّجوا..!
في المُقابل أورد الشّيخ العلَّامة "بكر بن عبدالله أبوزيد" -رَحمه الله- في كِتَابه المُمتع: (الذين لَم يَتزوَّجوا مِن العُلمَاء وغَيرهم) ص 43، عَدداً مِن العُلمَاء الذين أكثَروا مِن الزَّواج والتَّسرِّي، مِنهم: "المغيرة بن شعبة"، حَيثُ تَزوّج أكثَر مِن سبعين امرَأة.. و"الحسن بن علي بن أبي طالب"، وقَد كَان منكَاحاً مطلَاقاً، فتَزوّج أكثَر مِن سبعين امرَأة، وقلَّما يُفارقه أربع نسوَة.. وكذلك "سويد بن غفلة" تَزوّج بِكراً، وهو ابن مئة وست عَشرة سَنة..!
أمَّا "ابن عقيل" الذي لَه كِتَاب (الفنون) البَالغ 800 مُجلَّد، فقَد كَان لا يَنفك عَن جَارية حَسناء.. وكذلك "النسائي" صَاحب السُّنن، كَان لَه أربع زَوجات وسريّتَان.. أيضاً كَان "إسحاق الكوسج" لا يَدخل بَلداً إلَّا تَزوّج فِيها.. و"حماد بن سلمة" تَزوّج سبعين امرَأة، ولَم يُولد لَه وَلد.. كَما أنَّ "ابن جريج" استَمتع بتسعين امرَأة.. وكَذلك "محيي الدين السعدي" تَزوّج أكثَر مِن ثَلاثين امرَأة..!
أكثَر مِن ذَلك، فقَد كَان "حمزة الناشري اليمني" كَثير الزَّواج، قَارب المئة وهو يَفتض الأبكَار، ورُزق كَثيراً مِن الأولَاد.. أمَّا "البناني البغدادي" فقَد تَزوّج تسعين امرَأة.. و"ابن النجار الواعظ" كَان عنده أكثَر مِن عشرين سريّة مِن أحسن النِّساء.. وكَذلك "عبدالقادر الجيلاني"، حَيثُ كَان لَه تسع وأربعون وَلدا.. أيضاً "عبدالسلام الحلي" كَان لَه نَحو عشرين سريّة.. و"ابن دقيق العيد" كَان كَثير التَّسرِّي والتَّمتُّع..!
أمَّا "محمد الطيب بن أبي بكر الصباغ" فقَد حُكي أنَّه تَزوّج تُسعمائة امرَأة، وتوفي عَن خَمس وتسعين سَنة (والله أعلم بحَقيقة الحَال).. و"الملك أحمد بن مروان" كَان لَه 360 سريّة، يَخلو كُلّ لَيلة بوَاحدة.. وأخيراً، يُقال: إنَّ "عبداللطيف السبكي" ابن أُخت "التقي السبكي" المَشهور، قَد وَطئ أكثَر مِن ألف جَارية..!
حَسناً.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: إنَّ ظَاهرة الزَّواج أو ظَاهرة البقَاء في عِشِّ العزوبيّة؛ ظَاهرتان ستَبقيان إلى قيَام السَّاعة، وسيَظل أمر الزَّواج أمراً خِلافيًّا بَين النَّاس، يَتداولونه بَين مُؤيِّد ومُعارض، وكُلٌّ لَه وجهَة نَظره..!!!

أحمد عبدالرحمن العرفج
تويتر: Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

لكُلِّ مثابرٍ نصيب.. مِن دأب النجيب!