الثلاثاء، 3 ديسمبر 2019

فتّش عن المرأة ..!


فتّش عن المرأة ..!

إذا نظر المرء إلى كُلِّ الجدل الدَّائر؛ بين الأطراف المتخالفة و"المختلفة"، يجد أنَّ سبب الخلاف ومحور المشكلة "المرأة"، الأمر الذي يجعلني أقول: "إنَّ النِّساء وراء كل جريمة نقاش"!
وهذا الكلام ليس بعيداً عن ما ترويه بعض الكُتب؛ مِن القول بأنَّ المرأة "فتنة"، و"خطر" و"فسوق"، بخلاف تعاليم الدِّين التي تقول: "استوصوا بالنِّساءِ خيراً"!
وفي الغرب –دائماً- إذا حصلت أحداث أو مشاكل؛ يُقال "فتّش عن المرأة"، وكأنَّ هذه المخلوقة "الجميلة" رأس كُلّ جريمة، وعامود كُلّ معضلة مُقيمة.. وهناك مَن استثمر هذا الوضع، حيث يقول الصَّحافي الكبير "ناصر الدين النشاشيبي": "إنَّ الأديب "توفيق الحكيم" قد بَنَى أمجاده على قذف المرأة بالطّوب"!
بل حتى اللغة.. يُقال أنَّها ظلمت المرأة مِن خلال أوصافها، فإن قِيل "رجلٌ قاض"، يُقال امرأة "قاضية"، تعني قاضية، وإن قيل "رجلٌ حي" يُقال امرأة "حيّة" أخت العقرب، وإذا أصاب الرَّجل يُقال هو "مُصيب"، أمَّا المرأة فهي "مُصيبة"، وإذا لم يحترف الرَّجل فيُقال له "هاوٍ"، أمَّا المرأة فهي "هاوية" وتؤدي إلى هاوية، وإذا كان الرَّجل في الوكالة فيُقال "نائب"، بينما المرأة "نائبة"، كفانا الله وإيّاكم شر "النَّوائب"!
حسناً.. بعد كُلّ هذا لندخل في الجد.. وتأمَّلوا المشاهد التَّالية:
انزع المرأة مِن التَّعليم وستنتهي مشاكله، مِن اختلاط وفصل، ومراجعات وابتزازات!
خُذ هيئة الأمر بالمعروف كمثال آخر، وانزع عنها قضايا المرأة، ستنتهي -إلى الأبد- مشاكل الإعلام والمجتمع مع الهيئة!
وأتحدَّى مَن يُثبت أنَّ هناك مَن اشتكى مِن الهيئة؛ لأنَّها قضت على "إرهابي"، أو حاكمت "تاجر" لأنَّه "غَش"، أو "سائقاً" لأنَّه قطع الإشارة الحمراء "شكلاً ومضموناً"!
خُذ وضع العمل كمثال ثالث؛ وانزع منه المرأة، وستنتهي المشاكل التي بداخله، وإليك -أيضاً- وضع معارض الكِتَاب، والحدائق والحفلات، والمسلسلات والمقاهي، والأسواق والسّفر، والسّحر والابتزاز... إلخ!
وإن شئت أكثر راقب "محاضر الضَّبط في الهيئة"، تجد أنَّ أغلبها يتعلَّق بالمرأة.. واقرأ مقالات الكُتَّاب، تُدرك أنَّ معظمها إمَّا عن تحرير المرأة، وإمَّا عن احتشامها، والباقي عن مشاكلها ومكانتها وقضاياها!
حسناً.. ماذا بقي؟!..
بقي القول إنَّنا أسأنا إلى هذا المخلوق "الرَّقيق"، الذي له مِن المكانة أكثر مَا للرجل مِن مكانة.. والمرأة أدرى بشؤون دنياها!.

أحمد عبدالرحمن العرفج
Arfaj555@yahoo.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

لكُلِّ مثابرٍ نصيب.. مِن دأب النجيب!