الخميس، 5 ديسمبر 2019

يوميات لا تَجُبّ خَطيئة الحُبّ!!


الحبر الأصفر
يوميات لا تَجُبّ خَطيئة الحُبّ!!

الحُبُّ لَيسَ نَعيماً مُقيماً، ولَا يُمكن أَنْ يَقتَرن بالمِثَاليَّة، شَأنه شَأن مُتنَاقِضَات الحيَاة، فهو فِي صعُودٍ وهبُوط.. حَتَّى أَهل القَانون والمَحَاكِم، يُصنِّفون جَرَائِم الحُبّ؛ ضِمن أَخطَر المُمَارسَات البَشريَّة، فَظَاعَةً وبَشَاعَة، ورُبَّ مُحبّ نَكص عَلَى عَقبيه قَائِلاً: (بِئساً للحُبِّ وتَبًّا لَه).. لَكن هَذه اليَوميَّات، لَن تُثقِل عَلَى القُرَّاء الكِرَام، بتِلك المَآسي الدَّامية، فحَسبهَا التَّجوُّل لتنتخب مَا يُثير الدَّهشَة؛ مِن مَفَاهيمِ وتَحوُّلَات الحُبّ:
(الأحد): الحُبُّ يَستنِطقُ الجَمَادَات، بَل يَستنِطقُ الرِّجَال أَيضاً، ولَا أَدلُّ عَلَى ذَلك مِن استنطَاقه للأَديب الخَجول؛ "مصطفى صادق الرافعي"، حَيثُ يَقول: (مَا وَقَفْتُ أَمَامك مَرَّةً يَا حَبيبتي؛ إلَّا قُلتُ فِي نَفسي: مِن هُنَا يَبدَأ مَا لَا يُدرَك)..!
(الاثنين): سَألوني كَم مَرَّة وُلِد الرَّجُل؟، فلَم أُجِب، بَل نَقلتُ إجَابة أَحَد الحُكمَاء، التي قَال فِيهَا: (يُولَدُ الرَّجُل مَرَّتين: مَرَّة مِن امرَأَة تُعطيه الحَيَاة، ومَرَّة مِن امرَأَة تُعطيه الحُبّ، فالأُولَى تُعطيه حيَاتها، والثَّانية تُعطيه حيَاته)..!
(الثلاثاء): حُبُّ المَرأة للرَّجُل، وحُب الرَّجُل للمَرأَة مِثل الرُّصَاصَة، تَنطَلقُ مَرَّةً وَاحِدَة، ومَا عَدَا ذَلك مُجرَّد مُحَاولَات، لتَعويض قِيمة الرُّصَاصَة الأُولَى، حَيثُ يَقول أَحَد الفَلَاسِفَة: (المَرأَة تُوجد مَرَّة وَاحِدَة فِي عُمر الرَّجُل، وكَذَلِك الرَّجُل يُوجد مَرَّة وَاحِدَة فِي عُمر المَرأَة، ومَا عَدَا ذَلِك، لَيس إلَّا مُحَاوَلات للتَّعويض)..!
(الأربعاء): الحُبُّ لَا يَقبَل التَّعريفَات، ويَتمرَّد عَلَى الفَلسفَات، ويَستَعصي عَلَى التَّأطير، لِذَلك اختَصر أَحَد الحُكمَاء حِكَاية الحُب، حِينَ قَال: (الحُب لَا يَحتَاج فَلسَفَة كَبيرة، بَل كُلّ مَا عَليك فِعله؛ هو أَن تَهتمّ بمَن تُحبّه)..!
(الخميس): كُلُّ الذين يَستَحمّون بمَاءِ الحُب؛ يَظنّون أَنّ مِيَاهه دَافِئَة، ولَكن حِينَ يَتوغَّلون فِي هَذهِ الميَاه، يَعرفون أَنَّ هَذا النّوع مِن السِّبَاحة، قَد يُؤدِي بِهم إلَى الجنُون أَو الحِكمَة، وقَد قَال أَحَد الفَلَاسِفَة: (الحُبّ هو أوّل الجنُون، وآخِر الحِكمَة)..!
(الجمعة): الحُبُّ كَائِن لَا يُحب الاستقرَار، بَل يَعيش المَدّ والجَزْر، ومُخطئ مَن يَظنُّ أَنَّ الحُبَّ؛ صَديق السّكون والهدُوء، وفِي ذَلك يَقول شَيخنا "أبوسفيان العاصي": (يَظنُّ البَعض أَنَّ الحُبَّ فِي الاستقرَار، وفِي مَرحلة السّكُون، ومَا عَلِمُوا أَنَّ الحُبَّ هو التَّبعثُر فِي مَرَاحِل هبُوب العَواصِف)..!
(السبت): نَهتَمُّ بالكُرْه، رَغم أَنَّه صَعب المَنَال، ونَهملُ الحُبّ، رَغم أَنَّه فِي مُتنَاول اليَد، ونَحنُ عِندَمَا نَكْرَه، نُمَارِس الكُرْه بصِدق، بعَكس الحُبّ، الذي يُمكن أَنْ نَكذِب بشَأنه، وقَد لَاحَظ شَيخنا "أبوسفيان العاصي"؛ الفَرق بَين تَعَاملنَا مَع الحُبّ، وتَعَاطِينَا مَع الكُرْه، حِينَ قَال: (الحُبُّ كَائِن فضُولي، يَدخُل مِن النَّافِذَة "دون استئِذَان"، ويَخرج مِن البَاب ونَحنُ نَرَاه، فِي حِينَ أَنَّ الكُرْه لَا يَدخُل مِن البَاب، ولَا يَخرُج مِن النَّافِذَة، حَتَّى لَو فَتحنَاهمَا لَه)..!!

أحمد عبدالرحمن العرفج
T: Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

لكُلِّ مثابرٍ نصيب.. مِن دأب النجيب!