الأربعاء، 4 ديسمبر 2019

أوجَاع جُدَّة وَصَلَت إلى المَخدَّة ..!


الحبر الأصفر
أوجَاع جُدَّة وَصَلَت إلى المَخدَّة ..!

أوجَاع جُدَّة لَم تَعُد خَافية عَلى عُشر لَبيب، ولَيست بحَاجة إلى مُنظِّر أو خَطيب، ليَقول: هَا أنَا أمسك بذيل "الذّيب"..!
جُدُّة المُصابة بأرقٍ مُزمن؛ لَم تَعد تَكفيها مَعيشة الضَّنك، بَل أصبَحت الحُمَّى فِيها مَصحوبة بالضَّنك، وكَأنَّ ضَنكاً وَاحداً لا يَكفي..؟!
جُدَّة الحَزينة تَظلّ وَادعة، طيّبة، رضيّة، فرَغم دخُولها سنّ اليَأس -مُنذ فَترة لَيست بالقَليلة-، إلَّا أنَّ عُشّاقها لا يُقايضون أسوَأ مَا فِيها؛ بأجمَل مَا في المُدن الأُخرى، التي تَستجدي حُبّ أهلها بكُلِّ الإغرَاءَات، لَكنهم لا يَحملون لَها في قلُوبهم سوَى المَقت، ولا يُصدّقون مَتى تَأتي الإجازَة؛ للهرُوب مِنها إلى أي وَاجهة سياحيّة..!
حَسناً، لَن أخجَل مِن الاعترَاف بحُبِّ جُدَّة، وإن تَحوّلت إلى أكبَر مُنغِّص للحيَاة في العَالَم، أو زَاحمني في عشقها البَعوض والذُّباب، الذي بَدأ حَجمه يَكبر مُؤخَّراً بصُورة لافتَة..!
لَن أكرَه جُدَّة حتَّى لَو غَرَقَتْ في "بيّارتي"، أو كَرَهَتْهَا سيّارتي، ولَن أهجرهَا حتَّى لو هَجرَها آخر قطّ، رَغم أنَّه يحزنني تَقلُّص أعدَاد القطَط في أحيَاء جُدَّة، فكَثرة القطَط تَدلُّ عَلى الكَرَم أو البَذَخ، الذي يَدلُّ بدَورهِ عَلى الرَّفاهية والتَّنعُّم..!
لَكن لَن ألوم القطَط؛ إن هي نَجَت بنَفسها مِن كَارثة تُهدِّد حيَاتها، فقَد سَبَقَتْهَا أصنَافٌ أُخرى مِن الطّيور التي تَتحَاشَى التَّحليق في سَماء جُدَّة، بسَبب التَّلوّث المُنبعث مِنها، كَما أنَّني شَاهدتُ -أثنَاء مُمارستي لريَاضة المَشي- "حَمَامَات" يَائسَات يكسّرن البيض -قَبل أن "يَفقص"- برَميهِ مِن أمَاكن مُرتفعة، ولَكَ أن تَتخيّل أُمًّا تُمارس الوَأد بحَقِّ فَلذات أكبَادها، خَوفاً عَليهم مِن مَعيشة الضَّنك..!
لقَد انحَسَرَتْ آمَالي في إجرَاء صيَانة شَاملة لجُدَّة، إلى أن بَلغتُ حَدّ التَّعايش مَع مَطبّاتها، التي كُنتُ أظنّها –فِيما سَبَق- أسوَأ المُنغّصَات، لتَتحوّل المَطبّات بقُدرة قَادر إلى أدوَات تَدليك مُحبّبة لجِسمِي "المربرَب"..!
حَسناً.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: إنَّني كُنتُ أفتَخر بالمَوقع الاسترَاتيجي لمَنزلي، لأنَّه يَقع بَين مَتجرين لبَيع الوُرود، لَكن أحد الحُسّاد أصَابني "بعَينٍ مَا صَلَّت عَلى النَّبي"، فذَبُلت الوُرود، ولَم يَعد يَحقُّ لَي أن أُلقي باللَّائمَة عَلى البَائعين، حينَ اكتشفتُ أنَّ الوُرود الصّناعيّة البلاستيكيّة ذَبُلت في جُـدَّة أيضاً، لتَشترك الجَمادَات مَع الكَائنات في الحُزن طُولاً وعَرضاً، فالشَّكوى لله الذي لا أرجو مِن غَيرهِ عَوضَاً..!!!

أحمد عبدالرحمن العرفج
تويتر: Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

لكُلِّ مثابرٍ نصيب.. مِن دأب النجيب!