الأربعاء، 4 ديسمبر 2019

كَلِمَاتٌ عَلى مَقولَات ..!


الحبر الأصفر
كَلِمَاتٌ عَلى مَقولَات ..!

يَحلو لِي أن أستَعرض بَعض المَقولات؛ التي أدوّنها في دَفتري الصَّغير، بَعد أن أنقلها مِن كُتُب أصحَابها، إذ تَبدو وكَأنَّها مَحصول للقرَاءات التي أنجَزها القَارئ، لتَكون في النّهاية مَقولات مِن قرَاءات؛ في رُؤوس تَحترق إبدَاعاً وإشعَاعاً وإمتَاعاً..!
حَسناً.. يَقول الأديب "مصطفى الرَّافعي": "حِين يَنجح الإنسَان يَقول: فَعلتُ وفَعلتُ، وحِين يَفشل يَقول: القَدَر ويَسكت".. حَقًّا.. تَدبّروا هَذه المَقولة ستَجدون أنَّنا نُمارسها بامتيَاز..!
ولَو قَلبت الصَّفحة سأجِد حِكمَة للأديب "أنيس منصور" –رحمه الله- يَقول فِيها: "لا تَغضب مِن أحد، فأنتَ أسوَأ كَثيراً ممَّا تَعتقد".. ومِثل هَذا الكَلام "الأنيسي" يَجب أن يَضعه المَرء أمَام عَينيهِ، بَل يُعلّقه في مِرآته حتَّى لا يَغيب عَنه..!
لقَد تَدبّرت الحيَاة والعَيشُ فِيها، ووَجدتُ أنَّ الفَيلسوف "نيكوس كازانتزاكيس" مُوفّقاً حِين قَال: "هَل تَعرف مَا مَعنى أن يَعيش الإنسَان؟ مَعناه أن يُشمِّر سَاعديه ويَبحث عَن المَتَاعب"..!
وحِين أخذتُ أُقلِّب في دَفتري الصَّغير؛ الذي أُدوّن فيهِ الكَلِمَات والمَقولات الثَّمينات؛ وَجدتُ الشّيخ الدَّاعية "محمد الغزالي" يَقول: "مِن السّقوط أن يُسخِّر المَرء مَواهبه العَظيمة مِن أجل غَاية تَافهة".. عِندَها بَدأتُ أنفض الغُبار عَن نَفسي لأرمي غَايَاتي التَّافهة، وأُنمِّي مَقاصدي النَّبيلة..!
وإذَا تَجاوزتُ الغَزالي وقَلّبت النَّظر في غُرفتي؛ وَجدتُ جهَازاً يُشبه الصَّندوق اسمه التّلفزيون، ويُسمّيه الفَصحويّون "التّلفاز"، هَذا الجهَاز اللعين لَم أجَد مَن يَصفه وَصفاً دَقيقاً؛ فيُعطيه مَا يَستحق مِن الشَّتم، إلَّا المُفكِّر "علي عزت بيغوفيتش"، حيثُ يَقول: "حَلَّ التّلفزيون مَحلّ الأدَب والتَّفكير، وبالتَّالي استطَاع أن يُقلِّص النَّشاط الفِكري، إنَّه يُقدِّم حلُولاً جَاهزة لجَميع مُشكلات الحيَاة"..!
وأنَا أتجوّل في عَالَم القرَاءة؛ دَائماً مَا أُعجب بالصّراحة والصّدق والوضُوح؛ التي يَتمتّع بهَا هَذا الكَاتِب أو ذَاك، فمَثلاً تَوقّفت كَثيراً عِند الأستاذ "فيلدس" حِين قَال: "لَستُ مُتحاملاً عَلى أحَد، إنَّني أكره جَميع النَّاس بالتَّساوي".. ومَصدر إعجَابي بهَذه المَقولة؛ أنَّ الكَثير منّا يَلبس ثيَاب النِّفاق والمُجاملة، ويَرتدي معطف الكَذِب والمُواربَة، حيثُ يُظهر مَا لا يُبطن، ويُبطن مَا لا يُظهر..!
حَسناً.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: هَذه مَقولات ثَمينَات، جَاءت في كَلِمَات، وسيَتبعها أُخريَات، فانتَظروها –قَارِئاتي وقُرَّائي الكِرَام- في قَادم المَقالات..!

أحمد عبدالرحمن العرفج
تويتر: Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

لكُلِّ مثابرٍ نصيب.. مِن دأب النجيب!