الحبر الأصفر
كشف الأسرار في جواز "زواج
المسيار"
كُلُّ عَصرٍ يَأتي؛ تَأتي مَعه إبدَاعَاته وابتدَاعَاته،
وتَطبيقَاته وتَقليعَاته، ومِن هَذه الإبدَاعات والمُبتَدَعات مَا تَعارَف عَليه النَّاس
باسم "زوَاج المسيَار"، وقَد انقَسَم أهل الإفتَاء حَوله إلَى ثَلاثة
أقسَام: قِسمٌ يَرَى جَوازه، وقِسمٌ يَرَى كَرَاهَته، وقِسمٌ ثَالث وأخير يَرَى تَحريمه..!
ونَظراً لأهميّة المَوضوع، سأُفرد لكُلِّ أصحَاب رَأي كِتَابةً
خَاصَّة، وسأَبدَأ مِن أصحَاب مَذهب الإبَاحَة، ويَأتي في مُقدِّمتهم العَالِم الجَليل
الشَّيخ "عبدالعزيز بن باز" –رَحمه الله-، حَيثُ سُئل عَن "زوَاج
المسيَار"، فأجَاب قَائلاً: (لَا حَرَج في ذَلك إذَا استوفَى العَقْد الشّروط
المُعتبرة شَرعاً، وهي وجُود الوَلي، ورِضَا الزَّوجين، وحضُور شَاهديْن عَدليْن)..!
ومِن الذين أجَازوا "زوَاج المسيَار" -أيضاً-
سَماحة مُفتي المَملكة الشَّيخ "عبدالعزيز آل الشيخ"، حَيثُ سُئل عَن
"زوَاج المسيَار"، فقَال: (إنَّ هَذا الزوَاج جَائز إذَا تَوفَّرت فِيهِ
الأركَان والشّروط، والإعلَان الوَاضِح)..!
ومِن العُلَمَاء الذين أجَازوا -كَذلك- "زوَاج
المسيَار"، فَضيلة الشّيخ "عبدالله بن جبرين"، حَيثُ قَال: (أَعْلَم
أنَّ هَذا الاسم مُرتَجَل جَديد، ويُراد بِهِ أن يَتزوَّج رَجُل امرَأة ويَتركها
في مَنزلها، ولَا يَلتزم لَها القِسم، ولَا المَبيت، ولا بالسُّكْنَى، وإنَّما يَسير
إليهَا في وَقتٍ يُناسبه، ويَقضي مِنها وَطره ثُمَّ يَخرج، وهو جَائز إذَا رَضيت
الزَّوجَة بذَلك، ولَكن لابد مِن إعلَان النِّكَاح؛ مَع الاعترَاف بهَا كزَوجَة لَها
حقُوق الزَّوجَات، ولأولاده مِنها حقُوق الأبوّة عَليه)..!
ومِن العُلَمَاء الذين أبَاحوا "زَواج المسيَار"
الشَّيخ "يوسف المطلق" –عضو هَيئة كِبَار العُلَمَاء-، كَما أجَازه القَاضي
الشَّيخ "إبراهيم الخضيري"، الذي قَال: (زوَاج المسيَار شَرعي وضَروري
في عَصرنا هَذا، خَاصَّة مَع كَثرة الرِّجَال "الخوّافين"، ومَع اشتدَاد
حَاجة النِّساء إلَى أزوَاج يَعفّونهنّ، والتَّعدُّد أَصل مَشروع، والحِكْمَة مِنه
إعفَاف أكبَر قَدْر مُمكن مِن النِّسَاء)..!
حَسناً.. مَاذا بَقي؟!
بَقي أنْ نَسْتَعْرِض آرَاء مَن يَفتون بكَرَاهة
"زوَاج المسيَار"؛ غَداً إن شَاء الله..!!!
أحمد عبدالرحمن
العرفج
تويتر: Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق